لا تزال الحلقة التي خصصتها الإعلامية منال سيف عن «وزراء خارجية الحرية» مثار جدال على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنها احتفت بذكرى مولد الطفل مهند، ابن الأسير عمار الزبن الذي قاتل والداه اكثر من خمس سنوات لإقناع أسرتيهما والمجتمع المحيط بتقبل فكرة «الإنجاب عن بعد». الحلقة التي اتخذت عنوانها (وزراء خارجية الحرية) من وصف أطلقته محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام على أبناء الأسرى الذين ولدوا بينما آباؤهم لا يزالون خلف القضبان، عبر تهريب نطفهم، وفق شروط خاصة وعملية معقدة، سلطت الضوء على هؤلاء. ونصب فريق «لأجلكم» كاميراته في مواقع مختلفة داخل المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربيةالمحتلة، والتي شهدت ولادة مهند ومن تلاه ممن ولدوا بالطريقة ذاتها وشاركوا وأمهاتهم في «الحلقة / الحفلة»، وهم المولود الثاني مجد ابن الأسير عبد الكريم الريماوي، والمولود الثالث شريف ابن الأسير علي نزال. وكان للحلقة تأثير كبير لدى المشاهدين، وفي الأسرى انفسهم وزوجاتهم وذويهم، بخاصة أن اثنين من الثلاثة شاهدا أبناءهما للمرة الأولى عبر الحلقة التلفزيونية الخاصة عبر شاشة تلفزيون فلسطين، كما أكدت سيف ل «الحياة». وأعربت والدة الطفل مهند عن أملها بتواجد زوجها الأسير عمار بينهم في هذا اليوم، وتمنت أن يخرج من السجن، ويربّيا معاً ابنهما مضيفة: «أتمنى أن يتحرر الأسرى ليعيشوا مع أسرهم». وخاطبت ابنة الأسير عمار الزبن «الضمائر العربية»، قائلة: «نشعر بغصة في قلوبنا كون والدي في الأسر، ولا يحتفل معنا.. أوجه رسالة إلى كل أصحاب الضمائر العربية بأن يساعدوا أسرانا، ويلتفتوا إلى قضيتهم حتى لا أعيش محرومة من والدي». وقدم وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع تهانيه ومباركته للأسير عمار بعيد مولد مهند، معتبراً ولادته «معجزة أسطورية». وقال: «نحن شعب يعشق الحياة، ومصرّون على أن نمارس إنسانيتنا على رغم كل الظروف والتحديات والسجن والقيد، حياتنا لا يمكن أن تجف بل هي مستمرة من حلال أطفالنا». وهنأت غنام ذوي مهند على ولادته وكل وزراء خارجية الحرية. وقالت: «مشاعرنا ممزوجة بالأمل على رغم الألم، ولولا الأمل لانتهينا منذ زمن». وأضافت: «دعتني أم مهند إلى هذه الحفلة، ولم أتردد بإلغاء كل التزاماتي لأكون بجانب مهند وأمه في هذا اليوم. كل عام ونحن بخير على هذا الانتصار.. هذه رسالة لكل أسير يستطيع أن يأتي لنا بمزيد من سفراء الحرية. نحن مستعدون لاستقبالهم ونكون على العهد». وأشارت سيف إلى أن هذه الحلقة تأتي تتويجاً لسلسلة حلقات واكب فيها برنامج «لأجلكم»، قدوم أول سفير للحرية، أي ولادة أول طفل لأسير داخل زنازين الاحتلال، هو مهند الزبن، تلاه مواكبة ولادتي مجد الريماوي وشريف نزال. وعبرت عن سعادتها لكون البرنامج نجح في كسر الحصار المفروض على آباء الأطفال من الأسرى، إذ شاهدوا أولادهم للمرة الأولى من خلاله. وتلقى ظاهرة «الإنجاب عن بعد» انتشاراً كبيراً في صفوف الأسرى وعائلاتهم، بعدما حظيت بقبول واسع على الصعيد المجتمعي، بخاصة بعد صدور فتاوى دينية بجوازها، عدا عن الإجراءات المعقدة، بينها إتمام عملية التلقيح بموافقة وحضور ثلاثة من أسرة الأب الأسير، وثلاثة من أسرة الأم، لمنع أية شبهات.