من شأن فوز الديمقراطيين بالكونغرس الاميركي تعقيد إبرام صفقة المفاعلات النووية الهندية - الاميركية، على رغم قيمة هذه الصفقة الاستراتيجية. فإعراض الناخب الاميركي عن الجمهوريين في الانتخابات التكميلية، دليل على غضب الأميركيين من سياسات إدارة الرئيس جورج بوش. وأبرز هذه السياسات تناولت العراق. فالضحايا تسقط، يومياً، في صفوف العراقيين جراء الاجتياح الاميركي المفتقر الى الشرعية، ويُمنى الأميركيون بالخسائر. وعليه، طالب الاميركيون حكومتهم بتغيير نهجها الاستراتيجي. وعلى رغم استعداد الرئيس بوش للتعاون مع الديموقراطيين، لا يعرف المحافظون الجدد والديمقراطيون السبيل الى الخروج من المأزق العراقي. وتقدم حكومة مانموهان سينغ الصفقة النووية الهندية - الاميركية على مصالحها في العراق. فالهند تعول على هذا الاتفاق لإنهاء المقاطعة الدولية لها في مجال التقنية النووية السلمية منذ 1974. ويصعب على الهنود قبول جوانب من هذا الاتفاق ثمناً للصفقة. ففصول المعركة الفنية بين الهند واميركا على حصر نيودلهي استعمال التكنولوجيا النووية بإنتاج الطاقة السلمية، لم تنته بعد. وتتردد الحكومة الهندية في حسم الأبعاد السياسية والاستراتيجية المترتبة على دورانها في الفلك الأميركي في حين تنتهج واشنطن سياسة مدمرة في آسيا. والحق أن لجوء الولاياتالمتحدة الى القوة في أفغانستانوالعراق، وتهديدها بمهاجمة إيران، زرع الاضطراب على حدودنا. فالسياسة الاميركية تهدد بنشر العنف في المنطقة كلها. ويتخوف بعض المراقبين من احتمالات اجهاض هذه الصفقة في حال فشل البيت الأبيض في الحصول على موافقة الكونغرس المطلوبة خلال الأسبوع القادم. ويوم طرح للتصويت في تموز يوليو الماضي، حصد قانون التعاون النووي الهندي - الاميركي تأييد معظم أعضاء الكونغرس. وهذا دليل على أن خسارة الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة لن تطيح بهذا الاتفاق. وعليه، لا يجوز افتراض أن الصفقة لن تحصل على ثلاثمئة صوت في العام القادم. ويقوم المحافظون الجدد والليبراليون الاميركيون العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية مع الهند بالايجاب. ويرغب هؤلاء في تعزيز اقتصاد الهند، ما يخدم الأهداف الجيوبولتيكية الاميركيةپفي آسيا. ويسعى بعض اللوبيات الاقتصادية والتجارية، سراً، الى تعزيز العلاقات الاميركية - الهندية. وإذا كانت الصفقة النووية شرط بلوغ أميركا مآربها الاستراتيجية في آسيا، أجمع الديمقراطيون والجمهوريون على إبرامها. عن سيدهارث فاراداراجان ، "هيندو" الهندية، 10 / 11 / 2006