تستضيف الصين في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، سلسلة ثانية من المحادثات السداسية في محاولة لتسوية المسألة النووية الكورية الشمالية. لكن بكين بدت متحفظة ازاء احتمال حل الازمة بسرعة. وبعد ستة اشهر من المحادثات الاولى التي أجريت في بكين، تلتقي الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة، في محاولة لدفع بيونغيانغ الى التخلي عن برنامجها النووي. وصدر الاعلان عن استئناف المفاوضات الذي كان مقرراً اولاً في نهاية 2003، من وكالة الانباء الكورية الشمالية. واكدته الحكومة الصينية بعد ذلك. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية دجانغ كيو ان استئناف المحادثات "مرحلة مهمة" لكن "نعرف جميعاً ان كل المسائل النووية الكورية الشمالية معقدة ولا يمكن حلها بلقاء او لقاءين". وكانت محادثات سداسية أجريت في بكين في آب اغسطس الماضي، لكنها لم تسمح بتسوية الازمة التي نجمت عن اعلان بيونغيانغ في تشرين الاول اكتوبر 2002 انها تسعى الى امتلاك سلاح ذري، منتهكة بذلك اتفاق عدم انتشار الاسلحة النووية. ومنذ ذلك الحين، لم تسمح الجهود الديبلوماسية بمواصلة المحادثات وخصوصاً تقريب وجهات النظر بين الكوريين الشماليين والاميركيين الذين تشكل معارضتهم الشديدة محور الجمود الحالي لانهاء الازمة. وعبرت كوريا الشمالية في بداية كانون الثاني يناير الماضي، عن استعدادها لوقف التجارب وانتاج الاسلحة النووية ووصفت هذه المبادرة بأنها "تنازلات جريئة". لكنها طالبت في الوقت نفسه بأن تتخذ واشنطن "اجراءات متزامنة" مثل شطب كوريا الشمالية من لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب ورفع مختلف العقوبات وتسلم شحنات من المحروقات معلقة منذ الكشف عن البرنامج النووي لبيونغيانغ. ووصفت واشنطن هذا الاقتراح بأنه "مهم" لكنها اكدت من جديد ان بيونغيانغ يجب ان تتخلى عن هذا البرنامج من دون شروط مسبقة وبطريقة نهائية ويمكن التحقق منها. ولم تكن الصين جارة كوريا الشمالية وحليفتها تريد تنظيم هذه المحادثات الجديدة من دون ان تكون واثقة من نجاحها.