الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    شولتس يؤكد أن موقف ترامب من أوكرانيا «أكثر تعقيداً» من المتوقع    رتال تختتم مشاركتها كراعٍ ماسي في سيتي سكيب بإطلاق حزمة مشاريع نوعية بقيمة 14 مليار ريال وتوقيع 11 اتفاقية    القوات الجوية السعودية تختتم مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    طرح تذاكر السوبر الايطالي في الرياض    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    تشابي ألونسو يقترب من تدريب ريال مدريد    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    القمر البدر العملاق الأخير    تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء "الكنز الثمين" للمضادات الحيوية للأجيال القادمة    جامعة أم القرى تحصد جائزة أفضل تجربة تعليمية على مستوى المملكة    المملكة تواصل توزيع الكفالات الشهرية على فئة الأيتام في الأردن    فريق قوة عطاء التطوعي ينظم مبادرة "خليك صحي" للتوعية بمرض السكري بالشراكة مع فريق الوعي الصحي    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية فرنسا    النفط يتجه لتكبد خسارة أسبوعية مع استمرار ضعف الطلب الصيني    الذهب يواجه أسوأ أسبوع في 3 سنوات وسط رهانات على تباطؤ تخفيف "الفائدة"    جامعة أمّ القرى تحصل على جائزة تجربة العميل التعليمية السعودية    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    ميقاتي: أولوية حكومة لبنان هي تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    الاعلان عن شكل كأس العالم للأندية الجديد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    البثور.. قد تكون قاتلة    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    «خدعة» العملاء!    الخرائط الذهنية    جرائم بلا دماء !    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    علاقات حسن الجوار    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    لماذا فاز ترمب؟    عاد هيرفي رينارد    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    استعادة التنوع الأحيائي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    مقياس سميث للحسد    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنان : نصر الله يدعو الى الاستعداد للنزول الى الشارع . "حتى إسقاط حكومة فيلتمان أو إجراء انتخابات مبكرة"
نشر في الحياة يوم 20 - 11 - 2006

دعا الأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصر الله محازبيه وأنصاره الى الاستعداد للنزول الى الشارع محدداً"أصولاً"للتحرك السلمي الذي لم يعرف موعده ولا مدته بعد. والهدف كما بات معروفاً المطالبة بحكومة وحدة وطنية كخيار أول واجراء انتخابات برلمانية مبكرة كخيار ثان. وقال نصر الله في لقاء مع"الماكينة"التي ستتولى تنظيم التحرك:"يجب أن نكون جاهزين حتى نفرض بوسائلنا السلمية الحضارية الديموقراطية اسقاط الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية. حكومة السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان وليس حكومة الرئيس فؤاد السنيورة". وشدد نصر الله على التنسيق الدائم مع قوى المعارضة المشاركة في التحرك.
واستعرض نصر الله في كلمته المطولة الأوضاع السياسية في لبنان مفنداً مواقف قوى 14 آذار والسلطة وموقف"حزب الله"منها.
استهل نصرالله كلامه بالقول:"اننا نمر بمرحلة دقيقة على مستوى لبنان، إضافة الى التعقيدات والظروف الصعبة التي تعيشها منطقتنا عموماً"، وأضاف:"حديثي سيكون له عدد من العناوين. الأول هو الشبهات والاتهامات المطروحة حالياً حول التحرك المقبل وموقفنا السياسي وموقف قوى المعارضة في هذه المرحلة. والعنوان الثاني هو الهدف المنشود أو تشخيصنا للمشكلة وللأزمة وللحل، نحن اليوم في أي تحرك سياسي أو شعبي الى أين نريد أن نصل؟ نحن لسنا حركة فوضوية وعشوائية وإنما حركة هادفة، العنوان الأخير هو التحرك القائم حالياً، الخطوات وبعض الملاحظات والضوابط التي يجب أن نأخذها في الاعتبار".
