فندت المملكة العربية السعودية أكاذيب إسرائيل التي تحاول ترويجها إلى العالم بشأن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وذلك في كلمة ألقاها مندوبها لدى مجلس الأمن خلال انعقاده بشأن فلسطين في مقر الأممالمتحدةبنيويورك. وحذرت مجلس الأمن مرارا من أن "ينخدع" بأقاويل اسرائيل. مشيرا الى أنه يتحدث باسم جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي. ومن أبرز النقاط التي أثارها: * استمعنا إلى سلسلة طويلة من الادعاءات الباطلة، وكأن اسرائيل هي المجني عليها في المعركة الجارية حاليا أو في السنوات الماضية. * لا تنخدعوا بقول اسرائيل أنها تدافع عن نفسها تجاه الهجمات الصاروخية، فهي لديها نظام دفاع (القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ)، وما تفعله ليس دفاعا عن النفس بل هجوما كاسحا وجرائم حرب مخزية. * لا تنخدعوا بقول إسرائيل إن الهجمات الفلسطينية تهدد أمنها وأمن مواطنيها؛ لأن عدد من سقطوا بهذه الصواريخ لا تتجاوز عدد قتلى حوداث السير في اسرائيل في أسبوع واحد أو شهر واحد أو سنة واحدة. * لا تنخدعوا بقول اسرائيل: إن أي حكومة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي اذا وقع عليها الخطر، فواقع الأمر أن أي حكومة في العالم لا تمارس ما تمارسه اسرائيل بحصار وتجويع الشعب الفلسطيني ومن ثم تطلب منهم أن يستكينوا. * لا تنخدعوا بقول اسرائيل إنها تقبل بالسلام، فهي التي انسحبت من مبادرة السلام، وهي التي تراجعت عن التزامها بإطلاق الأسرى، وهي التي تتمادى في إنشاء المستوطنات، وهي التي تدنس المقدسات الاسلامية في القدس الشريف، وهي التي تستمر في فرض الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة بحرا وجوا وبرا. * ألم تستمعوا الى نتانياهو وهو يقول إنه يرفض أي سيادة فلسطينية، ألم تستمعوا الى (نداءات) التطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم، وتلك المرأة التي تدعو إلى "إبادة جميع الأمهات الفلسطينيات لأنهن ينجبن الثعابين". * لا تنخدعوا مرة أخرى إذا قالت إسرائيل: إن نقطة البداية لأحداث اليوم هو اختطاف ثلاثة متسوطنين، فالحقيقة أن نقطة البداية هي وجود المستوطنين على الأراضي المحتلة ونقطة البداية هي الحصار الجائر على غزة. * نقطة النهاية لا يمكن الوصول اليها إلا بإنهاء الاتحتلال وفك الحصار ووقف الاستيطان، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفقا للشرعية الدولية ووفقا لمبادرة السلام العربية. * لقد لجأ الشعب الفلسطيني إليكم ثلاث مرات ليطلب حمايتكم وتحمل مسؤولياتكم، قبل أن يستشهد أطفال أسرة بكر الأربعة الذين قتلوا بدم بارد (على شاطئ غزة)، والمرة الثانية قبل أن تستشهد الجدة ذات الثمانين عاما والرضيع ذو الخمسة أشهر، والثالثة بعد أن ارتكبت اسرائيل مجزرة الشجاعية، وها هي المرة الرابعة التي يستنجد بكم الشعب الفلسطيني بعد أن توعدت الآلة العسكرية الاسرائيلية بتوسيع عملياتها. * كم من المآسي ينبغي على هذا الشعب المنكوب أن يتحمل. ولا تزال أرواحه تتساقط. لقد تجاوز عدوان اسرائيل تدمير المنازل على ساكنيها والهجوم الغاشم على المستشفيات ودور العبادة، فمتى تمارسون دوركم في تحقيق الأمن والسلم الدولييين، هل ستظلون تصدرون البيانات الصحفية. * منظمة التعاون الاسلامية تعيد نداءها الى مجلس الأمن الى أن يتخذ موقفا حاسما وسريعا لوقف العدوان الاسرائيلي فورا، وضمان المساءلة لمن ارتكبوا هذه الجرائم وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الشرعية. ميدانيا، تصعد إسرائيل من استهداف المدنيين في قطاع غزة من خلال قصفها جوا وبحرا وبرا لليوم السابع عشر على التوالي. وقال المرصد "الأورو متوسطي لحقوق الإنسان" في بيان: إن قوات الاحتلال الاسرائيلي صعّدت من استهدافها للمدنيين الفلسطينيين، في قطاع غزة بالجملة في الأيام الأخيرة، مؤكدا أن نحو 50 عائلة فلسطينية استُهدفت وقضى كل أو معظم أفرادها منذ بدء الهجوم "الإسرائيلي" على غزة، في السابع من الشهر الجاري، وبلغ عدد الضحايا جراء استهداف هذه العائلات 213 قتيلا. وحذرت منظمة حقوق إلانسان الأوروبية الشرق أوسطية، من تصاعد استهداف العائلات الفلسطينية بالجملة، مشيراً إلى قيام الطيران الحربي بقصف منزل عائلة "أبو جامع" شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، والمكون من ثلاثة طوابق ويأوي خمس عائلات، مساء الأحد ما أدى إلى مقتل معظم من كان فيه، وعددهم 26 شخصاً، منهم 18 طفلاً، حيث تحول البيت نتيجة القصف إلى كومة من الركام. كما ندد المرصد باستهداف منزل عائلة الكيلاني في