قُتل ثلاثة أشخاص وجُرح 31 بانفجار شاحنة وسيارة مفخختين أمام مقرين أمنيين شرق العاصمة الجزائرية، في عملية تُعتبر الأكثر خطورة منذ سنوات. إذ نُفذّت بطريقة متقنة، وعكست امتلاك"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"التي يعتقد بأنها وراء التفجيرين، تجهيزات متطورة بينها تقنية تفجير السيارات المفخخة عن بُعد. ولفت خبراء في الشأن الأمني إلى أن الاعتداءين يؤشران إلى حصول تطور في إمكانات"الجماعة السلفية"ويعكس رغبتها في معاودة نشاطها بقوة، ربما ل"إثبات قوتها"بعد إعلان انضمامها إلى تنظيم"القاعدة". وأعلن بيان أصدرته المديرية العامة للأمن الوطني أن السلطات فتحت"تحقيقاً في القضية لمعرفة هوية الجناة والقاء القبض عليهم"، موضحاً أن التفجيرين اللذين هزا شرق العاصمة ليل الأحد - الاثنين نجما عن سيارة وشاحنة مفخختين وخلّفا ثلاثة قتلى بينهم امرأة و24 جريحاً. وأضاف البيان ان القتلى الثلاثة مدنيون، لكن هناك عناصر من الشرطة في صفوف الجرحى. ولفت إلى أضرار كبيرة في مقرات تابعة للأمن والمساكن المجاورة والسيارات. وأكد أن"مقري الشرطة اللذين استهدفهما الانفجاران يواصلان تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين وضمان أمنهم". وأعاق الهلع بين السكان عمل أجهزة الأمن وتمكن المسلحون من التغلغل بين المواطنين الذين كانوا يركضون في كل اتجاه، وفروا وسط الظلام. وأُفيد أن الشاحنة فُجّرت بهاتف نقال عن بُعد. وتسبب الانفجار في احتراق 20 سيارة وتضرر عدد كبير من المنازل في دائرة قطرها 500 متر، فضلاً عن تضرر مبنى الأمن في شكل كبير. وتوفي مدني كان يقف قرب موقع التفجير الذي كان من القوة بحيث ظن مواطنون انه"هزّة أرضية". وتزامن الهجومان مع محاولات قوات الأمن تفكيك"خلايا نائمة"للجماعة لوحظ أنها تنشط منذ أسابيع في ولايات غرداية 650 كلم جنوب وتيزي وزو 100 كلم شرق وبومرداس 50 كلم شرق.