وتابع نصرالله:"الاصطفاف الجديد هو اصطفاف سياسي وليس طائفياً أو مذهبياً، في فريق السلطة يوجد مسلمون ومسيحيون، وفي فريق المعارضة يوجد مسلمون ومسيحيون. وهناك محاولات حثيثة جداً لتحويل الاصطفاف السياسي القائم والمواجهة السياسية القائمة الى مواجهة طائفية".
واعتبر نصرالله أن"فريق السلطة يريد أن يحافظ على مواقعه وتمسكه بالسلطة ورفضه المطلب المحق لقوى المعارضة تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مشيراً الى أنه"على رغم تقويم اداء فريق السلطة اثناء الحرب وقبلها وبعدها، نحن نتجاوز هذا التقويم، وكان خطاب قوى المعارضة اننا نريد حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع. هم يرفضون تشكيل هذه الحكومة لأنهم يريدون أن يبقوا ممسكين بالسلطة، لكن ما هي الحجج؟ في طبيعة الصراع السياسي هو يبدأ بمهاجمة قوى المعارضة ويوجه اليها اتهامات. أحياناً توجه الاتهامات بالجملة الى مجمل قوى المعارضة وأحياناً يتم التركيز على قوى معينة في قوى المعارضة لأنه لا يمكن أن يوجه اتهامات شاملة".
واعتبر أن"كل ما توجهه السلطة من اتهامات هو جزء من حرب سياسية اعلامية واتهامات لا تستند الى أي منطق أو أي دليل سوى التهرب من الحقائق".
وأضاف أن العنوان الأول هو الموقف من اتفاق الطائف وما يقال عن أن"حزب الله"أو قوى المعارضة تمثل انقلاباً على اتفاق الطائف، غير صحيح"ونحن ننكره ونجدد القول اننا مع اتفاق الطائف وتنفيذ كل بنوده. أنا أقول انني سأنفذ اتفاق الطائف وأنا أصدق منك. والتهمة الثانية أن"حزب الله"، وهذا سخّروا له مجموعة من الأقلام التي تكتب مقابل فلوس، يريد اقامة دولته في لبنان. وبالتالي فإن المعركة القائمة هي معركة أن"حزب الله"يريد أن يفرض دولته على اللبنانيين. هذا الكلام مضحك وسخيف. أولاً، في لبنان لا يستطيع أي حزب أو مجموعة مهما بلغت من المكانة أو القوة أو الامكانات أن تقيم دولتها في لبنان. وثانياً، نحن لا نريد ذلك. وثالثاً، كل سلوكنا السياسي منذ 1982 حتى اليوم يقول اننا نسير في الاتجاه الآخر. يعني دائماً كان يقال لنا أنتم منشغلون في المقاومة، تعالوا واهتموا في المسائل السياسية الداخلية ولماذا تتجنبون الحياة السياسية الداخلية، ووجودكم في الحياة السياسية الداخلية يعطيها غنى. نحن دائماً كنا ندير ظهرنا للحكومة والدولة والحياة السياسية الداخلية، وقضيتنا الاساسية كانت المقاومة. لا أريد أن اتحدث في سلوك الآخرين، كيف كان اولئك الذين عملوا كانتونات وادارات مدنية وعملوا حكومات ذاتية ودكاكين وأمناً ذاتياً. سلوكنا لم يكن كذلك على الاطلاق. والعنوان التالي، ان"حزب الله"يريد وضع يده على الحكومة. يريد ان يسيطر على قرار الحكومة وأن يكون له هو حق الفيتو في الحكومة. هذا كلام أيضاً غير صحيح. واذا رجعنا الى الماضي قليلاً، نحن لم نفكر في يوم من الأيام أن نسيطر على الحكومة اللبنانية. الى ما قبل عام 2000، لم يكن هذا الموضوع مطروحاً على النقاش، وبعد عام 2000 كان مطروحاً للنقاش ومع ذلك لم نطالب بحصة وزارية ولا بالدخول الى الحكومة".
