سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمم المتحدة ترحب ... وتدعو الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت . المفوضية العليا تصادق على نتائج الانتخابات: 70 امرأة في البرلمان والاجتماع الأول بعد أسبوعين
صادقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس على نتائج الانتخابات الاشتراعية في العراق التي اشارت الى فوز لائحة "الائتلاف العراقي الموحد" الشيعية بالمرتبة الاولى بحصولها على 128 مقعداً وفازت 70 امرأة بمقاعد في المجلس الجديد. ورحبت الاممالمتحدة باعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج النهائية المصادق عليها، داعية في الوقت نفسه قادة العراق الى الاسراع بتشكيل حكومة عراقية. ومع تباين ردود فعل الكتل البرلمانية العراقية على النتائج إلا أنها اتسمت بالهدوء عموماً. أعلن عز الدين المحمدي، رئيس مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بغداد، في مؤتمر صحافي أمس رد الهيئة الانتخابية القضائية الطعون ال12 التي تقدمت بها الكيانات السياسية المعترضة على نتائج الانتخابات، مشيراً الى ان "الهيئة القضائية التي لم تصدر حكماً بنقض أي قرار من قرارات المفوضية قررت المصادقة على النتائج". ولا تختلف النتائج النهائية المصادق عليها عن النتائج غير النهائية التي اعلن عنها سابقا في العشرين من الشهر الماضي التي دلت على تقدم كبير ل "الائتلاف الموحد" ب128 مقعداً ما يخوله اختيار رئيس الحكومة المقبل. وبحسب النتائج النهائية المصادق عليها نال "الائتلاف العراقي الموحد" 128 مقعداً، وجاءت قائمة "التحالف الكردستاني" ابرز حزبين كرديين في المرتبة الثانية بحصولها على 53 مقعداً، تليها "جبهة التوافق العراقية" السنية بزعامة عدنان الدليمي التي حصلت على 44 مقعداً. ونالت "القائمة العراقية الوطنية" بزعامة اياد علاوي 25 مقعداً، تليها "الجبهة العراقية للحوار الوطني" بزعامة صالح المطلك 11 مقعداً. ونال "الاتحاد الاسلامي الكردستاني" 5 مقاعد، و "كتلة المصالحة والتحرير" بزعامة مشعان الجبوري 3 مقاعد، وقائمة "رساليون" المقربة من مقتدى الصدر مقعدين. ونالت مقعدا واحدا كل من قائمة مثال الالوسي للامة العراقية واليزيديين والتركمان والرافدين مسيحية. وقال عادل اللامي المدير العام في المفوضية ان "11.895756 مليون ورقة اقتراع كانت صحيحة و139656 غير صحيحة بالاضافة الى 62836 ورقة خالية من اصل 15.568702 مليون ناخب مسجل". 70 نائباً من النساء ولفت حسين الهنداوي عضو مجلس المفوضية الى ان "عدد النائبات في البرلمان المقبل 70 من اصل 200 مرشحة، وهو ما يمثل 25 في المئة من مقاعد البرلمان ال275"، مشيراً الى ان "هذه النسبة تفوق ما هو موجود في معظم دول العالم النامي بل حتى اكثر مما هو موجود في عدد مهم من البلدان الديموقراطية". وفي مقارنة مع النتائج التي حققتها الاطراف في الانتخابات الماضية التي جرت في كانون الثاني يناير العام 2005 خسر "التحالف الكردستاني" 22 مقعداً، وعلاوي 15 مقعداً، وفقد "الائتلاف الموحد" 12 مقعداً. ويعود ذلك الى مشاركة السنة في الانتخابات التي جرت في 15 كانون الاول ديسمبر الماضي بعدما كانوا قاطعوا الانتخابات السابقة. ورحب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان باعلان المفوضية العليا النتائج النهائية المصادق عليها. وقال ناطق باسمه ان انان أشاد ب "التزام الشعب العراقي في العملية السياسية بمشاركة ملايين الناخبين في الانتخابات". كما رحب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق اشرف قاضي باعلان المفوضية وحض قادة العراق على "الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بالمسؤوليات نحو عراق آمن ومستقر يشمل كل مكونات العراق". واعتبر في بيان "هذا اليوم منعطف مهم في المرحلة الانتقالية نحو برلمان وحكومة يتمتعان بالسيادة الكاملة