اختتم زعماء "منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ" آيبك في العاصمة الفيتنامية هانوي أمس، قمة استمرت يومين بتوجيه دعوة مشتركة لاستئناف محادثات جولة الدوحة وإلى الالتزام بدراسة إقامة منطقة تجارة حرة إقليمية مقترحة. وأفاد بيان مشترك أصدره زعماء 21 دولة شاركوا في القمة الرابعة عشر للمنتدى"إن عواقب فشل جولة الدوحة ستمثل خطراً شديداً على اقتصاداتنا وعلى النظام التجاري العالمي المتعدد الاطراف". غير أن الزعماء وافقوا كذلك على دراسة مقترح قدمته الولاياتالمتحدة لاقامة منطقة تجارة منفصلة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، خلال قمة العام المقبل في استراليا، وهو تحرك يمكن أن يمثل ضغطاً على الاتحاد الاوروبي للعودة إلى مفاوضات الدوحة. وشارك في قمة آيبك الرئيس الأميركي جورج بوش و20 من زعماء دول تمثل أكثر الاقتصادات المحركة للتجارة العالمية، بينها الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكندا والمكسيك والنمور الآسيوية صاحبة النمو الاقتصادي السريع مثل فيتنام التي انضمت في وقت سابق من الشهر الجاري إلى منظمة التجارة العالمية. وتعهد المشاركون في القمة أول من أمس بكسر الجمود الذي يعتري جولة الدوحة من محادثات تحرير التجارة التي تتبناها منظمة التجارة العالمية والتي تهدف إلى فتح أسواق جديدة أمام الدول الفقيرة بإسقاط المساعدات التي تقدمها الدول الغنية لمزارعيها، إلى جانب رفع الحواجز التجارية بإلزام أنفسهم بالتحرك عن مواقفهم الحالية في المفاوضات المتوقفة. وقال بيان مشترك صدر عن زعماء المنتدى"نلتزم جميعاً بالتحرك بعيداً عن مواقفنا السابقة في القضايا الرئيسية من الجولة". وتعهد التجمع القوي الذي يسهم بنحو نصف التجارة العالمية بتبني المرونة الكافية في مفاوضات الدوحة لضمان إحداث انفراج. وفي تنازل كبير للولايات المتحدة وافق زعماء المنتدى على القيام"بمزيد من الدراسات حول سبل ووسائل تعزيز التكامل الاقتصادي الاقليمي ومنها منطقة تجارة حرة لآسيا والمحيط الهادئ كمنظور على المدى الطويل"وطرح نتائج هذه الدراسات في القمة السنوية المقبلة للمنتدى في استراليا، بحسب البيان المشترك. روسياوالولاياتالمتحدة وعلى هامش القمة، وقعت الولاياتالمتحدةوروسيا اتفاقاً ثنائياً يمهد الطريق امام انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية بعد اكثر من عشر سنوات من المفاوضات. ووقعت الاتفاق الممثلة الاميركية للتجارة سوزان شواب ووزير التنمية الاقتصادية الروسي جرمان غريف. والاتفاق الثنائي حول شروط انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية بعد مفاوضات مستمرة منذ 1994، يرفع آخر العراقيل امام انضمام موسكو الى المنظمة العالمية. وروسيا هي الدولة الوحيدة الكبرى التي لا تنتمي الى منظمة التجارة العالمية. لكن العملية لم تنته بعد حيث ان اي اتفاق ثنائي توقعه ادارة الرئيس جورج بوش يجب ان يخضع لموافقة الكونغرس، الذي اصبح الآن تحت سيطرة الديموقراطيين المعروفين بمواقفهم الحمائية. بوش والصين وأعلن بوش انه يود ان يرى الصين"دولة مستهلكة"تشتري مزيداً من المنتجات الأميركية في الوقت الذي أكد الرئيس الصيني هو جين تاو رضاه عن زيادة معدل الواردات الأميركية في شكل كبير. وعقد بوش في هانوي محادثات مع هو ومن المقرر ان يلتقي في وقت لاحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل توجهه الى مدينة هوشي منه في ختام اول زيارة يقوم بها لفيتنام. ويتعرض بوش لضغوط من مؤسسات الصناعة الأميركية لزيادة الصادرات الى الصين. ووصل العجز التجاري الأميركي مع الصين الى 166.3 بليون دولار في سبتمبر ايلول الماضي ومن المرجح ان يتجاوز بسهولة المستوى القياسي الذي سجله في العام الماضي وهو 202 بليون دولار. وقال بوش لهو ان زيادة حجم التجارة بين البلدين يعني ان الخلافات التجارية حتمية ولكن يمكن معالجتها"بروح من الاحترام المتبادل ورغبة في العمل من خلال مشكلاتنا لمصلحة شعبينا. وأضاف:"انني اؤيد بقوة رؤيتك بتشجيع بلدك على ان يصبح بلد مستهلكين وليس مدخرين"، مؤكداً ان هذا سيفيد رجال الصناعة والمزارعين الأميركيين. وقال هو الذي تحدث قبل بوش انه يريد ان يتقاسم بعض الانباء الطيبة. واشار الى احصاءات أميركية اظهرت ان الصادرات الأميركية الى الصين قفزت بنسبة 35 في المئة خلال الاشهر السبعة الاولى من السنة. وبذل كل من الزعيمين قصارى جهده للاشادة بالعلاقات الأميركية - الصينية الحالية. وتعتبر الولاياتالمتحدةالصين طرفاً رئيساً في اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات السداسية في شأن اسلحتها النووية وتحتاج الى مساعدة الصين في شأن الطموحات النووية الايرانية ايضاً. وقال بوش:"الصين دولة مهمة جداً والولاياتالمتحدة تؤمن بشدة أن العمل معاً يمكننا من المساعدة في حل مشكلات كالوضع في كوريا الشمالية وايران".