المشاركة في الحكومة
وأضاف نصرالله:"أول حكومة شاركنا فيها كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لأنها كانت انتقالية وفي مرحلة حساسة في البلد ودخلنا الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لأن البلد دخل في مرحلة مصيرية جداً لا يمكن أن نقف فيها على الحياد. هناك تحولات كبرى حصلت في لبنان والمنطقة فرضت علينا أن ندخل الى الحكومة ونحن لم نكن نطلب أو نهوى الدخول الى الحكومة ولسنا طلاب سلطة ولا نبحث عن منصب. ولاحقاً عندما دخلنا اليها نحن دخلنا على أساس اتفاق سياسي، ولم نضع شروطاً. كانت هناك عناوين محددة تم الاتفاق عليها، لكن للأسف الفريق الحاكم الحالي نقض ما اتفق عليه وهذا يحصل في الحياة السياسية ووجدنا أنفسنا في داخل حكومة لا نستطيع أن نكون فاعلين فيها بما يخدم المصلحة الوطنية الكبرى ونحن وجودنا في هذه الحكومة كان له طابع سياسي ولم نسع الى تحقيق مكاسب حزبية ولا فئوية ولا شخصية، إنما كان غرضنا هو الموضوع السياسي المركزي والاستراتيجي".
وأضاف نصرالله:"الى طاولة التشاور لم نطلب أن نزيد حصة"حزب الله"وحركة أمل، بل ان ننصف قوى سياسية أخرى نتفق معها على أشياء ونختلف معها على أشياء، نرى أن وجودها داخل حكومة وحدة وطنية يشكل ضمانة وطنية وأريد أن اكشف انني قلت للأخ محمد رعد الذي كان يمثل"حزب الله"أصدق تمثيل الى طاولة التشاور، اذا قبل فريق السلطة بمبدأ حكومة الوحدة الوطنية وجئنا الى الترتيب وصارت هناك مشكلة في العدد قولوا لهم اننا جاهزون أن نسحب وزراء"حزب الله"من الحكومة لمصلحة مشاركة قوى سياسية أساسية أخرى في البلد ونحن حاضرون لأن نعطي الثقة للحكومة وندعمها ونحن خارجها".
واعتبر ان"من يفكر بهذه العقلية لا يبحث عن منصب أو سلطة أو فيتو. هناك أمور اساسية نحن بحاجة لنضمنها في لبنان، ووجود قوى سياسية أساسية في الحكومة يشكل ضمانة"، لافتاً الى أن"الاسخف من كل هذه الاتهامات هو أن الهدف من المواجهة السياسية الحالية هو خدمة الملف النووي الإيراني، كأنما اذا تغير رئيس الحكومة يمشي الملف النووي الإيراني، واذا بقي رئيس الحكومة نفسه يتعرقل الملف". ولفت الى أن"العنوان والاتهام الخامس هو أن التحرك في لبنان يهدف الى إكمال حلقات الهلال الشيعي، على اعتبار أن بعض جماعة الأميركيين في المنطقة تحدثوا عن هلال شيعي يتشكل من ايران، العراق الى سورية ولبنان ثم عادوا ونفوا. وهذا الكلام سخيف"، سائلاً عن سبب الربط بين المطالبة بدخول أحزاب المعارضة الى الحكومة وبين الهلال الشيعي.