ومنتخبين ديموقراطيا". مشيراً الى "عدد كبير من التحديات المقبلة خصوصا ملف حقوق الانسان الذي اصبح مصدر قلق بالغ". وأشاد قاضي بالمفوضية واشرافها على الانتخابات بفعالية للمرة الثالثة خلال عام واحد "على رغم المصاعب الجمة". واعتبر مهدي الحافظ، عضو مجلس النواب الجديد من "القائمة العراقية الوطنية" نتائج الانتخابات بأنها "متوقعة". وقال: "نحن مقتنعون بالنتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية على الرغم الطعون التي قدمناها". ودعا الى "الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس التوافق وإبعاد الطائفية والعرقية". وانتقد حسين الفلوجي، عضو "جبهة التوافق العراقية" طريقة اعلان المفوضية نتائج الانتخابات، مشيراً الى انه "كان عليها تحديد سقف زمني لإعلان النتائج بثلاثة أيام" ودعا المفوضية الى "سد الثغرات في قانونها واجراء التعديلات اللازمة على هيكلية هذه المؤسسة الضرورية والمهمة في تحديد مستقبل العراق المقبل". وجدد رئيس "الجبهة العراقية للحوار الوطني" صالح المطلك تحفظه على نتائج الانتخابات، لافتاً الى أن "الجبهة تحفظت منذ البداية على نتائج الانتخابات واحتساب المقاعد التعويضية بهذه الطريقة". وأضاف "ان النتائج التي اعلنت امس احتسبت وفق طريقة خاصة بالمفوضية ولا تملك الجبهة السلطة على التدخل في عمل المفوضية العليا". وعن المشاركة في الحكومة المقبلة أوضح المطلك التمسك "بمبادئ رئيسية لا يمكن الحياد عنها تحت ظل اي ظرف بغية المشاركة في الحكومة المقبلة". وأضاف: "في مقدمة هذه المبادئ وحدة العراق من خلال معالجة آلية الفيديرالية الموجودة في الدستور العراقي بالاضافة الى برنامج عمل الجبهة المعلن بخصوص اعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية من خلال اعادة الكوادر الكفوءة التي كانت في الجيش العراقي السابق". وأعلن عباس البياتي عضو مجلس النواب عن قائمة "الائتلاف العراقي الموحد" احترام "الائتلاف" نتائج الانتخابات التي صادقت عليها المفوضية، وقال: "على رغم ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد قدمت طعوناً بتلك النتائج لكنها أكدت تمسكها بالنتائج النهائية للانتخابات التي صادقت عليها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات". وأوضح "ان نتائج الانتخابات تعبير عن إرادة الشعب العراقي. والفوز هنا لا يحسب بالأرقام بل يجب اعتماد هذه النتائج في إصدار قوانين وقرارات تخدم هذا الشعب وتلبي طموحاته". وبعدما أشار الى ان "نتائج الانتخابات أظهرت خارطة سياسية جديدة تتكون من المثلث السياسي الذي يتضمن "الائتلاف الموحد" و "التحالف الكردستاني" و "جبهة التوافق" دعا الجميع الى "التعاون من اجل تشكيل حكومة مشاركة وطنية تعبر عن آراء العراقيين". ودعا حميد معلة، عضو مجلس النواب الجديد عن قائمة "الائتلاف الموحد" كل الأطراف إلى قبول النتائج التي صادقت عليها مفوضية الانتخابات، وقال: "ما أقرته مفوضية الانتخابات يعد أمراً ملزماً، لأننا عندما شعرنا بوجود ظلم وقع علينا لجأنا إليها، وينبغي علينا أن نحترم قرارها بهذا الشأن". يذكر ان اعلان نتائج الانتخابات جاء غداة نشر البعثة الدولية تقريرها عن سير العملية الانتخابية الذي اشار الى حدوث تزوير من دون ان يشكك في النتائج النهائية منوها بعمل المفوضية رغم اشارته الى بعض الثغرات. وكانت المفوضية اعلنت الشهر الماضي الغاء 227 صندوق اقتراع من اصل 31500 صندوق اقتراع في كل العراق، اي اقل من 1 في المئة بعد التحقيق في الشكاوى، مشيرة الى ان ذلك لن يؤدي الى تغيير مهم في النتائج. وكان وفد الخبراء الدوليين جاء الى العراق تلبية لمطالب المعترضين من سنة عرب وشيعة ليبراليين على النتائج غير النهائية. وبحسب الدستور العراقي يفترض ان يعقد مجلس النواب العراقي جلسته الاولى بعد اسبوعين من اعلان النتائج النهائية المصادق عليها للانتخابات.