على رغم زيادة عدد الأفلام السينمائية الجاهزة للعرض خلال موسم عيد الفطر المبارك والذي يصل الى أكثر من 25 فيلماً لن تشهد دور العرض المصرية سوى القليل منها ما لن يتجاوز الستة أفلام مع أن شاشات العرض التي تنتظر الأفلام يصل عددها إلى 250 شاشة عرض سينمائي. ويبدو أن الصراع بين أكبر شركتي إنتاج وتوزيع وهما"الفن السابع"التي تضم مجموعة شركات"أوسكار"،"الماسة"و"أفلام النصر"، والشركة"العربية للانتاج والتوزيع"وترأسها إسعاد يونس، هو ما أدى إلى خفض عدد الأفلام التي ستعرض، فقد احتكرت"الفن السابع"105 دور عرض لفيلميها"ثُمْن دستة أشرار"و"عبده مواسم"ما يجعل دور العرض المتبقية غير قادرة على تغطية كل هذا الكم من الأفلام. ولكن المؤشرات الأولية وأسماء الأفلام سواء التي ستعرض أو الجاهزة للعرض تؤكد أن الغلبة للأفلام التجارية الاستهلاكية القائمة على البطولات الجماعية، وأول هذه الأفلام"عبده مواسم"بطولة محمد لطفي وعلا غانم وميرنا المهندس ومها أحمد ووحيد سيف وهو عن قصة أحمد ثابت وإخراج وائل شركس. وتدور الأحداث حول شاب يدعى عبده يعيش في حي شعبي، ويقرر أن يعمل في الكثير من الأعمال الموسمية كيلا يستسلم للمشاكل المحيطة به وخصوصاً مشكلة البطالة. ومن هنا يلقبه أهله وجيرانه بعبده مواسم، إلا أنه في الوقت نفسه يعشق الملاكمة ويمارسها منذ صغره ويتحول إلى بطل في اللعبة بمساعدة باحثة تعد رسالة الدكتوراه الخاصة بها عن فكرة البطل الرياضي. الفيلم يحاكي في جزء من تفاصيله حياة الفنان محمد لطفي الحقيقية، فهو عاشق للملاكمة، واكتشفه بالمصادفة المخرج خيري بشارة الذي أسند إليه أدواراً متنوعة في عدد من أفلامه مثل"أمريكا شيكا بيكا"و"كابوريا"، ويراهن لطفي على فيلمه هذه المرة متمنياً اكتساب جماهيرية وشعبية خصوصاً بعد فشل"كذلك في الزمالك"الذي قام ببطولته قبل سنوات وعاد من بعد الى تقديم الأدوار الثانية. والفيلم الثاني هو"عليَّ الطرب بالثلاثة"وهو ثاني أفلام نجم ستار أكاديمي محمد عطية. وتدور الأحداث حول ثلاثة مطربين من مستويات اجتماعية مختلفة هم عطية وريكو وسعد الصغير، حيث يسير الفيلم في إطار استعراضي غنائي وتشترك فيه الراقصة دينا وريهام عبدالغفور والكوميديان حجاج عبدالعظيم. والفيلم من تأليف أحمد عبدالله، وإخراج أحمد البدري ومن خلال قصص الأصدقاء المتقاطعة، وأحلامهم في الحياة نرى"الصراع الطبقي"داخل المجتمع المصري - بحسب توصيف مؤلف الفيلم - ولكن التركيبة الحقيقية للفيلم لا تقول ذلك بأي حال من الأحوال، خصوصاً أن سعد الصغير وريكو أصبحا يشاركان في الأفلام من منطلق أنهما يجلبان الحظ ولهما جماهيرية في المناطق والأحياء الشعبية. وعلى النقيض من الفيلمين السابقين يأتي فيلم"ثمن دستة أشرار"البطولة الأولى للنجم محمد رجب الذي يشاركه كل من ياسمين عبدالعزيز وخالد صالح الذي بات القاسم المشترك لمعظم الأفلام في السنوات الأخيرة والذي يتخاطفه نجوم السينما الشباب. وتدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي - كوميدي - أكشن حول شاب يدعى"مايو"وهو نصاب محترف يخوض الكثير من المغامرات خلال أحداث الفيلم التي تنتهي بمفاجأة غير متوقعة. والفيلم