المحكمة الدولية
وتابع نصرالله:"العنوان الأخير هو القول ان هدف هذا التحرك هو تعطيل المحكمة الدولية، حسناً، عندما صارت الحرب ثم احتفال الانتصار والجدل السياسي في البلد لم تكن المحكمة الدولية مطروحة، وعندما تحدثنا في 22 أيلول سبتمبر عن أن شهر رمضان هو للتأمل وطالبنا بحكومة وحدة وطنية، لم يكن أحد يتحدث عن محكمة دولية. ثم عندما دعا الرئيس نبيه بري الى طاولة التشاور لمحاولة لمّ الوضع في البلد، هم استعجلوا مع مجلس الأمن واصدقائهم الدوليين مسودة المحكمة الدولية وأحضروها الى طاولة التشاور ليفجروها ويهربوا من الاستحقاق المنطقي الطبيعي بعد حرب كالتي حصلت في لبنان وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية. الطاولة جاءت لتناقش حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب. وحتى هم في فريق السلطة عندما أرادوا أن يضيفوا شيئاً الى الجدول، لم يطلبوا اضافة المحكمة الدولية، بل رئاسة الجمهورية، لأن موضوع المحكمة الدولية انتهينا منه الى طاولة الحوار وأخذنا القرار بالإجماع على المبدأ وأنه على الحكومة اللبنانية أن تتابع الأمر مع الجهات الدولية المعنية. وما حدث بالضبط أنه يوم الخميس خلال التشاور دخل أحد أقطاب فريق السلطة وطلب من الرئيس بري والأخ محمد رعد أن اعطونا المحكمة الدولية وخذوا أكثر من الثلث المعطل. وقيل له في تلك الجلسة انه اذا كنت تتحدث عن المبدأ، فنحن أجمعنا عليه على طاولة الحوار، وعندما تأتي المسودة الى مجلس الوزراء، فإن وزراء أمل وپ"حزب الله"يعدون بأنهم سيناقشون هذا الأمر بكل ايجابية وجدية وعلمية وتسهيل، واذا كنت غير مكتفٍ بسماع هذا الكلام من ممثلي"حزب الله"فنحن حاضرون لنؤمن لقاء تسمع خلاله هذا الكلام مباشرة من السيد حسن نصرالله، هذا ما حدث ولا علاقة له بالمقايضة. نحن نطالب بحكومة وحدة وطنية وهو مطلب لإنقاذ البلد ونحن لا نتحدث عن مقايضة، هذا موضوع آخر ولكننا مستعدون لنتجاوب معه حتى النهاية. وفي اليوم التالي، قال ان المسودة ستأتي وأعطونا اياها يوم الجمعة. حسناً، نحن بحاجة لأن نترجمها ونعرضها على قانونيين ونتناقش نحن وحركة أمل بالحد الأدنى وثم نعطي رأينا، فكيف تفاجئنا يوم السبت أنك وضعتها الاثنين على جدول أعمال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، هذا يعني أنك لا تريد مني أن أناقش وأبحث عن ضمانات العدالة في المسودة. أنت تريد مني أن آتي يوم الاثنين أو الخميس وتقول لي هذه هي المسودة. إما ان توافق عليها أو لا. وإذا ناقشتك أكون اعطل المحكمة الدولية؟ نحن قبلنا أن نستلم المسودة، لكنهم لم يعطونا وقتاً، تماماً كما حصل الاثنين والخميس اثناء الاعتكاف. وضعوا المسودة الاثنين على جدول الأعمال وطلبوا أن نأتي لنصوت ونناقش وأصلاً ليس هناك جدوى من النقاش، مع ذلك نحن لم نستقل من الحكومة بسبب هذه الحادثة. والذي حصل بالضبط هو اننا كنا نتناقش حول كيف سنكون إيجابيين في موضوع المحكمة. وهذا القطب يقول لنا أنا حاضر أن امضي في حكومة وحدة وطنية يوم السبت، وطبعاً قبل يوم السبت كان هناك اتجاه آخر في فريق السلطة، هناك اقطاب في فريق السلطة كان لديهم استعداد لأن يقايضوا حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الجمهورية وهناك أقطاب يريدون أن يقايضوا حكومة الوحدة الوطنية بالمحكمة الدولية، لكن الجمعة ليلاً جاءت التعليمة بألاّ تقايضوهم على شيء، لكن من قال اننا نقبل بأن نقايض حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الجمهورية أو المحكمة الدولية. جاءت التعليمة من السفارة الأميركية في بيروت، قيل لهم ان السياسة الأميركية لم تتغير على رغم ما حصل في الانتخابات، ولا تصغوا الى ما يقال عن اتصالات على مستوى المنطقة، ونحن معكم ونطلب منكم ألا تتنازلوا على الإطلاق. جاءوا يوم السبت وطلع أحدهم يقول:"لقد قرأنا في الصحف عن المقايضة غير الأخلاقية، هذا صحيح، هي غير أخلاقية، لكن لسنا نحن من طرحها". وللأسف الشديد الذين طرحوا المقايضة غير الأخلاقية تنكروا لها واستنكروها لاحقاً".
