أكد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله ان «المرحلة دقيقة وحساسة وفي حاجة الى تصرف وفعل وكلام مسؤول، لا نريد كسر عظم مع الفريق الآخر ولا تشكيل حكومة من لون واحد»، وسأل: «اذا لم نعط الرئيس نجيب ميقاتي فرصة النجاح، نسأل إلى أين تريدون أخذ البلد؟»، مؤكداً ان «ما تطمح اليه المعارضة هو التعاون جميعاً للعبور من هذه المرحلة الدقيقة». وتناول نصرالله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة بعد ظهر امس لمناسبة أربعين الإمام الحسين في احتفال أقيم في بعلبك، الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحة اللبنانية «لأن المرحلة دقيقة وحساسة». وذكر ان «المشروع الأميركي كان يستهدف تحطيم هوية لبنان عام 1982، فكان ان خرجت المقاومة الإسلامية من بعلبك». وقال: «نستحضر تلك الأيام عندما قيل ان إسرائيل هزمت الجميع، والتي أصيب فيها كثر بالانهيار، نستذكر سيد شهداء مقاومتنا السيد الشهيد عباس الموسوي عندما خلع لباسه الديني وحمل البندقية ودعا شباب البقاع الى الالتحاق بالمقاومة». ووجَّه التحية «من لبنان المقاومة الى شعب تونس الثائر، المنتفض». وقال: «سمعنا ان السيد (الديبلوماسي الاميركي جيفري) فيلتمان، عزيز بعض اللبنانيين، الذين ينادونه بالصديق جيف، سافر الى تونس، وهذه علامة شؤم، وعلينا أن نعرف ان هناك مؤامرة اميركية جديدة تحاك على انتفاضة الشعب التونسي»، ودعاهم الى «رفض هذا التدخل». ورأى ان المرحلة في لبنان «بحاجة الى تصرف وفعل وكلام مسؤول، نحن في مواجهة التطورات لجأنا الى المؤسسات الدستورية والخيارات القانونية. وفي مواجهة القرار الظني الذي يستهدف المقاومة قمنا بعمل طبيعي وهو حقنا الدستوري، قدم وزراء المعارضة استقالتهم وأسقطوا الحكومة العاجزة، ثم ذهبنا الى استشارات نيابية أدت الى نتيجة واضحة، وقبل قليل أعلن أن رئيس الجمهورية كلف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة. نحن نتفهم كل المشاعر، لأنه كانت هناك أعصاب مشدودة، وكان هناك توتر سياسي وعاطفي وإعلامي خلال الاسابيع القليلة الماضية، معركة الاستشارات كانت قوية جداً، وأقول لكم كثيرون في هذا العالم تدخلوا في هذا الامر، وتصوروا أن نائب الرئيس الأميركي السيد (جو) بايدن اتصل برئيس إحدى الكتل النيابية ليطلب منه التصويت للرئيس سعد الحريري، ومع ذلك نتفهم هذا الأمر ونقول هذه معركة سياسية كانت في دائرة الوضع القانوني والدستوري». وأضاف: «نحن نتفهم الغضب والمشاعر، ولكن لو فرضنا أن المشهد بالعكس والمرشح الآخر هو الذي كُلف وخرج بعض الناس ليتظاهروا كما حصل، لكان بدأ التنديد من واشنطن وخارجيتها والبنتاغون و(الرئيس باراك) اوباما شخصياً، الى عواصم الغرب، الى العديد من العواصم العربية، ولشهدتم حملة عالمية تصف الذين خرجوا لو كانوا من المعارضة بأنهم ارهابيون وديكتاتوريون وخارجون عن القانون ورافضون لإرادة المؤسسات الدستورية... لكن لأن التظاهر، ونتفهمه، من فريق آخر هو في الحقيقة فريقهم، نجد العالم كله سكت، من يتحدث عن احترام الشرعية اللبنانية والغالبية النيابية والمؤسسات الدستورية واللعبة الديموقراطية والحق الدستوري سكت، هذا لنتأكد أنه ليست هناك معايير واضحة». وسأل: «لماذا تحترمون تلك الغالبية النيابية ولا تحترمون هذه الغالبية النيابية؟ ولماذا تحترمون ارادة تلك ولا تحترمون ارادة هذه». وزاد: «اليوم من المفترض أن كل الذين حاضروا فينا خلال 5 سنوات و6 سنوات من 2005 بالحضارة والديموقراطية وإرادة الغالبية، اليوم انتهت هذه المحاضرات الى وضع آخر». ودعا نصرالله اللبنانيين «الى اغتنام الفرصة الجديدة القائمة... التهويل على الرئيس ميقاتي لن يجدي نفعاً، ويبدو ان بعض الجماعات، وليس الناس الطيبين في الشارع الذين يحملون افكاراً معينة، بعض المجموعات القيادية التي تعرف ماذا تفعل والتي كانت قدمت التزامات طويلة، أصبحت لديها خبرة كبيرة في تزوير الامور والحقائق وقلب الامور، بدءاً من التحقيق الدولي والمحكمة الدولية واختراع شهود الزور، وصولاً الى التزوير الجديد والقول إن رئيس الحكومة المكلف هو من حزب الله. ميقاتي لم يكن كذلك، وهو ليس الآن كذلك. في ال2009 كنتم حلفاء وشركاء في الانتخابات النيابية، وفي لائحة واحدة، والرجل وسطي، ولم يكن في فريق 8 آذار ولا في فريق المعارضة، والقول إنه مرشح حزب الله محاولة للضغط عليه، وهذه الكلمة المقصود منها التحريض المذهبي، والأمر ليس كذلك، المعارضة كان لديها توجه آخر، وفي ال48 ساعة الاخيرة قرر الرئيس ميقاتي الترشح، ووجدَتْ فيه المعارضة، وما اقوله الآن هو الصحيح والدقيق، فرصةً للبنان للخروج من التحدي ومعالجة الامور وتدوير الزوايا، لأن المعارضة لم تكن تريد ان تدخل معركة كسر عظم مع الفريق الآخر. نعم، لديها تحفظ عن شخص محدد لرئاسة الوزراء، ولكنها ليست في وارد لا الإلغاء ولا الشطب ولا تشكيل حكومة من لون واحد، ووجدت في ترشيح الرئيس ميقاتي فرصة للبلد فتبنَّته ودعمته، فلا الرئيس للحكومة المقبلة هو من حزب الله، ولا الحكومة المقبلة هي حكومة حزب الله... ولا يقودها حزب الله، وهذا كله للتضليل في الداخل ولتحريض الخارج على لبنان، وتحديداً أميركا وإسرائيل وكل أولئك القلقين على المشروع الأميركي الاسرائيلي في منطقتنا، وأنا أتمنى على هؤلاء أن يوقفوا التزوير لأنه لن يؤدي الى نتيجة». وقال نصرالله: «لسنا طلاب سلطة ولا حكومة، وحتى عام 2005 لم ندخل أي حكومة في لبنان، وفي السنة الاخيرة قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري أصر كثيراً عليّ لنشارك في الحكومة المقبلة وان كنت اقول له نحن لا نريد دخول الحكومة، نحن لم نكن في يوم من الايام نطلب وزارة ولا إدارة ولا حكومة وكل ما كنا نقوله للحكومات المتعاقبة وما زلنا نقوله الان نحن مقاومة ونذرنا أنفسنا للدفاع عن البلد وحمايته وعن كرامة اللبنانيين والعرب واستعادة الأرض والمقدسات، نريد منكم شيئين أولاً: لا تتآمروا علينا ولا تقتلونا ولا تطعنونا في ظهرنا و «حلوا عنا» لا نريد حتى الحماية منكم. والامر الثاني كنا نقول لهم: اهتموا بالناس واخدموهم خصوصاً في المناطق المحرومة في عكار والبقاع والشمال وطرابلس، ماذا فعلوا خلال 5 سنوات من حكومة ذاك الفريق لعكار وطرابلس والشمال؟». وأضاف: «نحن عقولنا في مكان آخر، الناس تذهب الى النوم ونحن نذهب الى التدريب والتجهيز والاستعداد لاننا نؤمن بأن هناك تحولات كبرى ستحصل في المنطقة ونؤمن بأن هناك خطراً اسرائيلياً قائماً وداهماً وأن هناك شعباً فلسطينياً مهدداً والمقدسات الاسلامية والمسيحية في اعلى درجات الخطر، نحن نقرأ ما يجري في المنطقة، أنتم أتيتم بنا الى الساحة الداخلية لأنكم منذ عام 2005 ذهبتم الى واشنطن تتآمرون على المقاومة وسلاحها ووجودها وقدمتم التزامات، حتى طاولة الحوار كان هدفها نزع سلاح المقاومة وفشلتم، وأنتم استدعيتم حرب تموز على المقاومة وفشلتم واليوم يأتي مشروع المحكمة الدولية لينال من المقاومة وستفشلون وسيفشل». وزاد: «نحن دعمنا ترشيح الرئيس ميقاتي وندعوه الى تشكيل حكومة شراكة وطنية، حكومة انقاذ وطني، واللبنانيون اليوم أمام فرصة حقيقية للم الشمل، لا غالب ولا مغلوب، تعالوا نتعاون ونلتقي في اطار حكومة واحدة»، معتبراً ان «رفض المشاركة في هذه الحكومة يعني أنكم تريدون السلطة وحدكم وأنكم حاضرون لتفعلوا اي شيء من أجل السلطة، إن لم نلتق ونتعاون ونعط الرئيس ميقاتي فرصة النجاح ونسعى سوية إلى تشكيل الحكومة التي ذكرت الى أين تريدون أن تأخذوا البلد، العالم «مش فاضيلكم» تعالوا حتى لا نضيع الوقت». ورأى ان من يحمي لبنان «جيشه الموجود وشعبه الحاضر ومقاومته الجاهزة، وأنا أدعو الى اغتنام الفرصة ومن لا يريد أن يشارك فليعط حكومة الرئيس ميقاتي فرصة ولو سنة واحدة ليجربها وبعد ذلك فليحاكمها».