حط الرئيس الأميركي جورج بوش في هانوي أمس للمشاركة في قمة زعماء آسيا والمحيط الهادئ إبيك في زيارة أعادت إلى الأذهان ذكريات مؤلمة عن الحرب الدامية التي جرت في ذلك البلد وخسرتها الولاياتالمتحدة قبل اكثر من ثلاثين سنة، مطلقاً جدلاً جديداً في بلاده عن الدروس المستقاة من الحرب. ورفض البيت الأبيض المقارنات الحتمية بين النزاع السابق في فيتنام والحالي في العراق. ويفضل سكان هانوي التركيز على مواضيع تتعلق بالتبادل التجاري بين الخصمين السابقين. لكن إذا فتح نقاش حول الحرب، يقول كثيرون إن الرئيس الأميركي أخطأ في العراق وفشل في تعلم الدرس الأساس في الحرب على فيتنام، ومفاده أن كل قوى العالم لا يمكنها هزم شعب مصمم على التصدي للمحتل الأجنبي. ولم تعد الحرب في فيتنام التي يطلق عليها"الحرب الأميركية"مسألة خلاف بين البلدين, فقد أصبح البلد الشيوعي مشغولاً في إدارة الطفرة الاقتصادية التي جعلته ثاني أسرع بلدان شرق آسيا نمواً بعد الصين. وبوش هو ثاني رئيس أميركي يزور فيتنام بعد الرئيس السابق بيل كلينتون عام 2000, منذ عرضت شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم صور المروحيات الأميركية تقلع من سايغون عن ظهر السفارة الأميركية. ويشارك في القمة التي تستمر أسبوعاً نحو 10 آلاف من المسؤولين ورجال الأعمال والصحافيين. كوريا وتناول بوش الغداء مع رئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد قبل حفل استقبال رسمي في القصر الرئاسي بحضور نظيره الفيتنامي نيغوين مين تريت ولقائه مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نونغ دوك مان. واليوم وغداً، يعقد بوش سلسلة لقاءات ثنائية كما يشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ التي سيحضرها خصوصاً الرئيسان فلاديمير بوتين والصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وستهيمن على القمة قضايا تحرير التجارة العالمية وكوريا الشمالية ومسائل الأمن الإقليمي. ويشارك في القمة زعماء الدول الخمس التي تحاول إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية ويقول ديبلوماسيون إن الدول الخمس ربما تصدر بياناً مشتركاً في شأن بيونغيانغ بعد اجتماعها غداً الأحد. وقال بوش بعد اجتماعه إلى هاوارد:"سأتحدث طبعاً إلى الرئيس الكوري الجنوبي حول مسألة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي. سأتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أيضاً. سأجتمع إلى جميع شركائنا في مفاوضات الدول الست". وأضاف:" لدينا فرصة لحل هذه المسألة سلمياً وديبلوماسياًً. من المهم بالنسبة إلى العالم أن يرى أن قرارات مجلس الأمن الدولي التي صدرت تطبق. لذا سيكون جزء من محادثاتي، حول كيفية التطبيق الكامل للعقوبات التي طالب العالم باعتمادها، لكنها أيضاً فرصة لوضع الشروط الصحية التي تسمح لمحادثات الدول الست بالنجاح"، مشيراً إلى أن"كوريا الشمالية قررت كما تعلمون العودة إلى الطاولة وهذا يعطينا فرصة لحل المسألة سلمياً". إجراءات أمنية ومع بدء القمة، شددت الإجراءات الأمنية في العاصمة في شكل ملحوظ لتأمين 21 من زعماء دول آسيا والمحيط الهادئ ومرافقيهم. وتضمن جدول بوش زيارة مقر الحزب الشيوعي حيث مرّ بصور هو شي منه الذي يعتبر أبا فيتنام المعاصرة والذي تزين صوره جدران كل مدرسة ومستشفى ومبنى حكومي. كما زار مركزاً أميركياً أقيم للبحث عن رفات الجنود الأميركيين الذي قتلوا أو فقدوا أثناء القتال في فيتنام. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو"المثير للاهتمام هو أن الفيتناميين غير مهتمين بهذه المسالة", في إشارة إلى الحرب في فيتنام. وأضاف انه في فيتنام"هناك جيل من الشباب واقتصاد ديناميكي. ولن تكون الزيارة للنظر في الماضي, بل للنظر في المستقبل". وتأتي الزيارة بعد أيام من قرار الخارجية الأميركية شطب فيتنام من على لائحة الدول المتهمة بانتهاك الحرية الدينية، وهي مبادرة تطالب بها هانوي منذ 2004. لكن الكونغرس الذي بات الديموقراطيون يهيمنون عليه, رفض أن يقر الاثنين تطبيع العلاقات التجارية بين البلدين. وواجه بوش صعوبة في طمأنة فيتنام بأن إقرار هذه المسألة سيتم في كانون الأول ديسمبر. ورأى الرئيسان الصيني هو جينتاو والكوري الجنوبي روه مو- هيون اللذان يشاركان في قمة"آيبك"أن مفتاح النجاح في المفاوضات المقبلة مع كوريا الشمالية هو أن يكون هناك تواصل بين واشنطن وبيونغيانغ. كما اتفق الزعيمان على أهمية الدور الذي تلعبه بكين وسيول في المفاوضات السداسية. على صعيد آخر، أعلنت وزارة التجارة اليابانية أنها اتخذت إجراءات تقضي بمعاقبة شركة"ميشو يوكو"للتجارة بتهمة تصدير مجففات كهربائية إلى كوريا الشمالية عبر تايوان من دون موافقة الوزارة عام 2002. وبموجب العقوبات، ستمنع الشركة ورئيسها من تصدير أي منتجات مدة ثماني شهور بسبب خرقها قرار الحظر المفروض على بيونغيانغ.