وقال نصرالله:"نحن أمام فريق سياسي في السلطة ممكن أن تجلس معه عشر ساعات الى طاولة حوار أو تشاور لكن المشكلة أنك تحاور وتناقش من لا يملك قراره بيده. مضيفاً:"نحن ندخل الى الحكومة لنكون شركاء في القرار السياسي الكبير في البلد ونطالب بمشاركة قوى سياسية أخرى"، مؤكداً أن"قوى 14 شباط ترفض أن يعطى أي شكل من أشكال المشاركة الجدية أو الفعلية لقوى سياسية خارج إطار فريق 14 شباط الذي هو فريق الحكومة، وهذا هو سبب الاستقالة وليس المحكمة الدولية. وأنا أقول لهم منذ الآن ان شكلوا حكومة وحدة وطنية وجربونا. احضروا المسودة الى حكومة الوحدة الوطنية وجربونا. اذا عطلنا أو عرقلنا افضحونا أمام الناس، ولو فعلنا ذلك فأنتم الأكثرية في مجلس النواب ويمكنكم اسقاط الحكومة متى أردتم".
وسأل نصرالله عن الهدف من هذه الاتهامات، وقال:"فريق السلطة اليوم في حال ضعف. وهم يشعرون بهزيمة نكراء بسبب ما حصل في الحرب الأخيرة التي كانوا يراهنون على أنها ستقضي على المقاومة وتغير المعادلات الداخلية والمحلية لمصلحتهم فيقومون لاحقاً بالانقضاض على بقية قوى المعارضة وإحكام السيطرة على لبنان. وهذا المشروع فشل، وكل الذين تحدثوا بعد انتهاء الحرب عن هزيمة كانوا يتحدثون عن هزيمتهم هم. وهم لا يتأسفون على بيوتنا التي دمرت ولا على نسائنا وأطفالنا الذين ذبحوا في لبنان. لأنهم كانوا يرفضون وقف إطلاق النار إلا في إطار حل شامل".
وزاد نصرالله:"عندما ندخل الى فريق السلطة وحساباته فأحجامه معروفة. لذلك اليوم يرى فريق السلطة أنه في موقع ليس امامه به إلا خيار وحيد، وهو أن يتكرس اليوم في لبنان بالطائفة السنيّة الكريمة وبعض هؤلاء اعتادوا في حروبهم العسكرية والسياسية ان يقاتلوا بأبناء الطوائف الأخرى، ومن خلال هذا الكلام أخاطب إخواننا وأحباءنا واعزاءنا أبناء الطائفة السنية في لبنان. اليوم قوى السلطة خيارها الأخير أن تتمترس بهذه الطائفة. لذلك كل الخطاب السائد في البلد هو مذهبي وليس طائفياً. لا أحد يتحدث عن مسلم ومسيحي. كل الخطاب في البلد يحاولون أخذه في اتجاه شيعي - سنّي ومن يتحدث بهذا الكلام هم ناس ليسوا شيعة ولا سنّة ولكنهم يأخذون البلد في هذا الاتجاه. ويأتي الخطاب السياسي اليوم ويوظف له أقلاماً وعمائم تتحدث بلغة مذهبية واضحة وصريحة جداً".
وأكد نصرالله:"نحن مع الصلاحيات التي اعطاها اتفاق الطائف للحكومة اللبنانية التي يرأسها مسلم سنّي. لكن كل ما يثير السنّة في لبنان يقولونه لهم. وبعض هؤلاء الزعماء السياسيين الذين لا ينتمون الى الشيعة أو السنّة ذهبوا الى بعض الدول الخليجية العربية وقالوا للأمراء والملوك هناك عليكم أن تتداركوا ما يحصل في لبنان. ان"حزب الله"يعمل في لبنان على تحويل السنّة الى شيعة، أي اننا نشيّع السنّة. وطبعاً لأن الكذاب عادة لا يكون موفقاً في كذبه، فإنّ المثل الأول الذي قدمه لهم أن الدليل هو ما يجري في عكار. فمهلاً، اذا أردنا أن نشيّع السنّة لماذا لا نبدأ من الضاحية وبيروت، هل من نشاط شيعي أو ثقافي شيعي في عكار؟ هناك محاولة لتقديم الأزمة السياسية في لبنان وكأنها أزمة بين الشيعة والسنّة وهذا غير صحيح، وأيضاً من الخطأ تقويم الشيعة أو السنّة كأن كل طائفة في موقع واحد على المستوى السياسي. هناك شرائح سنيّة كبيرة خيارها ليس خيار فريق 14 شباط أو السلطة الحالية."حزب الله"خياره وطني قومي وسياسي واضح وليس خياراً طائفياً".
وتابع نصرالله:"نحن نعتقد أن الحكومة الحالية لا يمكن ائتمانها على القرار السياسي الأساسي في لبنان. هذا ليس من باب التخوين، لأن هذه الحكومة مشكلتها الرئيسة انها تلتزم بإملاءات الادارة الأميركية، وهذا بالنسبة الينا يقيني. اليوم لا يوجد في لبنان حكومة وطنية وإن ادعت الوطنية، ولا حكومة سيادة وإن ادّعت السيادة. وانا استطيع ان اقدم مجموعة شواهد عن أمور كنا نتفق عليها ثم يخرجون من الاتفاق بحجة ان الاميركيين وآخرين لم يوافقوا".
وقال نصرالله:"هذه الحكومة لا تستطيع أن تأتمنها على القرار السياسي لا اثناء الحرب ولا بعدها ولا في الاعمار ولا في السياسة الاقتصادية"، سائلاً:"خلال ال 15 سنة هل كان"حزب الله"يدير الملف الاقتصادي".
واستطرد قائلاً:"في فترة الحرب اجتمعت الحكومة وحاولت اكثر من مرة ان تأخذ قراراً بتحويل منطقة جنوب الليطاني الى منطقة منزوعة السلاح، لكنهم يعرفون أن هذا الموضوع لا يحل بأكثرية الثلثين وليس محل تصويت في الحكومة. لقد حاولوا أن يجعلوا مهمة الجيش اللبناني الذاهب الى جنوب الليطاني نزع سلاح المقاومة. هم يعرفون أن هذا لا يقدرون على تنفيذه. هناك محاولات خطرة. هناك قرارات نحن منعناها ليس بسبب وجودنا الدستوري في الحكومة، بل بسبب تهيبهم من تبعات تنفيذ قرارات من هذا النوع. واليوم نحن نقول تعالوا لنحل المشكلة في البلد. نحن لا نريد أن نحاسب، امامنا خياران للخروج من المأزق السياسي الموجود في البلد، تعالوا لنشكل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى السياسية الأساسية في البلد مشاركة حقيقية، والخيار الثاني هو انتخابات نيابية مبكرة".
