على رغم الحملة التي تقوم بها الشرطة الفلسطينية لمنع ظهور الاسلحة والمسلحين في الشارع الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، وقعت أحداث امنية عدة في الضفة والقطاع خلال الساعات الاخيرة من بينها القاء قنبلة صوتية على موكب المدير العام للشرطة والعميد علاء حسني، واطلاق نار على سيارة الوزير السابق عزام الاحمد. لكن الحدث الأبرز تمثل بمقتل سائق وجرح آخر في أحد موجات الانفلات الأمني التي يشهدها قطاع غزة منذ اشهر طويلة والتي طالما قالت السلطة الفلسطينية إنها عازمة على وضع حد لها من دون جدوى. وقالت مصادر محلية ل"الحياة"إن مسلحين من"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، قتلوا سائقاً وجرحوا آخر من بين عشرات سائقي سيارات الاجرة الذين اغلقوا مفترق الطرق الواقع بين مدينة خان يونس والقرى الشرقية القريبة منها احتجاجاً على رفع أسعار الوقود أول من أمس. واضافت المصادر الى ان القتيل هو عيسى بركة 30 عاماً من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، وان المصاب هو نعيم قديح 25 عاما. واشارت الى ان المسلحين اطلقوا النار من اسلحتهم بعدما رفض المحتجون فتح المفترق الذي اغلقوه على طريق صلاح الدين الرئيسة، فأصابوا قديح قبل أن يطلقوا النار عشوائياً ويقتلوا بركة. وقذف السائقون المسلحين بالحجارة والزجاجات الفارغة وعمت الفوضى المكان، قبل أن تصل قوات معززة من الشرطة وقوات الامن الوطني لفض الاشتباكات. وقبل ذلك، حدث لغط وبلبلة في طبيعة الحادث الذي وقع للمدير العام للشرطة ليل السبت - الاحد. ففي رواية اولية، قال الناطق باسم وزارة الداخلية والامن الوطني توفيق أبو خوصة انه اثناء خروج العميد حسني من مقر الشرطة المعروف باسم الجوازات الى شارع الشهداء المجاور في مدينة غزة، أُلقيت قنبلة صوتية على الموكب المرافق له وسمع اطلاق نار في المكان وأن أفراد الامن المكلفين حراسة حسني ردوا باطلاق النار بعد ان اشتبهوا بسيارة ولاحقوها واعتقلوا من فيها، وبعد التحقيق تبين ان ركاب السيارة ليست لهم علاقة بالحادث. لكن ابو خوصة اصدر في وقت لاحق امس توضيحاً لما حدث، وقال ان اطلاق النار في اتجاه موكب حسني لم يكن متعمداً، مشيراً الى اعتقال الاشخاص الذين كانوا بداخل سيارة كانت تمر بجوار الموكب عندما وقع اطلاق نار في الهواء. وجاء الحادث بعد ساعات قليلة على اعلان حسني الاستمرار في الحملة التي تنفذها الشرطة الفلسطينية منذ الخميس الماضي لمنع الظهور المسلح في الشوارع الغزية، مضيفا ان المنع يشمل ايضاً العاملين في الاجهزة الامنية. وتفقد الرئيس محمود عباس قوات الشرطة المشاركة في تنفيذ الحملة التي جاءت بعد اتفاق الفصائل مع السلطة الفلسطينية. اعتذار لعزام الاحمد من جهة أخرى، قدمت"كتائب شهداء الاقصى"في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية اعتذاراً للوزير السابق النائب عزام الأحمد على حادث اطلاق النار عليه اول من امس. واعلن قائد الكتائب في المحافظة محمد شحادة انه تمت تسوية الأمر مع الأحمد وقدم اعتذاراً له، معتبراً ما حصل"سوء فهم لا أكثر". وقال ان موعدا حدد لعقد لقاء بين الاحمد والكتائب في المحافظة. وكان شحادة اعلن في قت سابق ان"كتائب الاقصى"اطلقت النار على الاحمد لانه عقد اجتماعاً لحركة"فتح"في المحافظة ولم تدع اليه"كتائب الاقصى". لكن الاحمد قال انه كان مدعواً فقط، داعياً الكتائب الى عدم التصرف بهذه الطريقة، ومعتبراً ان هناك اساليب اخرى للتفاهم، وان الحادث جزء من حال الانفلات الامني التي يجب وضع حد لها في اسرع وقت ممكن.