رفض الرئيس جورج بوش الحديث عن اي"انهزامية"في العراق، داعياً الأميركيين الى عدم الاستسلام لليأس بشأن مسار الحرب في العراق، مصراً على"اننا نكسب"على رغم ذلك حرباً اصعب مما كان متوقعاً لافتاً الأميركيين الى"تضحيات"ما زالت تنتظرهم. واشار بوش في خطابه الى الامة، الاول الذي يلقيه من المكتب البيضاوي منذ اعلان اجتياح العراق في آذار مارس 2003، الى احتمال خفض عدد القوات في العراق تدريجياً. لكنه اكد ان الاميركيين سيبقون في العراق الى حين تحقيق"النصر". وقال الرئيس الاميركي الذي يواجه تراجعاً في تأييد الرأي العام له، في خطاب حاول خلاله الاخذ بالانتقادات لاستراتيجيته"ليس فقط بامكاننا كسب الحرب وانما نحن نكسبها". واضاف"يقول بعضهم"تمت خسارة الحرب وانها لا تستحق ان ننفق عليها سنتاً اضافياً ولا ان نخصص لها يوماً اضافياً"قائلاً"لكنني لا اعتقد ذلك". وتابع ان"الانهزامية قد تكون لها اهداف حزبية لكن لا تبرّرها الوقائع". وتذرع بوش بضرورات محاربة الارهاب لدعوة مواطنيه الراغبين في عودة الجنود البالغ عددهم 160 الفاً في العراق الى البلاد، الى"التحلي بالصبر في هذه القضية الصعبة والنبيلة والضرورية". وقال:"أمامنا المزيد من المشقات والتضحيات"معتمداً لهجة اكثر واقعية كما فعل في خطاباته السابقة منذ ان وصل مستوى شعبيته الى ادنى مستوى له في استطلاعات الرأي. وتابع"اعلم ان بعض قرارتي قاد الى خسائر رهيبة ... واعلم ان هذه الحرب مثيرة للجدل". واقر بأن"المهمة اصعب مما كنا نتوقع"وان قسماً كبيراً من المعلومات عن الترسانة غير التقليدية لدى صدام حسين"تبين انها خاطئة". كما اقر بأن الانتخابات التشريعية العراقية الخميس"لا تعني انتهاء العنف". واعتبر ان هذه الانتخابات تشير الى"بداية امر جديد: ديموقراطية دستورية في وسط الشرق الاوسط". وقال متوجهاً لمنتقديه"سمعت معارضتكم ... لكن ليس امام بلادنا سوى خيارين: اما النصر او الهزيمة". واشار الى"مسؤوليته"كرئيس يفترض به ان يتخذ قرارات مؤلمة. واكد"التقدم المستمر"الذي يحرز في الحرب ضد الارهابيين". وشدد مرة جديدة على ضرورة انبثاق، مع العراق، حليف آمن ضد الارهاب ونموذج ديموقراطي"في منطقة حيوية". ورغم مقتل نحو 2160 جندياً اميركياً في العراق حتى الآن رفض بوش الانسحاب بشكل مبكر لكنه اشار الى احتمال خفض تدريجي للقوات. وقال"حين يتمكن الجيش العراقي من تولي مهامه وتحرز العملية الديموقراطية تقدماً ستتطلب مهمتنا عدداً اقل من الجنود الاميركيين". لكنه رفض مرة جديدة وضع"جداول زمنية مصطنعة". واضاف"من المهم ان يفهم كل اميركي عواقب الانسحاب من العراق قبل انجاز العمل". ورأى الرئيس الاميركي ان الانسحاب المبكر يعني ان"نتخلى عن اصدقائنا العراقيين وان نقول للعالم انه لا يمكن الوثوق بكلمة اميركا". واضاف"سنضع العراق بين ايدي اعداء تعهدوا بمهاجمتنا، وذلك سيشجع الحركة الارهابية العالمية وسيجعلها اخطر من اي وقت مضى". وخلص الرئيس الى القول ان"الانسحاب قبل تحقيق النصر سيكون عملاً متهوراً ومهيناً، ولن اسمح بذلك". ويأتي خطاب بوش اثناء زيارة مفاجئة لنائبه ديك تشيني الى العراق، الذي بدا أكثر تفاؤلاً من بوش، اذ قال في مقابلة في شبكة"ايه بي سي"التلفزيونية ان"العراقيين يعتقدون بشكل ساحق انهم افضل اليوم مما كانوا عليه في ظل صدام حسين". وتابع ان عراقيين كثيرين متفائلون بشأن مستقبلهم، مضيفاً"ان الغالبية العظمى منهم ينظرون الينا كمحررين".