أفيد أمس أن دركيين إثنين ومدنيين إثنين أحدهما آسيوي قُتلوا بتفجير يُشتبه بأن منفّذه «انتحاري» شرق العاصمة الجزائرية. وقُتل مسلحان في مطاردة أعقبت التفجير. ووقع الانفجار ليلة أول من أمس على مقربة من حاجز أمني في منطقة تميزار التابعة لبلدية عمال، الفاصلة بين ولايتي بومرداس والبويرة، شرق العاصمة الجزائرية. ويُعتقد أن وراء التفجير «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وهو وقع على الطريق الوطني الرقم خمسة الذي يربط وسط الجزائر بشرقها. وأفادت معلومات أن كثيرين أصيبوا في صفوف المدنيين في الحادث. وأوضحت مصادر أمنية ل «الحياة» أن «مجموعة إرهابية» فجّرت شاحنة مفخخة - يُشتبه في أن «انتحارياً» كان يقودها - في مكان «غير بعيد من حاجز أمني ثابت في تميزار». وتمر عبر الحاجز آلاف السيارات يومياً. وعادة ما يعرف هذا الطريق ازدحاماً كبيراً في حركة السير، ما رفع حصيلة الجرحى المدنيين (20 شخصاً) والخسائر المادية بسبب عدد السيارت التي تضررت. وأفادت حصيلة غير رسمية أن دركيين ومدنيين أحدهما صيني قتلوا في الهجوم، فيما جُرح ستة دركيين آخرين كانوا يسهرون على مراقبات السيارات المتوجهة إلى العاصمة أو التي تغادر إقليم الوسط. وموقع الحاجز يبعد بحوالى 100 كلم عن العاصمة الجزائرية، وهو ممر إجباري في غياب طريق آخر عدا الطريق السيّار شرق - غرب الذي لم تنته الأشغال فيه. وقال شاهد من تميزار: «سمعنا انفجاراً عنيفاً دوّى في حدود الساعة الحادية عشرة ليلاً تبعه إطلاق كثيف للرصاص». ويقع الحاجز أسفل جبال عالية بين غابات قدارة ومرتفعات الأخضرية، وهي منطقة غابية كثيفة تفصل بين ولايتي بومرداس والبويرة لكنها أقرب إلى الثانية ولا تبعد عنها سوى ب 40 كلم في حين يفصلها عن الأولى أكثر من 70 كلم. وأفادت معلومات لاحقة أن مسلحين كانوا يراقبون التفجير من مرتفع جبلي حاولوا النزول إلى موقع القتلى والجرحى لانتزاع أسلحة الدركيين، لكن قوات الأمن تصدت لهم وطاردتهم وقتلت إثنين منهم. وقال شاب كان قادماً من ولاية سوق أهراس في اتصال هاتفي ب «الحياة»: «للمرة الألف يثبت الإرهابيون أن المجتمع الجزائري هو المستهدف ... كنت أنقل العائلة ليلاً فراراً من زحمة المرور لكننا وقعنا في قلب عمل همجي دنيء». وتجري قوات الجيش حالياً عملية تمشيط واسعة في المنطقة. ويُشتبه بأن مجموعة مرتبطة ب «أمير سرية المريخ» ويدعى «نيش» هي التي تقف وراء الهجوم. وربط مراقبون بين التفجير الجديد وإعلان السلطات الجزائرية أول من أمس، في بيان رسمي، أن أجهزة الأمن «قضت على سبعة إرهابيين ليل الأربعاء - الخميس بقرية توغراست في دائرة ميزرانة» على بعد حوالى 40 كلم شمال شرقي تيزي وزو في منطقة القبائل. وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن الرجال السبعة قتلوا في عملية نفذت بناء على معلومات تلقتها قوات الأمن من شخصين يشتبه في انتمائهما إلى شبكة تدعم الارهاب كانت قد اعتقلتهما في وقت سابق. وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن ضبطت خلال العملية مجموعة من الأسلحة الآلية والذخيرة والمواد الغذائية وغيرها من المواد الطبية، مشيراً إلى أن هذه العملية كانت لا تزال متواصلة الخميس لملاحقة بقية أفراد المجموعة المسلحة.