أعلنت الحكومة السودانية أمس انها وافقت على مرحلتين من المراحل الثلاث التي تضمنتها خطة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لحفظ السلام في دارفور، وتحفظت عن المرحلة الثالثة المتعلقة بزيادة عدد القوات المنتشرة في الإقليم إلى عشرين ألفاً وتحويلها إلى قوات مختلطة أفريقية ودولية وطلبت فرصة لدرسها. وأعلن أنان ليل الخميس - الجمعة أن السودان وافق مبدئياً على نشر قوة مشتركة في دارفور تتكون من قوات الاتحاد الأفريقي وأخرى من الأممالمتحدة. وأضاف إثر محادثات مطولة في أديس أبابا ضمت وفداً من الحكومة السودانية ومسؤولين من مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، أن"مبدأ قيام عملية مشتركة قد نال الموافقة وتبقى تسوية مسألة عدد القوات"، مشيراً الى أن"قوة السلام ستكون بمعظمها أفريقية". وعن حجم تلك القوات قال السفير السوداني لدى الأممالمتحدة عبد المحمود عبدالحليم إن"الأممالمتحدة تقول 17 ألفاً، وهو رقم عال جداً، ونحن نرى 11 ألفاً إلى 12 ألفاً". وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول للصحافيين لاحقاً ان حكومته وافقت على أن تساعد الأممالمتحدة قوة الاتحاد الأفريقي فى المجالات اللوجستية والتقنية والاتصالات، على أن تبقى قيادة القوات أفريقية، موضحاً ان الخلاف ينحصر حالياً في عدد القوات والدعم الذي يُقدّم لها، مؤكداً أن حكومته لن توافق على قيادة غير أفريقية للقوات أو قيادة مختلطة، واعتبر ذلك تجاوزاً عملياً لقرار مجلس الأمن 1706 الذي صدر في نهاية آب اغسطس الماضي بنشر قوات دولية في دارفور. وقال مجذوب الخليفة، مستشار الرئيس عمر البشير، لوكالة"أسوشييتد برس"إن مبدأ قوة مشتركة من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور"ليس مشكلة، ما دام سيبقى واضحاً أن قيادة القوة والمكوّن الأكبر لها سيبقيان أفريقيين". وطرح أنان خلال اجتماع أديس أبابا خطة من ثلاث مراحل في شأن مهمات حفظ السلام في الإقليم في ضوء إصرار الخرطوم على رفض نقلها من الاتحاد الأفريقي إلى المنظمة الدولية. وتتضمن المرحلة الأولى للخطة توفير الدعم الأممي للقوات الأفريقية من خلال توفير معدات وعربات مدرعة وخبراء عسكريين. أما المرحلة الثانية فتشمل نشر المئات من جنود وشرطة وموظفي الأممالمتحدة لتنفيذ مهمات إمداد وتموين، وأخيراً تتحول عملية حفظ السلام إلى مهمة تحت قيادة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وقدّر مساعد الأمين العام لشؤون حفظ السلام جان ماري غوينهو تكاليف الخطة الجديدة التي ستنفذ على مدى ستة أشهر، بنحو 150 مليون دولار. وقال سفير السودان فى أديس أبابا السفير أبو زيد الحسن، من جهته، إن أطراف الاجتماع اتفقت على تنفيذ مرحلتين من المراحل الثلاث التي تضمنتها خطة الأممالمتحدة، موضحاً أن السودان اعترض على المرحلة الثالثة المتعلقة بزيادة عدد القوات وجعلها قوات مختلطة، وطالب بمزيد من التشاور حولها. وأكد السفير في تصريح إلى"الحياة"أمس وجود اختلاف في وجهات النظر حول عدد القوات وكيفية تعيين القائد والممثل المقيم للبعثة. وقال:"وجهة نظرنا أن يتم تعيين الممثل المقيم من قبل الأفارقة وليس بالتشاور مع الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة"، لافتاً الى أن الاجتماع أعطى السودان فرصة من ثلاثة الى أربعة أيام للتشاور حول النقاط مثار الخلاف. وأشاد الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أمس، بقرار السودان قبول مبدأ قوة سلام مشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور.