الحديد معدن مهم للجسم، فهو يدخل في تركيب خضاب الدم الهيموغلوبين الموجود في قلب الكريات الحمر، وفي تركيب المايوغلوبين في العضلات، وفي تركيب الكثير من الأنزيمات التي تقوم بوظائف أساسية في مختلف الأعضاء. يحتوي جسم الانسان على كمية قليلة من الحديد، وجزء من هذا الأخير يتخلص منه الجسم يومياً، ولهذا لا بد من تعويضه بتناول الأغذية الملائمة لتفادي أي نقص محتمل فيه، وبالتالي منع حدوث عواقب صحية لا لزوم لها. وتتراوح كمية الحديد الكلية في جسم الانسان البالغ بين 3 وپ5 مليغرامات، ويتم امتصاص الحديد من الغذاء عند عبوره في الأمعاء، وبالتحديد في الاثني عشر والصائم، وهناك عوامل تساعد على امتصاصه مثل الفيتامين ث، وحامض كلور الماء المعدي والنحاس، والفيتامين أ، والفيتامين ب. في المقابل هناك عوامل تعرقل من امتصاصه، من بينها معدن الفوسفات، وفرط افراز القلويات من غدة البانكرياس، وبعض الأمراض والعمليات الجراحية التي تجرى على المعدة والأمعاء، وتوافر كميات فائضة من معدن الزنك والفيتامين ه، وحامض التانيك الشاي، وحامض الفايتيك السبانخ. ان نقص الحديد في الجسم يؤدي الى الاصابة بفقر الدم، الذي يحدث عادة نتيجة نقص الوارد من الحديد بسبب تناول أغذية فقيرة به، لكن هناك أسباباً أخرى قد تؤهب لحدوث فقر الدم بنقص الحديد مثل النزوف الهضمية، والنزف المفرط خلال مجيء العادة الشهرية عند المرأة والحمل، وتناول أغذية غنية بالفوسفات والقرحة الهضمية، والافراط في شرب القهوة والشاي، وتناول المضادات الحيوية لفترة طويلة، والعقاقير غير الستيروئيدية، وبعض الأمراض المعوية المزمنة، والبواسير وسرطان المعدة والاصابة بالدورة الكلابية. ويتظاهر فقر الدم بنقص الحديد بعوارض شتى، مثل شحوب الوجه اللافت للنظر، والتعب لأقل جهد، ونقص الشهية على الطعام والدوخة وسرعة الغضب وزيادة ضربات القلب والصداع والآلام في الصدر وصعوبة التنفس والطنين والتبدل في مذاق الأطعمة، وفي حال استمرار فقر الدم بنقص الحديد لفترة طويلة تظهر بعض العلامات الواسمة مثل تقصف الأظافر وصعوبة البلع والالتهابات في اللسان وزوايا الفم. ويؤثر نقص الحديد أكثر في نمو الطفل، وقد سبق لباحثين من جامعة ميشيغان الأميركية أن أوضحوا ان الأطفال الذين تقل عندهم معدلات الحديد يتأخرون في النمو مقارنة بأقرانهم الذين حصلوا على ما يكفيهم منه، والأخطر من هذا أن العلماء بينوا أن الأطفال الذين عانوا من نقص الحديد سيتأخرون في النمو حتى ولو عولجوا، من هنا أهمية منع تعرض الطفل لنقص الحديد بأي ثمن، فوجود الحديد بمعدل جيد في جسم الطفل يجعله ينمو في شكل طبيعي، ويعزز من امكاناته لمقاومة الظروف العائلية السيئة، ويؤدي الى تحسين قدراته العقلية، ويزيد من مهاراته الذهنية، ويسمح بتعزيز الجهاز المناعي للطفل بحيث يصبح قادراً على مواجهة الأمراض الانتانية التي تتربص به شراً. ويوجد الحديد في الطعام بأحد شكلين: الحديد الهيمي، والحديد اللاهيمي، والأول يوجد في عالم الحيوان، أي اللحوم والأسماك. أما النوع الثاني الحديد اللاهيمي، فيتوافر في النبات والحليب ومشتقاته والبيض. ويدخل جسم الشخص يومياً ما يعادل 15 الى 20 ميليغرماً من الحديد ولكن الجسم لا يستطيع امتصاص سوى 10 في المئة منها. وتتباين قدرة الفرد على امتصاص الحديد بحسب نوع الطعام. وفي الختام تبقى بعض الملاحظات حول الحديد: 1 - ان الشبان والنساء في سن الانجاب هم اكثر الفئات احتياجاً للحديد، وكذلك الحوامل أيضاً. 2 - ان أهم الأغذية الغنية بالحديد هي بحسب التسلسل الآتي: لحم الحمام، الخميرة، النقانق السود، الكاكاو، لحم الأرنب، كبد الدواجن، طحين فول الصويا، رشيم القمح، كبد العجل، العدس، أصداف البحر، قلب العجل، الفستق، صفار البيض، لحم البقر. 3 - يجب تناول الحمضيات مع الطعام لغناها بالفيتامين ث الذي يشجع على امتصاص الحديد. 4 - ان تناول كميات كبيرة من الحبوب والبيض والشاي والجبن يمكن أن ينقص من امتصاص الحديد. 5 - يجب شرب القهوة والشاي بعيداً من الوجبات لأنهما يعرقلان امتصاص الحديد.