تعرّضت قافلة للجيش الجزائري لهجوم وُصف بأنه «انتحاري» منتصف نهار أمس قرب زموري التي تبعد 12 كلم شرق ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة). وأفادت حصيلة أولية غير رسمية أن الهجوم خلّف ما لا يقل عن قتيلين وتسعة جرحى. وشهدت المنطقة الشرقية للعاصمة الجزائرية في اتجاه منطقة القبائل عمليتين منفصلتين، أمس، استهدفت الأولى فرقة متنقلة للشرطة القضائية في تيقزيرت التي تبعد 40 كلم شمال تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، في حين عُلم أن الهجوم الثاني نُفّذ بسيارة مفخخة ضد قافلة للجيش قرب زموري التي تتبع ولاية بومرداس. وأفاد شهود أن شاحنتين للجيش على الأقل تضررتا بفعل الهجوم «الإنتحاري». وقال شاهد ل «الحياة» إن «إنتحارياً كان يقود شاحنة صغيرة الحجم توجه مباشرة نحو القافلة وفجّر نفسه». وتباينت المعلومات عن حصيلة هجوم زموري، إذ ذُكر أنه لم يُسفر عن قتلى بل بعض الجرحى، لكن معلومات أخرى تحدثت عن مقتل ما لا يقل عن عنصرين وتسعة جرحى من الجنود. وزموري مدينة ساحلية تتمتع بقدرات سياحية كبيرة في الضاحية الشرقية لبومرداس، لكنها تشهد حضوراً مكثفاً لقوات الجيش باعتبارها أحد مواقع انتشار مسلحي فرع «القاعدة» المغاربي. ويُشتبه في أن «سرية زموري» التي تنشط في منطقة الوسط هي التي تقف وراء العملية. وتقول أجهزة الأمن إن السرية تضم حوالى «20 إرهابياً يعرفون المنطقة جيداً». وتشير تقارير إلى أن قائدها شخص يسمى «قوري» ويساعده شخص يدعى «هجرس». وقبل هجوم زموري، هاجمت مجموعة مسلحة في الساعات الأولى من الصباح فرقة متنقلة من الشرطة القضائية في تقزيرت شمال تيزي وزو. وأفيد أن الهجوم بدأ على الثكنة في حدود السابعة صباحاً باستعمال قذائف «هبهاب» (سلاح تقليدي). كما عمدت المجموعة المسلحة إلى تفجير قنابل تقليدية بمحاذاة الثكنة، وتلى ذلك اشتباك عنيف لم تُعرف نتائجه. ويأتي ذلك في وقت يشن الجيش عمليات عسكرية ضد معاقل جماعات مسلحة في منطقة القبائل. وأفيد أخيراً أن الجيش قتل عشرة مسلحين بينهم مسؤول الهيئة العسكرية ل «تنظيم القاعدة» الأمير السابق لمنطقة الوسط القيادي عبدالمؤمن رشيد المعروف باسم «حذيفة أبو يونس الجند» الذي كانت «سرية زموري» تخضع له مباشرة.