عمارة السلام المجاورة لبرج الإسراء وسط مدينة غزة مساء الإثنين ما أدى إلى مقتل 11 فرداً، منهم 5 أطفال، إضافة إلى والدهم ووالدتهم وأشقائها. ولفت إلى أن عدد الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي، منذ بدء هجومه على غزة 15041 هجمة، منها 4349 هجوما صاروخيا، 4367 قذيفة من البحرية، 6325 قذيفة مدفعية. وأشار المرصد الأوروبي الذي يتخذ من جنيف مقرا، إلى استهداف الطيران الإسرائيلي للمساجد، فمنذ بدء الهجوم على غزة استهدف جيش الاحتلال 45 مسجدا، دمرت 7 منها بشكل كلي. وبلغ عدد المشافي والعيادات الطبية المستهدفة، وفق المرصد منذ بدء الهجوم إلى 10. كما استهدفت القوات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم على غزة أكثر من ست محطات مياه وصرف صحي تقدم خدماتها لما يزيد على 600 ألف مواطن. وأكد المرصد أنّ هذه النماذج لاستهداف العائلات الفلسطينية، وهذا الارتفاع الملحوظ في أعداد الضحايا من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية، يعطي تصوراً أن عدم وجود رادع قوي لن يغير من الواقع شيئاً. وحذر المرصد من أنه في حال عدم تحرك المجتمع الدولي للجم إسرائيل بشكل عاجل فإن أعداد الضحايا ستشهد ارتفاعاً غير مسبوق. وقد ارتقى عشرة شهداء في ساعة الإفطار ليوم أمس، ما يرفع إلى 632 عدد شهداء القصف الإسرائيلي، حتى الساعة التاسعة من مساء أمس. وقد سقط أكثر من 3 آلاف جريح معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. في المقابل، أسفرت عمليات المقاومة الفلسطينية، عن مقتل 45 عسكريا إسرائيليا، حتى مساء أمس، بينهم ضباط وجنود، بحسب كتائب عز الدين القسام، و30 عسكريا قتيلا و100 مصاب آخرين بحسب المصادر الإسرائيلية التي أشارت إلى إصابة 485 إسرائيليا ب"الهلع". وكشفت وسائل الإعلام العبرية أن ضابطًا برتبة مقدم (ليفتنانت كولونيل) قتل أمس في عملية توغل وحدة من جيش الاحتلال قرب مستوطنة "نيرعام" شمال قطاع غزة، وقتل معه جنود آخرون، في كمين محكم لعناصر من كتائب القسام. وقالت التلفزة العاشرة: "إن المقدم دوليف كيدار، قائد كتيبة "غيفين" هو أعلى الضباط الذين قتلوا رتبة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، "ما يشكل ضربة (أخرى) قاسية" لجيش الاحتلال، حيث إن "كيدار كان من أكبر قادة الاستخبارات العسكرية، ومن ثم انتقل ليشغل منصب قائد كتيبة "غيفين" الاستطلاعية، وبقتله يكون ثاني أكبر رؤوس حربة الجيش قد سقط برصاص المقاومة خلال العملية البرية على قطاع غزة". كما أعلن جيش الاحتلال عصرا، مصرع الضابط في سلاح المظليين، أفتار ترجمان (20 عاما)، وهو نجل قائد المنطقة الجنوبية للجيش سامي ترجمان، في اشتباك مع عناصر المقاومة على حدود قطاع غزة. واعترف الجيش الإسرائيلي، بعد تلكؤ، بأن أحد جنوده مفقود، واسمه آرون شاؤول، الذي أعلنته كتائب القسام أسيرا لديها خلال معركة "الشجاعية" التي قتل فيها 13 عسكريا من لواء "غولاني". وأعلن ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة للمساعدات الانسانية للصحفيين في جنيف أنه "لا يوجد فعليا أي مكان آمن للمدنيين في قطاع غزة"، مشيرا الى أن كثافته السكانية تبلغ 4500 نسمة في الكيلو متر المربع الواحد، أي الكثافة السكانية الأعلى في العالم. كما أعلنت منظمة الأممالمتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في بيان، أن أكثر من مائة ألف مواطن غزي هُجّروا من منازلهم، ونزحوا إلى أماكن أخرى داخل قطاع غزة جرّاء العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في الثامن من تموز الجاري. وقال المتحدث باسم "الأونروا"، كريستوفر غونس، لدى إعلانه عن افتتاح المنظمة الدولية 69 ملجأ إضافياً للنازحين في قطاع غزة، "إن هذا الأمر يشكل منعطفاً في عمل الأونروا لأن عدد الأشخاص الهاربين الساعين للعثور على ملجأ لدى منظمتنا بات ضعف العدد الذي سجل خلال آخر نزاع عام 2009". ودعت المنظمة الدولية، إسرائيل، إلى احترام القانون الدولي والإنساني والى عدم التعدي على ممتلكات الأممالمتحدة. وفي بروكسل، دعا الاتحاد الاوروبي اسرائيل الى "الالتزام بالقوانين الانسانية الدولية" في غزة. وقال في بيان صدر في ختام اجتماع لوزراء الخارجية انه "يطلب من جميع الاطراف الالتزام بوقف لاطلاق النار على الفور، منددا ب "سقوط مئات الضحايا المدنيين (الفلسطينيين) وبينهم الكثير من النساء والاطفال". واعتبر البيان أن "لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، لكن العملية العسكرية الاسرائيلية يجب ان تكون متكافئة ومتطابقة مع القوانين الانسانية الدولية".