رأى الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله ان المهم في هذه المرحلة ان يتلاقى اللبنانيون ليتجاوزوا هذه المرحلة، ولفت الى ان دعوة النائب وليد جنبلاط الى الحوار مع"حزب الله"تعني"اننا لا نريد حواراً وطنياً بل حوارات ثنائية تؤدي الى استثناء الآخرين وهذا لا يؤدي الى أي نتيجة طيبة على المستوى الوطني". زار نصرالله أمس نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبد الأمير قبلان ورئيس الحكومة المكلف عمر كرامي. وقال ان موضوع سلاح"حزب الله"داخلي وطني،"ونحن كلبنانيين نناقشه في ما بيننا"، مشدداً على"اننا لسنا هواة حمل سلاح بل نحن أناس نشعر بالمسؤولية تجاه وطننا ومعنيون بحماية لبنان في مقابل الاعتداءات الاسرائيلية"، مضيفاً ان"حزب الله"لا يشعر بأي عزلة على الاطلاق"ويتمتع بقوة شعبية كبيرة جداً". واعتبر ان اميركا"تساعد بعض اللبنانيين على الضغط على سورية من اجل ان تخرج من لبنان وتحاول ان تغلب بعض اللبنانيين على بعضهم البعض". ورأى انه"قد يحصل لقاء بينه وبين البطريرك الماروني ومن الطبيعي ان يحصل ذلك". ورداً على سؤال عن دعوة البطريرك صفير"حزب الله"الى الانخراط في الحياة السياسية والى نزع سلاح المقاومة، قال نصرالله:"إن"حزب الله"منخرط في الحياة السياسية منذ ان وضعت الحرب الاهلية اوزارها وأعيدت الحياة السياسية الى لبنان. وكانت البداية من انتخابات 1992 حيث دخل"حزب الله"في الانتخابات وشارك في الانتخابات النيابية حتى الآن وفي الانتخابات البلدية والنقابية وهو منخرط بالكامل في الحياة السياسية"، موضحاً ان"الحزب السياسي يشارك في الانتخابات البلدية والنقابية ويقيم تحالفات ويعبر عن مواقفه في مختلف المسائل ويشارك في الحكومة او يعارضها، اما يعطيها الثقة او يمتنع او يجيب". وأضاف نصرالله ان"المسألة التي تناقش عادة هي استمرار"حزب الله"كمقاومة ولذلك تأتي الدعوة الى نزع السلاح او انهاء المقاومة. هذا الموضوع كما قلت قبل ايام هو شأن لبناني ووطني داخلي ولا معنى لأن يناقش مع احد خارج لبنان، لا في واشنطن ولا في الأممالمتحدة ولا في أي مكان". ورداً على سؤال، قال نصرالله:"لسنا هواة حملة سلاح، بل نحن أناس نشعر بالمسؤولية تجاه وطننا، قاتلنا لتحرير ارضنا وسنبقى نقاتل لتحرير ارضنا ومعنيون بحماية بلدنا. الصيغة الموجودة حالياً، مقاومة وجيش وشعب ودولة، اثبتت جدواها في حماية لبنان. في النقاش فإن ما نقوله هو تفضلوا وقدموا لنا صيغة اخرى، او ناقشوا في هذه الصيغة نحن منفتحون على أي نقاش يحقق الهدف وهو حماية لبنان". وعن وصول ساترفيلد الى بيروت وبقائه ثلاثة اسابيع في السفارة الاميركية، رد نصرالله ان اميركا"تساعد بعض اللبنانيين للضغط على سورية من اجل ان تخرج من لبنان وتحاول ان تغلب بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر وتحرض بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر وهي تمارس الممارسة التي لا تبقي للبنانيين، لا سيادة ولا حرية ولا استقلال. الادارة الاميركية هي ترسم الاولويات، حتى لبعض قوى المعارضة. هي التي تحدد لهم الاولويات"، مضيفاً:"بعض المعارضة يتحدث عن اولوية الانتخابات وبعد ذلك يناقش مسألة رئاسة الجمهورية ثم الانتخابات ثم يصدر بيان اميركي ? فرنسي مشترك يقول ان الاولوية هي لاجراء الانتخابات. حتى الاولويات هم يحاولون تحديدها، اضافة الى ذلك يتم التدخل مباشرة في التفاصيل". وسأل نصرالله:"هل وجود ساترفيلد في بيروت لمدة ثلاثة اسابيع، ان صح الخبر، وأنا لا اتحمل مسؤولية هذا الخبر، هل وجود ساترفيلد والحركة التي يقوم بها السفراء، خصوصاً السفير الاميركي، هل هذا هو نموذج الحرية والاستقلال والسيادة الموعودة. الا يتنافى هذا مع الحرية والسيادة والاستقلال؟". وعن دعوة النائب وليد جنبلاط الى الحوار مع"حزب الله"خارج اطار لقاء عين التينة، أجاب نصرالله:"بين"حزب الله"والحزب التقدمي الاشتراكي هناك اتصالات