وأضاف نصرالله:"لسنا قوى الوصاية السورية ولا الإيرانية"، وقال:"انتم تقولون ان قوى المعارضة ستحضر الإملاءات السورية الى الحكومة ونحن نقول عنكم أنكم تستحضرون الإملاءات الأميركية الى الحكومة فإذا شكلنا حكومة وحدة وطنية، وجودكم في الحكومة سيمنع الإملاء السوري ووجودنا في الحكومة سيمنع الإملاء الأميركي وبالتالي سيفرض على حكومة الوحدة الوطنية ان تأخذ قرارات وطنية". مؤكداً:"لن نقبل أن تبقوا حاكمي البلد لأنكم حكومة أميركية. اذا أردنا حكومة وطنية، فإنها تتحقق بقيامة حكومة وحدة وطنية".
قوى ملتزمة مع أميركا
واعتبر أن"قوى السلطة ما زالت تمانع وبعضها سيبقى يمانع. وبعضها لأسباب داخلية. هناك قوى سياسية خصوصاً في الوسط المسيحي، لو قدر أن تتشكل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها التيار الوطني الحر وقوى مسيحية أخرى سينكشف حجمها الحقيقي ويبدأ التحول من معسكرها الى معسكرات أخرى، لذلك حساباتها لا تسمح لها القبول. وهناك قوى أخرى ملتزمة مع الادارة الأميركية وهي تعرف أنها في إطار حكومة وحدة وطنية لا تستطيع أن تفي بالتزاماتها مع الادارة الأميركية، ولذلك هي لا تقبل. نحن نقول ان ليس لدينا التزامات مع أحد ولا نبحث عن موقع. كل ما نريده أن يكون هناك حكومة وطنية لا تأخذ لبنان ليصبح أداة أميركية او إسرائيلية".
وأضاف نصر الله:"أحد أسباب التحريض هو ان حرصنا على الوحدة الإسلامية هو نقطة يضغطون علينا بها، وأي حركة شعبية في المنطقة ستؤدي الى فتنة مذهبية"، مؤكداً ان كل المسلمين معنيون بأن لا يسمحوا للخلاف السياسي أن يأخذ البعد المذهبي. وقال:"إنه كان حدد انه بعد جلسة التشاور تبدأ ساعة الصفر للتحرك من اجل المطالبة بحكومة وحدة وطنية وقال ان هناك موضوعاً أخلاقياً يعني لبنان كله وشعبه وموقعه في المنطقة اسمه مصير القرار السياسي في البلد ومستقبله وكيف تتم ضمانته. وما جرى على الطاولة يوم السبت والطريقة التي تعاطوا بها خلال التشاور والخطاب الصريح الذي قالوه له انهم أكثرية ومعنيون بالقرارات السياسية الكبرى وبالتالي مقبولة مشاركتنا في إطار شكلي دفعنا بعد نصف ساعة من انتهاء الحوار نتيجة التشاور بين قيادتي"أمل"وپ"حزب الله"الى اتخاذ موقف موحد وأعلنّا استقالة وزرائنا من الحكومة وبالتالي كانت هذه أول خطوة. ليس هناك شك في ان خطوة الاستقالة كانت كبيرة جداً على المستوى السياسي وأقوى وأهم من عشرات التظاهرات التي كان يمكن ان تنزل الى الشارع يومها من حيث نتيجتها السياسية".
