بعد إحالة اميركا وحلفائها الملف الإيراني النووي الى مجلس أمن الأممالمتحدة، وصدور قرار يفرض عقوبات على ايران - وهو قرار ينتهك المعايير القانونية وميثاق وكالة الطاقة الذرية الدولية ونصوص معاهدة الحدّ من انتشار السلاح النووي - فجرت كوريا الشمالية قنبلة نووية، وفاجأت العالم. وسارع مجلس الأمن الدولي في الرابع عشر من تشرين الاول أكتوبر 2006، الى إصدار قرار، بالاجماع، يدين التجربة النووية الكورية الشمالية، ويفرض عقوبات على بيونغ يانغ. وقال مسؤول كوري شمالي رفيع قبل ساعات من صدور القرار، ان"فرض عقوبات على بلاده يزيد تعقيد الاوضاع"، وتوعد أميركا بتنفيذ تهديدات بلاده. وفي 18 آذار مارس 2004، كان محمد البرادعي رفع تقرير مفتشي وكالة الطاقة الدولية الذرية الى مجلس الامن، وطالبه بمحاسبة كوريا الجنوبية على انتهاكها نص معاهدة الحد من الانتشار النووي. ولكن اميركا وبعض الدول الاوروبية لم تسمح بالتحقيق في الموضوع، ولا بإدراجه في جدول أعمال مجلس الأمن. فكوريا الجنوبية تجاري المجتمع الدولي. وهي على وفاق مع أميركا وحلفائها. وصادف غض نظر المجتمع الدولي عن مخالفة كوريا الجنوبية معاهدة الحد من الانتشار النووي عثور مفتشي الوكالة الدولية على ملغ من البلوتونيوم بالمنشآت النووية الايرانية. واعترضت أميركا والاتحاد الاوروبي على أعمال ايران، واعتبرت أن هذه الاخيرة خرجت على نص معاهدة الحد من الانتشار النووي. ولم يقم الغرب وزناً لتوضيحات طهران الموثقة والبينات البائنة على سبب استخدام هذا البلوتونيوم. وعلى خلاف ما حسبت أميركا وحلفاؤها، اختبرت كوريا الشمالية القنبلة النووية. فلام عدد من الدول أميركا على انحيازها، وتقديمها الملف الايراني على الملف الكوري. ولا ريب في أن اضطراب تقسيم المعسكرات السياسية في العالم، على أثر تجربة بيونغ يانغ النووية، هو وراء إسراع اعضاء مجلس الأمن الدولي الى إدانة كوريا الشمالية، وفرض عقوبات عليها. ونشرت صحيفة رسمية خليجية في بلد مقرب من الولاياتالمتحدة افتتاحية تنتقد موقف الدول العربية السلبي من تجربة كوريا الشمالية النووي. فالسلاح النووي حق قانوني لبيونغ يانغ، ورد مناسب على السياسات الغربية الخاطئة. ونددت الصحيفة بتجاهل الغرب معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي. ودعت الدول العربية الى الانسحاب من هذه المعاهدة النووية، والى صنع السلاح النووي. والتساؤل عن أوان وقت خروج ايران من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي مشروع. فهذه المعاهدة لم تعد سارية بعد استغلال اميركا لها، وفرضها الخوات على الدول. وفي الاعوام الثلاثة الاخيرة، بات المجتمع الدولي على ثقة من أن ايران الاسلامية لا تسعى الى حيازة الأسلحة النووية. ولن تكون ثمرة التردد في الانسحاب من هذه المعاهدة الدولية الباطلة إلا الندم. عن حسين شريعتمداري رئيس التحرير، "كيهان" الايرانية، 16 / 10 / 2006