نقل عضو البرلمان الياباني إيشيرو ايساوا عن نائب وزير الخارجية الصيني وو داوي أمس، أن بكين"غير متفائلة"باستئناف المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية بسرعة، علماً انها مجمدة منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأوضح ايساوا ان وو ابلغه عدم اعتذار الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل عن تنفيذ التجربة النووية في التاسع من الشهر الجاري، وذلك بخلاف ما اوردته وسائل اعلام اثر زيارة الموفد الصيني تانغ جياشوان الى بيونغيانغ الاسبوع الماضي،"ما يجعل بكين تشكك بتخلي بيونغيانغ عن برنامجها النووي". في غضون ذلك، أعلن شوي سونغ، النائب عن حزب"أوري"الحاكم في كوريا الجنوبية، أن ديبلوماسياً كورياً شمالياً في بكين ابلغه استعداد بلاده لاستئناف المحادثات السداسية، في حال وعدت الولاياتالمتحدة بتخفيف القيود المالية على الأرصدة الخارجية لبيونغيانغ. وقال شوي إن المسؤول الكوري الشمالي الذي رفض كشف اسمه، عرض تسوية تجميد أكثر من 24 مليون دولار لبيونغيانغ في أكثر من 50 حساباً مصرفياً خارجياً عبر المحادثات السداسية،"ما يجعل مستقبل المفاوضات يرتبط بالموقف الأميركي". وصرح شوي بأن كوريا الشمالية تنتظر"موقفاً إيجابياً"من الولاياتالمتحدة، مشيراً الى ان المسؤول الكوري الشمالي أكد ان البرنامج النووي لبيونغيانغ يهدف الى دعم موقفها في المفاوضات و"ليس الاستخدام العسكري"، علماً ان وكالة"يونهاب"الكورية الجنوبية أفادت اول من امس أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل قال إن بلاده لا تنوي إجراء تجربة نووية ثانية قريباً. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس شككت الأسبوع الماضي ب"إشارات إيجابية"مماثلة. ورفضت التحدث عن تحول في الموقف الكوري الشمالي بعد الوساطة الصينية، فيما أعلنت ان الوعود السابقة للدولة الشيوعية على صعيد تفكيك برنامجها النووي"غير مشجعة"، في إشارة الى عدم تطبيق بيونغيانغ الاتفاق الذي ابرم على هامش المحادثات السداسية في ايلول سبتمبر 2005، والذي وافقت فيه على التخلي عن برنامجها النووي، في مقابل نيل مساعدات دولية وضمانات أمنية. ويرى ماركوس نولاند، المتخصص في الشؤون الكورية الشمالية في مركز"انستيتيوت فور انترناشونال ايكونوميكس"للأبحاث في واشنطن، انه يصعب تقديم واشنطن تنازلات في شأن العقوبات المالية،"اذ يرفض الرأي العام الأميركي التزوير، فيما لا يستطيع أي مسؤول ان يبدي مرونة في هذا المجال، كما ان الإدارة لا تستطيع التراجع عن العقوبات". واعتبر ليونيد بتروف، الباحث في مؤسسة الدراسات السياسية في باريس، ان نتيجة أي قرار يتخذه الرئيس جورج بوش والمجتمع الدولي ضد كوريا الشمالية"ليس الا مساعدة نظامها على البقاء". وقال:"يبدي الجميع انزعاجه من كوريا الشمالية التي تريد العزلة كونها لا تستطيع الاستمرار في حال الانفتاح".