عن قصة وائل عبدالله وسيناريو وحوار خالد جلال وإخراج رامي إمام. و"ثمن دستة أشرار"من أكثر الأفلام المرصود لها دعاية ضخمة. أما الفيلم الرابع الذي تأكد عرضه في عيد الفطر فهو الفيلم الاجتماعي"لعبة الحب"الذي حصل بطله خالد أبو النجا على جائزة التمثيل من مهرجان الاسكندرية الأخير، وتشاركه البطولة هند صبري وبشرى. والفيلم هو التجربة الإخراجية الأولى للمخرج محمد علي الذي عمل مساعداً للمخرج يوسف شاهين لفترة طويلة. ومن الأفلام المرشحة للمنافسة أيضاً فيلم"أبيض وأسود"من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج أحمد سمير فرج في أولى تجاربه الإخراجية وهو ابن مدير التصوير سمير فرج والبطولة لمصطفى شعبان والمطربة اللبنانية مايا نصري. ومن خلال فيلم"مهمة صعبة"يعود المذيع طارق علام الى السينما بعد غياب سنوات عدة وتشاركه البطولة مروى اللبنانية وعلا غانم. والفيلم من إخراج إيهاب راضي. نلاحظ أنه على رغم فشل تجارب طارق علام السينمائية ومنها"الأجندة الحمراء"و"الكافيير"إلا أنه يصر على التمثيل ويجد من ينتج ويخرج ويؤلف له. وفي إطار الأفلام الكوميدية الخفيفة التي يمكن أن تنسى بسهولة يرشح للعرض فيلم"العيال عايزة إيه"بطولة منة فضالي ودينا والمطرب طه، وفيلم آخر موقّع باسم"طاطا سايق العباطة"وهو أول بطولة سينمائية لشريف نجم ابن الفنان الكوميدي المصري محمد نجم بمشاركة شعبان عبدالرحيم ومن إخراج كريم جمال الدين. أفلام مؤجلة هناك طبعاً أفلام أخرى جاهزة للعرض، إلا أن أصحابها فضلوا تأجيل عرضها إما لمواسم أخرى أو لمشاركتها في المهرجانات السينمائية المقبلة. ومن هذه الأفلام"قص ولزق"تأليف وإخراج هالة خليل وبطولة فتحي عبد الوهاب وشريف منير وحنان ترك وهو من إنتاج"نخيل"التي يرأسها يوسف الديب، وتم إرساله من جانب المنتج الى مهرجاني دبيوالقاهرة. الحال نفسها بالنسبة الى فيلم"استغماية"التجربة الإخراجية الأولى لعماد البهات أحد مساعدي شاهين لسنوات طويلة وهو تجربة تختلف كلياً عن بقية الأفلام. فالبطولة فيه لمجموعة من الوجوه الجديدة وسيناريو الفيلم كان حصل على الجائزة الأولى من مهرجان قرطاج السينمائي. أما فيلم إيناس الدغيدي"ما تيجي نرقص"والذي كان مرشحاً للعرض في موسم عيد الفطر فقد فضلت تأجيله حتى تحسم مسألة مشاركته في مهرجان القاهرة من عدمه، خصوصاً أن رئيس المهرجان الدكتور عزت أبو عوف يشارك يسرا وهالة صدقي بطولة الفيلم. وإضافة إلى الأفلام السابقة هناك أفلام جاهزة للعرض ولكن منتجيها لا يعرفون موقفها من التوزيع حتى الآن. ومن هذه الأفلام"كامل الأوصاف"بطولة عامر منيب وحلا شيحا وتأليف أحمد البيه وإخراج أحمد البدري، وفيلم"علاقات خاصة"للمخرج إيهاب لمعي ويقوم ببطولته الكثير من الوجوه الجديدة و"صباحه كدب"لأحمد آدم وأميرة العايدي، وفيلم"آخر الدنيا"بطولة نيللي كريم ويوسف الشريف وإخراج أمير رمسيس و"2 في الكلبش"بطولة بوسي سمير وعبدالله مشرف. وللأسف واضح أن زيادة حجم الانتاج لا تحمل شيئاً جديداً. فالأفلام في معظمها ترفع شعار اللعبة التجارية ولا تقدم جديداً سوى الاستخفاف والاستظراف من نجوم أصبحوا يفرضون علينا فرضاً.