دعا قادة الدول الأعضاء في منتدى آسيا المحيط الهادئ"آبيك"في افتتاح قمتهم السنوية أمس في هانوي إلى الاستئناف الفوري للمحادثات المتوقفة حول إزالة الحواجز التجارية العالمية. فيما حاول الرئيس الأميركي جورج بوش المحافظة على جبهة موحدة في وجه التهديد الكوري الشمالي أثناء اجتماعات متعددة عقدها هناك. وافتتح المنتدى قمته السنوية التي تستمر يومين في حضور قادة 21 دولة، بينها الولاياتالمتحدةوالصين وروسيا واليابان وأستراليا. وشددوا في بيان لهم على الالتزام بالتقدم إلى الأمام وتجاوز مواقفهم الحالية. وأضافوا:"نواجه حاجة ملحة لإزالة الجمود الحالي واستئناف المفاوضات لاستكمالها في الوقت المناسب، والدول الأعضاء مستعدة للقيام بذلك لكن عليها أن تبدي استعدادها وعزمها. وهذا يعني مسائل الزراعة وخفض التعرفات الصناعية وفتح مجالات جديدة في خدمات التجارة، وفي الوقت ذاته معالجة مخاوف الأعضاء وحساسياتهم". وتأمل دول المنتدى التي تشكل مساهمتها في الاقتصاد العالمي نسبة 70 في المئة, في أن يشكل البيان دفعاً قوياً باتجاه إحياء مفاوضات منظمة التجارة العالمية التي توقفت في تموز يوليو الماضي في الدوحة. وانهارت محادثات الدوحة في ظل نزاعات شديدة في شأن خفض الدعم للمنتجات الزراعية بين ستة أطراف رئيسة هي: الاتحاد الأوروبي، الهند والبرازيل، وثلاث دول أعضاء في المنتدى هي الولاياتالمتحدة وأستراليا واليابان. وكشف مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أن الولاياتالمتحدة اضطرت لتقديم أول عرض لخفض الدعم على المنتجات الزراعية من أجل إعادة إحياء المحادثات. وقال وزير المال الفنلندي ايرو هاينالوما:"الجميع يتطلع إلى الحكومة الأميركية وما تفعله. إذا كانت على استعداد لأن تلعب دورها فأنا واثق أن الاتحاد الأوروبي سيكون قادراً على القيام بدوره. لكن يتعين أن تأتي الخطوة الأولى من الجانب الأميركي". الملف النووي لبيونغيانغ على صعيد آخر، حاول الرئيس الأميركي جورج بوش المحافظة على جبهة موحدة في وجه التهديد الكوري الشمالي أثناء الاجتماعات التي عقدها على هامش القمة. وقال البيت الأبيض انه يتوقع أن يتبنى قادة الدول الأعضاء بياناً يساهم في الجهود الديبلوماسية لوضع حد لبرامج كوريا الشمالية النووية، وذلك قبل استئناف محتمل للمحادثات السداسية مع نظام بيونغيانغ في كانون الأول ديسمبر المقبل. والتقى بوش أمس نظيره الكوري الجنوبي روه مو هيون ورئيس الوزراء الياباني الجديد شينزو آبيه قبل اجتماع ضم القادة الثلاثة. ويتوقع إجراء محادثات أخرى اليوم بين بوش ونظيريه الصيني هو جينتاو والروسي فلاديمير بوتين. وفي اختتام أول لقاء على انفراد مع آبيه, أعرب بوش بقوة عن رغبته في أن تكلل المحادثات السداسية المقبلة بالنجاح. وقال آبيه إنه متفق مع الرئيس الأميركي حول ضرورة أن تكون هناك"مقاربة منسقة"للتوصل إلى"حل نهائي للمسألة"الكورية. وفي الوقت ذاته, أكد هو وآبيه اللذان أجريا محادثات أمس, هدفهما المشترك المتمثل في الحصول على"نتائج ملموسة"أثناء المحادثات السداسية، وعلى"تعزيز التعاون بين الصين واليابان"لتحقيق ذلك, بحسب ناطق باسم حكومة طوكيو. وأعلن آبيه أنه"ينبغي ممارسة الحوار والضغط في آن واحد"مع كوريا الشمالية التي أجرت أول تجربة نووية في 9 تشرين الأول أكتوبر الماضي مثيرة موجة عارمة من الإدانات الدولية. وأشار بوش في اختتام لقائه مع نظيره الكوري الجنوبي, إلى"رغبة متبادلة في فرض احترام إرادة العالم بطريقة فعلية"بينما تعرب واشنطن عن قلقها من الانتشار النووي ومن احتمال قيام بيونغيانغ بعمليات نقل للتكنولوجيا إلى أنظمة معادية أو مجموعات إرهابية. وأضاف مستدركاً:"نأمل في تسوية المسألة الكورية الشمالية بطريقة سلمية". لكن الرئيس الأميركي بدا من جهة أخرى"متسامحاً"حول الخلافات التي لا تزال قائمة بين واشنطن وسيول في شأن تفتيش السفن الكورية الشمالية. وأوضح توني سنو الناطق باسم الرئيس بوش أن البيت الأبيض يتفهم"الموجبات السياسية"الداخلية للرئيس الكوري الجنوبي والتي تمنعه من اتخاذ موقف أكثر حزماً على حدّ رأيه. وذكّر بأن واشنطن تقترح مجموعة واسعة من المنافع الاقتصادية والديبلوماسية على كوريا الشمالية لكي توافق على تفكيك ترسانتها والتخلي عن برامجها النووية، ملمحاً إلى أن الرفع المحتمل للعقوبات المالية قد يطرح على طاولة المفاوضات. من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن واشنطن لن تتعايش مع كوريا الشمالية كدولة نووية. وأضافت خلال مقابلة في هانوي أن أياً من الدول الخمس الأخرى الأعضاء في المحادثات السداسية لا تقبل بهذا الواقع. وأضافت:"الجميع سيعملون ديبلوماسياً ومن خلال العقوبات لوقف البرنامج النووي الكوري الشمالي". وأشادت بالصين التي تعارض بقوة الخطط النووية لبيونغيانغ.