أعلن السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون ان الحكومة السودانية تراجعت عن مضمون المذكرة التي وزعتها لأعضاء الأممالمتحدة أول من أمس واعتبرت فيها تطوع أي دولة بتوفير قوات لحفظ السلام الى دارفور عملاً عدائياً. وأكد بولتون امس ان السودان أبلغ واشنطن ورئاسة مجلس الأمن رسمياً بأن"الرسالة لا تعكس بعد الآن السياسة السودانية، ما يعني التراجع عن سياسة تهديد الدول المستعدة للمساهمة في قوات دولية لدارفور". من جهته، اعتبر السفير السوداني عبد المحمود محمد ان"الموقف السوداني لم يتغير لكننا في مزاج مختلف الآن، فقد شبعنا من المجابهة ومن الأخذ والرد ومن الاتهامات". وعلى رغم تخفيف السفير السوداني من لهجة الخرطوم ورفضها للقوات الدولية، إلا انه جدد القول إن إرسال قوات من دون موافقة السودان يُعتبر عملاً عدائياً. وعن نية الولاياتالمتحدة توزيع مشروع بيان رئاسي جديد حول دارفور، قال محمد:"هناك 18 قراراً دولياً حول دارفور وهي لا تخدم أي غاية". وتساءل:"ما الفائدة من إضافة بيان آخر؟". وتابع:"يجب التركيز على العناصر الايجابية وتعزيز الحوار". وشدد على ان بلاده تمارس سياسة ضبط النفس قائلاً:"اننا لم نرد حتى على دعوة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في واشنطن إلى تغيير النظام في الخرطوم، فهي كانت تتكلم لغايات أميركية داخلية". وأحاط رئيس مجلس الأمن سفير اليابان كنزو اوشيما أعضاء المجلس بمضمون لقائه مع السفير السوداني، كما ناقش المجلس مشروع قرار ينص على تمديد بعثة الأممالمتحدة في السودان حتى 30 نيسان ابريل 2007. وكان بولتون أكد أن السفير السوداني عبّر عن تراجع بلاده عن المذكرة في أثناء اجتماعه مع رئيس مجلس الأمن في ساعة متقدمة أول من أمس. واعتبر بولتون أنه على رغم تراجع الخرطوم"تبقى مشكلة ازالة جو التخويف الذي اوجدته المذكرة". وكشف أن اجتماع الخبراء لمناقشة مشروع البيان الرئاسي الأميركي أُرجئ"لاعطاء فرصة لجهود مجلس الأمن... لإزالة جو الترهيب". وحذر حكومة الخرطوم من تعطيل عمل الأممالمتحدة والأسرة الدولية، مهدداً بأن خيار معالجة الوضع في دارفور ضمن آلية الأممالمتحدة"ليس الخيار الوحيد". إلى ذلك، رحب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، بحسب بيان للناطق باسمه، ب"الرد الايجابي"للرئيس السوداني عمر البشير على دعم الأممالمتحدة لقوات الاتحاد الأفريقي في دارفور الذي عبّر عنه في رسالة سُلمت الى الأمين العام أول من أمس. وعبّر أنان عن أمله في"أن تطبق حزمة الدعم المقترحة بسرعة من خلال التشاور مع الاتحاد الأفريقي والتعاون الكامل من الحكومة السودانية". ورحب أنان أيضاً بما جاء في رسالة الرئيس البشير عن"استعداد الحكومة السودانية لمتابعة الحوار مع الأممالمتحدة للتوصل إلى حل قريب ودائم لأزمة دارفور". يذكر أن قيمة حزمة المساعدات التي اتفقت عليها الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي تُقدّر ب22 مليون دولار، وهي تتضمن أيضاً تزويد القوات الأفريقية معدات وارسال حوالي مئة موظف دولي الى دارفور.