أعلنت اوروبا فشل المفاوضات مع طهران، وتركت البت في الملف النووي الايراني الى اميركا. ولا ريب في أن ضغوط البيت الابيض وتماسك المواقف الايرانية الواضحة هما وراء عجز اوروبا عن الاستمرار في المفاوضات. فأوروبا واميركا شنتا حرباً نفسية على إيران، ووحدتا مواقفهما، وأحالتا الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن الدولي. ولم تنتهج أوروبا وأميركا استراتيجية منطقية تأخذ في الحسبان إعلان ايران أن الطاقة النووية تخدم مصالحها الاقتصادية، وأن السلاح النووي لا يحمي أمنها الوطني. وبعد اختبار كوريا الشمالية النووي، وتعميق المستنقع النووي الأصفر في شبه القارة الكورية، بدأت اميركا حملة جديدة على الجمهورية الاسلامية لاستمالة الرأي العام العالمي. والحق أن فشل اميركا في منع تجربة كوريا الشمالية النووية، حمل الادارة الاميركية على فبركة اتهامات واهية عن علاقات سرية تربط بين طهران وبيونغ يانغ. ولم تحل عمليات التفتيش الواسعة على الانشطة النووية الايرانية، واجراءات تعزيز الثقة، دون إرسال الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي. وهذا دليل على فقدان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروعيتها، وضعف ذمتها القانونية والفنية. وبات في وسع ايران تعديل سياساتها، وتقويم ما إذا كان وقف تعاونها مع المفتشين الدوليين، والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، يخدمان مصلحتها. ولا شك في أن احتمال تعليق ايران نشاطها النووي، والعدول عن تطوير التكنولوجيا النووية ، ضعيف. وبات احتمال إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يفرض بموجبه عقوبات اقتصادية وتجارية ونفطية وعسكرية على ايران، وتوجيه اميركا ضربة عسكرية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، قوياً. عن د. محمد مهدي مظاهري ، "آفرينش" الايرانية ، 23 / 10 / 2006