قائمة وما زالت قائمة، لكن لو اردنا ان نتحدث عن حوار فنحن ندعو الى حوار وطني، وأنا قلت في اكثر من مناسبة لا يكفي ان تحاوروا"حزب الله"وحده لأن هناك قوى اساسية موجودة ايضاً في البلد". وأضاف نصرالله ان المشكلة"قد لا تكون مشكلة قانون الانتخابات. هناك اجتهادات دستورية عدة، انه اذا لم يتمكن مجلس النواب من وضع قانون انتخابي جديد فقد يعتمد القانون الانتخابي الفلاني او الفلاني. انا لا اريد الدخول في هذه النقاشات القانونية والدستورية. أظن ان المسألة الرئيسية التي على ضوئها يمكن ان يحسم مصير اجراء الانتخابات في موعدها هو تشكيل حكومة". عن نتائج التقرير الدولي حول جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، قال نصرالله:"لقد سمعنا الكثير من الكلام حول هذا التقرير الذي لو جاء متطابقاً مع هذه التسريبات يكون هناك تشكيك بصدقية هذا الموضوع حيث كيف يكون تقرير على مستوى عالٍ من السرية والدقة ويتعلق في شأن خطير جداً قبل ان يصل الى يد الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والجهات المعنية وتصبح اخباره وأنباؤه لدى فلان وفلان في لبنان. ان هذا الامر لافت، لكن في كل الاحوال اياً تكن نتائج التقرير تكون نتائج تقصي الحقائق وليس تحقيقاً كاملاً توجه على اساسه اتهامات او ادانات". وقال مخاطباً المعارضة:"اذا كانت نفسها قوية فالقوي لا يخاف من الحوار في كل الاحوال نحن بحاجة الى حوار وطني وأعتقد بأن الجلوس الى طاولة الحوار يساعدنا لايجاد مناخات مناسبة على الصعد كلها لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها او في اقرب فرصة ممكنة". ورداً على سؤال عن تحرك"حزب الله"وجولاته، قال نصرالله:"تحركنا سببه الاحساس بأن البلد يمر في مرحلة حساسة ودقيقة ووضعه صعب وهو بحاجة الى كل جهد. ان"حزب الله"يستطيع بفضل ما له من علاقات واسعة مع الجميع وثقة وصدقية ان يوظف رصيده للمصلحة الوطنية"، مضيفاً:"ان"حزب الله"يتمتع بقوى شعبية كبيرة جداً وبتأييد واسع وهو لا يشعر بأي عزلة على الاطلاق". عن تعليقه على كلام تيري رود لارسن الذي بشر باغتيال شخصيات رفيعة في لبنان، قال نصرالله:"هذا أمر يثير القلق، ان يكون حديث عن اوضاع امنية متفجرة وعن اغتيالات في لبنان، اكيد هذا يقلق اللبنانيين جميعاً ويجب ان يدفعنا الى مزيد من الانتباه والى مزيد من الحذر والتواصل لحماية الامن والاستقرار والسلم الاهلي في البلد". وعما اذا سيكون هناك لقاء قريب مباشر مع البطريرك الماروني، اوضح نصرالله:"من حيث المبدأ ليس هناك أي مانع من حصول لقاء من هذا النوع، والمرة الماضية سئلت وأجبت في شكل عام وقلت ان ليس عندي بروتوكول بدليل انني ازور وأزار، وليس عندي مشكلة في هذا الموضوع، لكن الذي يحكم تحركي هو الاعتبارات الامنية. من هنا الى بكركي المسافة طويلة". وكان الأمين العام ل"حزب الله"التقى في حضور نائبه الشيخ نعيم قاسم مساء اول من امس، العلامة السيد محمد حسين فضل الله في دارته في حارة حريك. ولفت بيان عن"حزب الله"الى ان المجتمعين"عرضوا الاوضاع السياسية الراهنة في البلاد، على ضوء المخاطر الناجمة عن التدخل الخارجي، مؤكدين ان الحوار بين اللبنانيين، هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة التي تعصف بالوطن". وأكد المجتمعون ان"دور المقاومة في الدفاع عن لبنان وحماية الانجازات الوطنية الكبرى التي تحققت خلال العقد الماضي، هو دور اساسي وجوهري، اما بعض المشاريع السياسية المطروحة، فإنها تهدف الى تحقيق أمن الكيان الصهيوني وإبقاء لبنان وشعبه عرضة للأخطار والتهديد والعدوان". وشدد المجتمعون على"ضرورة الكشف عن الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لما لها من نتائج مهمة على الصعيد الوطني". وتوافق المجتمعون على ابقاء المشاورات مستمرة خلال المرحلة المقبلة، نظراً الى فداحة وحساسية التطورات والاحداث التي يمر بها لبنان والمنطقة عموماً".