تزامن اختتام السكرتير الأعلى لمجلس الأمن القومي الايراني كبير المفاوضين في الملف النووي علي لاريجاني محادثاته في موسكو مع بروز مؤشرات إلى إعادة إحياء الاقتراح الروسي تخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية. في المقابل، صعّدت طهران لهجتها مرة جديدة مستهدفة واشنطن وتل أبيب، عبر رفض مذكرة جلب دولية صدرت عن القضاء الأرجنتيني وتشمل عدداً كبيراً من القادة الإيرانيين. ورفضت إيران المذكرة الصادرة في حق رموز في الثورة الإسلامية، بينهم الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، تتهمهم الأرجنتين بالتورط في هجومٍ دامٍ على مقر جمعية يهودية في تموز يوليو 1994 في العاصمة بوينس آيرس. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان"لا سند قانونياً لقرار المحكمة الأرجنتينية ولا أساس للتهم"، معتبراً أن"مؤامرة أميركية - صهيونية"وراءها"ترمي إلى إضعاف إيران في الملف النووي، ومحاولة إسرائيلية"لإخفاء فشلها في الحرب على لبنان". وكان القضاء الأرجنتيني أصدر الخميس الماضي مذكرة جلب دولية بتهمة ارتكاب"جرائم ضد الإنسانية"ضد رفسنجاني وقادة إيرانيين آخرين لاتهامهم مع"حزب الله"بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف جمعية الصداقة الإسرائيلية - الأرجنتينية. وصادف هذا التطور مع لقاء لاريجاني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اختتام زيارته موسكو. وأعرب مسؤولون روس عن ارتياحهم الى نتائج الجولة الثانية من المحادثات التي أجراها لاريجاني أمس مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف، والتي أحيطت نتائجها بالكتمان. وأكد لاريجاني ان"في العقيدة العسكرية لطهران، لا مكان لتسلح نووي"، وجدد ترحيب بلاده باستقبال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى"أننا نسعى عبر الحوار الى حلّ أي خلاف في وجهات النظر". ووصف ايفانوف المحادثات بأنها"بناءة وإيجابية"، وحثّ الغرب وإيران على إبداء"حسن النية"لإيجاد أرضية تفاهم على العرض المقدم من الدول الست الكبرى في شأن الملف النووي الإيراني. وأوضحت مصادر ديبلوماسية روسية أن الاقتراح الروسي لتأسيس مركز روسي - إيراني مشترك لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية بصفة موقتة شغل حيزاً أساسياً من النقاشات، ولمّحت الى احتمال تحقيق تقدم في هذا الإطار على رغم الاعتراضات الإيرانية السابقة على الاقتراح. ومن البنود الأساسية التي رُكّز عليها في هذا المجال، بحسب المصادر الروسية، مسألة تحديد إطار زمني تعود بعده دورة الوقود النووي كاملة إلى الأراضي الإيرانية، فضلاً عن مشاركة خبراء إيرانيين في العملية. وفي هذا الإطار، اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن أميركا مستمرة في مساعيها للضغط على إيران في ملفها النووي معلناً استعداد بلاده"بحث الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم لتقليل الشكوك في برنامجها النووي". الى ذلك، احتجت طهران أمام الأممالمتحدة في شأن"سلسلة التهديدات"الإسرائيلية بإمكان شن هجوم على إيران، جاء آخرها على لسان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي افرائيم سنيه. على صعيد آخر، شهدت مدينة الأهواز في محافظة خوزستان النفطية جنوب غرب ذات الغالبية الناطقة باللغة العربية، انفجار قنبلة صوتية لم تسفر عن ضحايا وتسبب خسائر مادية.