احتدم السجال مجدداً بين طهران وتل أبيب، على خلفية الضغوط لإجبار ايران على وقف برنامجها النووي بنبرة تصل حد التهديد، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت:"على ايران ان تخاف من عواقب أفعالها ومن ان يحصل ما لا ترغب فيه"، واعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الدولة العبرية"كيان مصطنع لن يتمكن من البقاء". وصعّد نجاد مع اسرائيل، بما يذكّر بدعوته قبل شهور الى"محوها من الخريطة"، محذراً الدول الكبرى من انها قد تواجه مصير"فرعون ونمرود". ونقلت صحيفة"هآرتس"عن اولمرت قوله في ختام زيارته لموسكو، والتي كرس الجزء الأكبر منها لحض الكرملين على التشدد مع طهران، ان لا شك لديه في تفهّم روسيا الموقف الاسرائيلي، وأنها"قلقة أيضاً"من سلاح نووي في يد ايران. وأضافت الصحيفة ان اولمرت أوضح لكبار المسؤولين الروس ان على ايران التحسب لنتائج أفعالها، رافضاً الخوض في التفصيل، وزاد:"لن أشير إلى قضايا حساسة، وماذا كنا سنفعل، ولكن على الإيرانيين أن يخافوا". وأكد ان إسرائيل لن تسلم أبداً بوجود سلاح نووي في يد ايران"وهذه مسألة جوهرية وليس أمامنا أي هامش للخطأ او أي فرصة لارتكاب خطأ". واستدرك"لا أمل بمنع ايران من الوصول الى قدرات نووية اذا لم تخف". وتساءل معلق الشؤون الأمنية في الصحيفة امير اورن الذي كان بين الصحافيين المرافقين لأولمرت في موسكو، هل تحمل تصريحاته"بذور ضربة عسكرية إسرائيلية استباقية"؟ وكتب ان هذه التصريحات هي"التهديد الأبعد مدى الذي يطلقه زعيم إسرائيلي في قضية التسلح النووي الإيراني"، مشيراً الى أهمية إطلاق تلك التصريحات في روسيا تحديداً، بعدما تبين لتل ابيب ان القناة الرئيسية التي غذت البرنامج النووي الإيراني كانت"باكستانية لا روسية"، خلافاً لما اعتقده الإسرائيليون طيلة سنوات. في المقابل، اعتبر احمدي نجاد في خطاب بثه التلفزيون امس، ان"وجود الكيان المحتل للقدس أسوأ حدث واجه العالم"، مضيفاً ان وجود هذا"الكيان المصطنع في الشرق الأوسط وقلب العالم الإسلامي يشكل اكبر إهانة للكرامة الإنسانية". ووصف الرئيس الإيراني مؤسسي هذا الكيان بأنهم"عصابة من المجرمين الدوليين"، معتبراً بأن هدفه"إضاعة حقوق الشعوب". وكشف في شكل غير مباشر"شروطاً غربية"للاعتراف بإسرائيل والتعاون معها"قبل إبرام ايران أي صفقة تجارية او صناعية مع أي دولة". وتابع احمدي نجاد:"هذا الكيان المفروض والظالم والمستعمر للشعوب، لا يمكن ان يستمر في الحياة... حتى بعد مرور مئات السنوات، فإن شعوب المنطقة والعالم لن تعترف به رسمياً، وعلى الأطراف الذين يدعمونه ان يعلموا انهم شركاء في كل الجرائم التي يرتكبها". وفي اشارة الى الولاياتالمتحدة، حذر احمدي نجاد الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل من ان"مرحلة سيادتها هذه الدول، انتهت"، وقال:"قريباً ستحتفل الشعوب بسقوطهم ، لسنا مسرورين بذلك ولا نقبل به، لذلك ننصحهم بالتخلي عن هذه التصرفات". وتساءل:"لماذا لا يجربون طريق الصداقة مع الشعوب؟"، مشيراً الى ان"من يواجه دعوة الحق سيكون مصيره كمصير فرعون ونمرود".