سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئاسة الفلسطينية ترحب واسرائيل ترفض ... ونواب اوروبيون يطالبون بارسال بعثة عسكرية دولية الى غزة . مبادرة سلام فرنسية - اسبانية - ايطالية تنص على عقد مؤتمر دولي ووقف العنف
تحركت أمس ثلاث دول اوروبية متوسطية، هي فرنسا واسبانيا وايطاليا، لطرح مبادرة سلام تدعو الى وقف العنف بين الفلسطينيين واسرائيل وتبادل الاسرى وعقد مؤتمر دولي، وهي دعوة لاقت ترحيباً فلسطينياً ورفضاً اسرائيلياً، في وقت دعا البرلمان الاوروبي الى ارسال"مراقبين دوليين"الى غزة. راجع ص 4 و5 واعلن الرئيس جاك شيراك عن المبادرة خلال قمة فرنسية - اسبانية. وقال ان الاتحاد الاوروبي لا يمكنه ان يبقى مكتوف الايدي امام"الوضع الذي يزداد مأسوية في الشرق الاوسط وفلسطين"، لذلك"سنتولى قيادة عمل مشترك مع الحكومتين الاسبانية والايطالية بمساعدة الاتحاد الاوروبي ... في محاولة لاجراء اصلاحات معنوية وسياسية لا بد منها". واوضح رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ان المبادرة تتضمن خمسة عناصر هي وقف فوري للنار، وتشكيل حكومة فلسطينية تحظى باعتراف دولي، وتبادل للاسرى يشمل الجنود الاسرائيليين، ومحادثات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس محمود عباس، وبعثة دولية في غزة لمراقبة وقف النار. واعتبر انه في نهاية المطاف يجب عقد مؤتمر دولي للسلام، مضيفا انه يأمل في ان تحظى المبادرة بدعم بريطاني والماني. ورداً على سؤال عن كون هذا التحرك يختلف عن التحرك البريطاني، قال مصدر فرنسي مطلع انه تحرك أوروبي وطبعاً بريطاني، لكن المبادرة ستنطلق من الدول المتوسطية الثلاث ذات المواقف المتطابقة حيال الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، لتطرح على كل الشركاء الأوروبيين قبل ان تصبح تحركاً أوروبياً. وتتلاقى هذه المبادرة مع المبادرة العربية للسلام في الدعوة الى مؤتمر دولي، كما تأتي في وقت يشهد تحركا بريطانيا لدفع عملية السلام. وتأمل الدول الاوروبية الثلاث بطرح المبادرة امام القمة الاوروبية في بروكسيل الشهر المقبل لتمهد امام دور اوروبي على صعيد عملية السلام، خصوصا في ضوء تزايد احتمالات رفع الحصار الدولي عن الحكومة الفلسطينية المقبلة، وفي ضوء التغيرات المتوقعة على السياسة الاميركية الخارجية بعد نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس. وسارعت اسرائيل الى رفض المبادرة، وقال مسؤول كبير"ان المبادرة غير موجودة. واعلان ثاباتيرو متسرع". واضاف:"نلاحظ ان تصريحات ثاباتيرو مختلفة عن تصريحات شيراك ... الذي يتحدث عن مبادرة اوروبية، فيما يتحدث ثاباتيرو عن وقف اعمال العنف وتبادل الاسرى ومؤتمر دولي... وسنرى ما اذا كان سينجح في اقناع الفلسطينيين بوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل". واعتبر ان مشروع عقد مؤتمر دولي"مبادرة لا معنى لها". من جانبها، رحبت الرئاسة الفلسطينية بالمبادرة، وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة:"نرحب بفكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، خصوصا ان خطة خريطة الطريق تنص عليه"، لافتا الى ان"عملية السلام تمر بمرحلة جمود، ما يتطلب تحركاً دولياً لاحيائها". وابدى الموفد الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي تحفظه عن المبادرة. وقال:"لا بد من الحذر حتى نرى ما مدى شرعيتها في الاطار الاوروبي"الذي لم يناقشها بعد، مضيفا:"ينبغي ان تستجيب اولا للتوقعات الاسرائيلية والعربية لكي تكون"فاعلة وقابلة للتنفيذ". على خط مواز، أيد نواب البرلمان الاوروبي في قرار أُقر بغالبية ساحقة نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة والضفة الغربية"على غرار"تلك المنتشرة في لبنان. ودانوا"الاستخدام غير المتناسب للقوة من جانب الجيش الاسرائيلي"في بيت حانون والفيتو الاميركي على قرار لمجلس الامن، كما طالبوا الفصائل الفلسطينية المسلحة بوضع حد لاطلاق الصواريخ.