أغلق مسلحون وملثمون ومدنيون امس، طرقاً وشوارع عدة في مخيم النصيرات للاجئين والطريق الساحلية التي تربط مدينة غزة والمنطقة الوسطى من قطاع غزة، التي يعد المخيم اقربها الى المدينة. ومنع المتظاهرون من عائلتي المسارعي وابو يوسف الذين وضعوا متاريس على الطرق واشعلوا النار في اطارات السيارات، حركة السيارات والمواصلات على هذه الطرق وفي المخيم. وجاءت هذه الاحتجاجات، وهي الاحدث في اطار حال الفوضى والانفلات الأمني وأخذ القانون باليد، بعد اقل من 24 ساعة على اصدار الرئيس محمود عباس أبو مازن تعليماته لقادة الاجهزة الامنية والشرطة"بوقف التجاوزات كافة ضد القانون مهما كان شكلها ومصدرها، انطلاقاً من حرص القيادة الراسخ على أمن الوطن والمواطن"، كما جاء في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية"وفا"على موقعها الالكتروني اول من امس. وتعتبر هذه الاحتجاجات والتظاهرات تحدياً واضحاً للرئيس عباس وقدرته على فرض الامن والهدوء والقانون والنظام في الشارع الفلسطيني بعد سنوات من سيادة الفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وخرق القانون وفوضى السلاح المنتشر في ايدي منتسبي الاجهزة الامنية والكثير من العائلات كثيرة العدد وصاحبة النفوذ في السلطة واجهزتها الامنية والشرطية. وجاءت هذه الاحتجاجات بعد ايام قليلة على مقتل جهاد المسارعي وحسين ابو يوسف في هجوم نفذته مجموعتان من عائلتي عيسى وعابد من مخيم البريج ومخيم جباليا على التوالي على السجن الواقع في مجمع الاجهزة الامنية الرئيس في غزة"السرايا"وقتل فيه مواطن ثالث هو ثائر جودة. وقتل الاول والثاني على خلفية اتهامهما من قبل عائلة عيسى بقتل احد ابنائها محمد عيسى في تشرين الاول اكتوبر الماضي، فيما تتهم عائلة عابد القتيل جودة بقتل ابنها عبد المعطي عايد الصيف الماضي. وعلمت"الحياة"ان عائلتي المسارعي وابو يوسف تطالبان باعدام عدنان عيسى امين سر حركة"فتح"في المنطقة الوسطى من القطاع وشقيقه مروان الذي ينتمي الى"حركة المقاومة الاسلامية"حماس اللذين تتهمهما بالوقوف وراء قتل جهاد المسارعي وحسين ابو يوسف، علما ان الشقيقين طليقان وليسا من ضمن المعتقلين السبعة الذين اعتقلتهم الشرطة في اعقاب اشتباك مسلح في الهجوم على سجن"السرايا".