كشف تقرير أعده مكتب الإحصاء في الإدارة الأميركية أمس، ان آلاف المسافرين على متن طائرات ربطت اسماؤهم بإرهابيين من طريق الخطأ، ما ادى الى توقيفهم او تعطيل رحلات. وأوضح التقرير ان اكثر من 30 ألف شخص طالبوا ادارة سلامة النقل في الولاياتالمتحدة بشطب أسمائهم عن لوائح المشبوهين بالإرهاب، مشيرة الى ان اكثر من نصف الأسماء التي زودتها وكالات عدة تعنى بشؤون الإرهاب الى مركز مراقبة استحدث في مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي، ووضعت على لوائح أجهزة مراقبة الحدود الأميركية بين كانون الاول ديسمبر 2003 وكانون الثاني يناير 2006، تبين عدم صلتها بالإرهابيين ونشاطاتهم. وضمت اللوائح التي شكلت حاجة ملحة لتفادي اعتداءات جديدة على متن طائرات الركاب بعد 11 ايلول سبتمبر 2001، أسماء أطفال وأميركيين معروفين مثل السيناتور إدوارد كينيدي الذي أوقف في مطارات عدة والرئيس البوليفي ايفو موراليس ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. لكن ريتشارد كوبل، المدير التنفيذي لمركز المراقبة في ال"اف بي آي"، أكد ان موراليس وبري ليسا على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر على متن طائرات تنفذ رحلات الى الولاياتالمتحدة، فيما أوضح ان اللائحة تخضع لتغييرات يومية، ما يمكن ان يعني ان اسمي موراليس وبري وردا في لوائح سابقة. وعدلت سلطات الطيران مساري رحلتين الى الولاياتالمتحدة في كانون الاول 2004 وايار مايو 2005 بسبب وجود ركاب وردت اسماؤهم في لوائح الممنوعين من السفر. وأعلن وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف ان لائحة الممنوعين من السفر"غير كاملة"، مؤكداً ان الاتفاق الذي توصلت اليه الولاياتالمتحدة مع الاتحاد الأوروبي اخيراً حول بيانات الركاب سيساعد في عدم ارتكاب أخطاء في تحديد هوياتهم. وحدد الاتفاق البيانات المطلوبة في بطاقات تعريف المسافرين من أوروبا الى الولاياتالمتحدة ب 34 وحدة معلومات، بينها الاسم والعنوان وتفاصيل بطاقات الاعتماد وسواها. قضية عرار وفيما اعتبر مهندس المعلوماتية الكندي السوري الاصل ماهر عرار، احد ابرز الأشخاص الذين أوقفوا في الولاياتالمتحدة، استناداً الى هذه اللوائح، بعدما اعتقل في نيويورك في ايلول سبتمبر 2002، ثم ابعد بعد 12 يوماً الى سورية، حيث تعرض للتعذيب، احتجت كندا أمس لدى الولاياتالمتحدة على"تصرفها غير الملائم"في قضيته. وأبلغ رئيس الوزراء ستيفن هاربر الاحتجاج الى الرئيس الأميركي جورج بوش خلال اتصال هاتفي استمر 15 دقيقة، وقال ان"وزير الخارجية بيتر ماكاي سيبعث برسالة الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للاحتجاج رسمياً على المعاملة السيئة التي تلقاها عرار، كما اوصى تقرير اوكونور". وأشار هاربر الى ان مسؤولين اميركيين ابعدوا عرار"ظلماً"، مؤكداً انهم"لم يتحلوا بالصدق وانتهكوا إجراءات الاتصال بين الحكومتين". وأوضح هاربر ان كندا تنوي التعاون مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب، مشيراً الى انه ينتظر"تأكيد ان هذا التصرف لن يتكرر، وان يتعاون المسؤولون في الحكومتين بأسلوب نزيه ومنفتح". وكانت لجنة تحقيق كندية برأت الشهر الماضي عرار من اي شبهة بالإرهاب، وأوصت الحكومة الكندية بتقديم شكوى رسمية الى الحكومتين الاميركية والسورية حول الطريقة التي عومل بها. وأمل هاربر بأن تقدم الإدارة الأميركية روايتها للأحداث، وتعترف بالثغرات والتصرف غير الملائم الذي حصل في هذه القضية، خصوصاً في ما يتعلق بعلاقتها مع الحكومة الكندية". وقال ان جورج بوش مطلع على هذا الملف وانه سيدرس الشكوى الكندية"باهتمام".