فقر الدم في اللغة اللاتينية يعني غياب الدم"انيميا"، ولكن هذا التعبير مبالغ فيه إن لم نقل غير صحيح. ففقر الدم يعني بكل بساطة ان الكريات الحمر في الدم لا تستطيع نقل ما يكفي من الأوكسجين لسد احتياجات الجسم. والمعروف ان الخلايا الحمر تحتوي في قلبها على مادة بروتينية مهمة تتولى تثبيت الأوكسجين عليها لحمله الى مختلف انحاء الجسم وهذه المادة تعرف باسم"هيموغلوبين"، او خضاب الدم. في الحال العادية، يبقى خضاب الدم في حدود ثابتة متعارف عليها، وعند نزوله عن حد معين يقال ان الشخص مصاب بفقر الدم. والأمهات الحبالى غالباً ما يتعرضن لفقر الدم نتيجة سحب الجنين لما يلزمه من معدن الحديد من امه، وهو سيأخذ حاجته من الحبلى شاءت ام ابت لأنه في حاجة ماسة إليه من اجل صنع الكريات الحمر الخاصة به خلال الحمل. تحتاج المرأة في طور البلوغ الى 15 ملغراماً من الحديد، وفي سن اليأس يلزمها 10 مليغرامات في اليوم. اما عند المرأة الحبلى فتقفز هذه الحاجة الى 30 مليغراماً يومياً وهذه الكمية من الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً تأمينها من طريق الغذاء. من هنا فإن الأطباء ينصحون الأمهات المقبلات على الحبل بأن يأخذن كميات داعمة من الحديد. يزداد حجم مصل الدم عند الحامل بمعدل 50 في المئة، بينما تزداد الكريات الحمر بنسبة 25 في المئة مما يؤدي الى هبوط نسبة خضاب الدم في الكريات الحمر. وهذه التبدلات الفيزيولوجية تجعل الأم الحبلى عرضة للإصابة بفقر الدم الذي يتمظهر بالعوارض الآتية: * شحوب الوجه اللافت للنظر. * التعب والإرهاق لأقل جهد. * نقص الشهية على الطعام. * الدوخة وسرعة الغضب. * زيادة ضربات القلب. * الصداع وآلام في الصدر في حالة فقر الدم الشديد. إن فقر الدم بنقص الحديد غالباً ما يداهم النسوة اللواتي دخلن عالم الحبل وهن يعانين من شح في مخزون الحديد عندهن بسبب توافر اجواء تهيئ لوقوعه مثل النزوف الطمثية الغزيرة، او الحمول المتكررة من دون اخذ محطات استراحة، او بكل بساطة نتيجة تناول اغذية فقيرة بالحديد. ويؤدي فقر الدم بنقص الحديد الى تشكل كريات حمر صغيرة ناقصة الخضاب. ويعالج فقر الدم بنقص الحديد بناء على التوصيات التالية: 1- تناول اغذية غنية بالحديد وأهمها كبد الدجاج وأصداف البحر واللحم والحبوب الكاملة والبقول والأسماك. 2- تحاشي الاعتماد على اكل الخضار فقط فهذا السلوك يشجع على الإصابة بفقر الدم، ويطاول النقص عنصراً آخر هو الفيتامين"ب12"الذي يعتبر اساسياً لانقسام الخلايا ونموها، وهذا الفيتامين لا يتوافر إلا في المنتجات الحيوانية. 3- استهلاك الأغذية الغنية بالفيتامين"ث"لأن هذا الأخير يسهل ويساعد في امتصاص عنصر الحديد من جانب الأمعاء. 4- تناول الحديد دوائياً اذا لزم الأمر بناء على وصفة من الطبيب المعالج. الى جانب فقر الدم بنقص الحديد، هناك نوع آخر من الفقر قد يحصل خلال فترة الحبل هو فقر الدم بنقص حامض الفوليك وينتج عنه كريات حمر كبيرة الحجم ناقصة الخضاب. ان احتياجات الحامل من حامض الفوليك تصل الى الضعف خلال مدة الحمل اذ تقفز من 400 ميكروغرام الى 800 ميكروغرام، وهناك عوامل عدة يشجع وجودها على استيطان فقر الدم بحامض الفوليك منها: الحبل التوأمي وسوء الامتصاص المعوي والأدوية المضادة للصرع والأمراض الإنتانية الحادة. وعلى الحبلى ان تتحاشى نقص فيتامين حامض الفوليك لأن العواقب على الجنين وخيمة للغاية، فالنقص يخلف تشوهات عقلية وعصبية. لهذا فالمتعارف عليه حالياً هو تزويد الحبلى بالفيتامين منذ بداية الحبلى لا بل قبل ذلك أي قبل وقوع الحبل. يوجد حامض الفوليك في اغذية متنوعة: - بعض انواع الخميرة. - رشيم القمح والنخالة. - فول الصويا. - الجوز والبندق والذرة. - الخضار الورقية الخضر. - عصير البرتقال. - كبد الدجاج وصفار البيض. - الأجبان.