رأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن لا مستقبل للعراقيين إذا حاولوا الانقسام واستسلموا للتوترات العرقية التي تمزق مجتمعهم، فيما أكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أن القوات الاميركية"لن تنسحب"من العراق رغم ضغوط الكونغرس الجديد، معتبراً أن المهم بالنسبة الى واشنطن اليوم هو"اشراك العراقيين في القتال". وقالت رايس في كلمة على هامش قمة منتدي التعاون الإقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي:"أمامهم مستقبل واحد فقط وهو مستقبلهم سوياً. لن يكون لهم مستقبل اذا حاولوا الانقسام". واعترفت وزيرة الخارجية الأميركية بإراقة الدم ولكنها أعربت عن اعتقادها بأن العراقيين في سبيلهم لمستقبل أفضل ورفضت ما قيل عن أن الولاياتالمتحدة سقطت في"مستنقع". لكنها قالت:"لا أقصد التهوين من المصاعب التي تواجهنا في العراق ويواجهها العراقيون في العراق". وكما فعلت منذ شهور، حضت رايس"الحكومة العراقية على أخذ قرارات صعبة، وأن يتصدي المجتمع بأسره للخلافات"، وأضافت:"اذا ما فعلوا ذلك، واذا ساندناهم وحافظنا على التزامنا تجاههم، واذا أدركوا أن الرهان في العراق هو في الواقع رهان على شرق أوسط مختلف يمكن أن يشكل مركزاً لعالم ينعم بسلام أكبر... فأن امامهم وأمامنا فرصة". وتحدثت رايس على هامش القمة التي تعقد في هانوي ما استحضر مقارنات بين الحرب في العراق وحرب فيتنام. وحاولت مقارنة الحرب في العراق بتحديات تاريخية واجهت الولاياتالمتحدة ومن بينها استقلالها عن بريطانيا والحرب الاهلية والتصدي للشيوعية عقب الحرب العالمية الثانية، وقالت عن العراقيين:"نحن نتحدث عن شعب يكافح. نحن نؤمن بمستقبل أفضل". الى ذلك، وفي كلمة أمام رابطة المحامين المحافظة القوية، قال تشيني إن الانسحاب سيشجع"الارهابيين"على مزيد من العنف. وأضاف نائب الرئيس الأميركي أن"البعض في بلادنا قد يعتقد بنية حسنة أن الانسحاب من العراق سيجعل اميركا اكثر أمناً. علمتنا التجارب أخيراً درساً مناقضاً لذلك". وتابع أن"الخروج من العراق قبل انهاء المهمة سيقنع الارهابيين مرة أخرى بأن الشعوب الحرة ستغير سياساتها، وبأننا سنتخلى عن أصدقائنا وعن مصالحنا في أي وقت نواجه فيه العنف والابتزاز". وجاءت كلمة تشيني بعد عشرة أيام من فوز الديموقراطيين بغالبية مقاعد الكونغرس بمجلسيه في الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية التي لعبت فيها الحرب في العراق دوراً كبيراً. وفور فوزهم في الانتخابات، بدأ الديموقراطيون بمساندة بعض الجمهوريين بالضغط على البيت الابيض لوضع جدول زمني للانسحاب. وأكد تشيني أن الانسحاب من العراق سيكون خطأ، وقال إن"أميركا ستكمل مهمتها، وستكملها بالطريقة الصحيحة وتعيد قواتنا إلى وطنها منتصرة". وأضاف:"لا يزال أمامنا كثير من العمل الأصعب، وفيما يغير العدو تكتيكاته، نغير تكتيكاتنا ... المهم هو إشراك العراقيين في القتال، وسنواصل تدريب القوات المحلية حتى تستطيع تولي القيادة في الدفاع عن بلادها".