وأكد ان هذه الاستقالة الجماعية تسقط الشرعية الدستورية عن الحكومة. وأشار الى ان الخطوة الثانية القائمة الآن وهي الاصطفاف السياسي لقوى المعارضة بدأت تستنهض صفوفها وهناك فرق سياسي بين خطاب السلطة والمعارضة. وهناك خطوات لاحقة. المعارضة بالتشاور في ما بينها، منذ انتهاء طاولة التشاور، على تشاور دائم وأي خطوة لاحقة لها علاقة بالشارع أو في يوم من الأيام بالعصيان المدني ستتخذ بالتوافق بين قوى المعارضة. وقال:"يجب ان نكون جميعاً جاهزين للنزول الى الشارع على المستوى النفسي والمعنوي. فهي وسيلة من وسائل التحرك المطلوبة، لأنه عندما سندعو الى التظاهر يمكن ان لا ندعو قبل 3 أيام، ويمكن ان ندعو قبل 24 ساعة أو 12 ساعة أو ست ساعات. ولا نريد ان نجهز لذلك يجب ان نكون مستعدين". وعاد فأكد الإصرار على التعاون والتشاور مع كل قوى المعارضة إذ"يجب ان تكون معارضة وطنية في الشارع، كما ان تحركنا سلمي وحضاري ومدني وعندنا ثوابت وهم عندهم ثوابت، نحن بكل بساطة نستطيع ان نقيم تظاهرة من مليون من دون ان يحصل مشكل. وهم كذلك عندهم تجربة مماثلة. لا نريد أعمال شغب أو ضرب ونريد احترام الممتلكات الشخصية والعامة ولا نريد أي تصادم حتى مع الشارع الآخر".
وقال:"عندما قالوا عن حكومة الرئيس كرامي انها حكومة وصاية وضعف، فإن حكومة الرئيس كرامي سمحت لهم بأن يتجمعوا. وفي المقابل كانت السيادة هي التهديد بالشارع المقابل والعصي والسكاكين فبئس السيادة ومرحباً بالوصاية. إن شاء الله يكونون عقلاء وإذا ارادوا النزول في ساحة اخرى فهم أحرار، لكن حرام ان يضعوا الناس في وجه بعضها بعضاً. لكن افترضوا وضعونا في وجه بعضنا بعضاً، نحن لا نريد مشكلاً ولا صراعاً ولا شتائم، وإذا شتمونا نقول لهم الله يسامحكم، اصلاً هم قتلونا وقلنا لهم الله يسامحكم وتواطأوا على قتلنا وقلنا الله يسامحكم. ونحن هنا امام امتحان كبير". وأضاف:"نقدر ان ننقاد وراء العصبيات ونخرب بلدنا ونقدر ان نتعاطى بمسؤولية ونحرر بلدنا من هيمنة السفير فيلتمان ومصاصة الدماء كوندوليزا رايس ولا يحصل مشكل في البلد. الشجاعة هي ان نفوت المشكل على الذين يريدون اخذ البلد الى مكان آخر".
وأكد ان الجيش وقوى الأمن هم"اخواننا وأحباؤنا والسياديون الجدد يريدون استخدام الجيش وقوى الأمن لقمع المتظاهرين، لكن اعتقد ان الجيش وقوى الأمن سيتصرفون بمسؤولية وطنية".
وعلق نصرا لله على تعاطي بعض الشبان مع القوى الأمنية باستخفاف على خلفية حادثة مرجعيون، وربطها بتوزيع الشاي وقال:"من يتحمل مسؤولية حادثة مرجعيون هو من اخذ القرار السياسي الذي كان ينفذه العسكر".
وأضاف نصر الله:"الشعارات تحتاج ضبطاً والمرحلة لا تحمل ان تفلت الشعارات. وأنا متأكد من ان فريق السلطة سيرسل أناساً الى تظاهراتنا ليقولوا شعارات مذهبية وشتائم وافتعال مشاكل وهؤلاء سنضبطهم. ونحن قادرون لأننا واثقون من شعبنا، وقادرون على ان ننزل الى الشارع ونطلع أو ننزل ونبقى، كل الخيارات مفتوحة. يوم او أسبوع أو أكثر أو أقل حتى إسقاط الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية. حكومة السفير فيلتمان وليست حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. عندنا خطوط حمر واضحة، التصادم والفتنة الداخلية حرام وخط أحمر. وقال:"كما كنت أعدكم بالنصر دائماً، أعدكم بالنصر مجدداً".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.