قدر الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد عدد العمال الفلسطينيين العاطلين من العمل بما يزيد على 470 ألف عامل. وقال سعد في لقاء لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الفقر عقد في نابلس أول من أمس، إن عدد العمال الذين يعملون داخل الخط الأخضر في شكل غير قانوني ومن دون تصاريح يزيد على 87 ألف عامل. وأعرب عن خشيته من انضمام هؤلاء العمال غير الشرعيين إلى جيش العاطلين من العمل في فلسطين لدى انتهاء إسرائيل من إكمال بناء الجدار العازل في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية. والمعروف أن هؤلاء العمال هم غير أولئك الذين يعملون في إسرائيل بموجب تصاريح عمل ويدخلون عبر المعابر الشرعية ببطاقات ممغنطة. ويتسلل هؤلاء العمال الذين يوصفون بغير الشرعيين عبر الخط الأخضر للعمل في إسرائيل، وهم بالتالي يعملون لقاء أجور منخفضة ولا يحصلون على أي حقوق، فضلاً عن تعرضهم لإجراءات تعسفية من قوات الأمن الإسرائيلية. وشارك في اللقاء الذي أقيم في مقر اتحاد النقابات في المدينة إلى جانب سعد، عدد من الفعاليات الاقتصادية وممثلون عن فعاليات ومؤسسات وطنية وإسلامية. وكان هذا اللقاء واحداً من عدد من اللقاءات التي نظمت في أكثر من مدينة فلسطينية لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الفقر. وحذر سعد من ارتفاع ظاهرة الفقر في مناطق شمال الضفة الغربية عما هي عليه في وسطها وجنوبها. وقال إن الجهاز المركزي للإحصاء يشير إلى أن نسبة الفقر في فلسطين تجاوزت 58 في المئة وأن نسبة الفقر في قطاع غزة وصلت إلى أرقام قياسية، وقدرها بنحو 66 في المئة. وعزا ذلك إلى إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التعسفية المتمثلة في بناء الجدار العازل وسياسة الإغلاق التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تمنع العمال الفلسطينيين من الدخول إلى داخل الخط الأخضر في صورة نهائية وتوقف مساعدات العمال. ودعا القوى والمؤسسات الوطنية إلى توجيه نداء للمطالبة بوضع حد للفقر، محذراً في الوقت ذاته من استغلال بعض الجهات للدعم المادي المقدر بالملايين الذي تتلقاه، نتيجة ادعائها تنفيذ مشاريع تنموية للحد من مشكلة الفقر في فلسطين. وطالب بعقد مؤتمر تشارك فيه الجهات والمؤسسات ذات العلاقة المباشرة للحد من هذه الظاهرة، إلى جانب منظمات دولية للاستفادة من برامجها وخططها، مشدداً على أهمية تفعيل دور اللجنة الوطنية ونشاطاتها لمكافحة الفقر. وأكد أن الاقتصاد الفلسطيني بات على وشك الانهيار، مشيراً إلى هجرة الصناعات وأصحاب رؤوس الأموال إلى الخارج بسبب الظروف الراهنة وعدم وجود أفق سياسي محدد. وقال إن انقطاع الرواتب سيؤدي إلى تدمير بنية الاقتصاد الفلسطيني حيث تحولت مدينة نابلس، التي كانت على الدوام العاصمة الاقتصادية لفلسطين، إلى عاصمة للبؤس والفقر.