معاناة طلبة وأساتذة"جامعة الانبار"مضاعفة تفوق ما يعانيه الطلبة في جامعات العراق الأخرى. فهذه الجامعة توشك اليوم على الانهيار أمام ضغوط الجماعات المسلحة المتشددة من جهة، والقوات الاميركية من جهة أخرى، أما الطلبة الذين يسكنون في الانبار وجامعاتهم في بغداد فإن معظمهم اضطر خلال هذه السنة إما إلى تأجيل العام الدراسي، أو الانتقال إلى جامعات في محافظات سنية مثل تكريت والموصل، وذلك اثر ازدياد حوادث القتل والخطف التي تعرض لها طلبة وأساتذة الجامعات، ويقول خالد محمد طالب في المرحلة الثالثة قسم المكائن والمعدات في الجامعة التكنولوجية في بغداد وهو من الفلوجة، ان الجامعة شهدت منذ بداية هذا العام تصعيداً واضحاً في وتيرة الاغتيالات والتهديدات الطائفية الطابع والتي تحمل الطلبة من أهل الأنبار القسط الأوفر منها، إذ قتل وخطف في الجامعة التكنولوجية وحدها ما يزيد عن الثلاثين طالباً، فيما تسلم العشرات تهديدات بالقتل. مثل الرسالة التي تسلمها عبدالوهاب رزوقي من الفلوجة تنذره بعدم الدوام في الكلية ولكنه اضطر إلى الذهاب ليؤدي الامتحان وما ان خرج من القاعة حتى خطف وأربعة من زملائه، وبعد أسبوع عثر عليه أهله في مشرحة الطب العدلي مفقوء العينين ومقطوع اليدين وممثلاً به. ولم يجرؤ خالد الذي تلقى تهديداً مماثلاً على الذهاب الى تسلم النتيجة لخشيته من الميليشيات. وأضاف خالد ان"ميليشيات مسلحة باتت تسيطر على الجامعة التكنولوجية بشكل تام، وتبنت حملة اغتيالات وخطف ذهب ضحيتها عدد من الأساتذة وعشرات الطلبة". وزاد:"لقد اتخذت قراري بالانتقال خلال هذه السنة إلى جامعة تكريت أو جامعة الموصل بعدما تضعضعت جامعة الانبار أمام تهديدات الجماعات المتشددة، من جهة والقوات الأميركية من جهة أخرى، غير أنني متردد بسبب ما ينطوي عليه الذهاب الى الجامعة ذاتها لإكمال معاملة الانتقال". وأيد رباح العبيدي، أستاذ مساعد في قسم الحاسبات في الجامعة التكنولوجية أيضاً، ما ذهب إليه خالد مؤكداً أن"الأساتذة السنة في الجامعة التكنولوجية مهددون بالتصفية وهو بينهم. وقال:"لقد فوجئت بوجود اسمي في موقع على الإنترنت ضمن قوائم بأسماء كفاءات يجري العمل على تصفيتها من فصيل الانتقام التابع لإحدى الميليشيات المعروفة والمتنفذة في الدولة التي لها مقرات علنية"فتقدم بطلب الى الوزارة لنقله إلى جامعة الانبار. وينسحب ما يحدث في الجامعة التكنولوجية على معظم كليات بغداد التي صار الطلبة من أهل الأنبار فيها أهدافا للميليشيات. سيف سعدي، الطالب في المرحلة الثانية في كلية المأمون، يقول انه قرر الانتقال إلى جامعة الانبار بعدما عثر على جثتي اثنين من الطلبة قرب الجامعة، ويضيف:"ولكنني وجدت أن ما يواجهني في جامعة الانبار من مخاطر لا يقل عما واجهته في بغداد مع اختلاف في الصيغة والأسباب، فاضطراب الوضع الأمني وتحول مدينة الرمادي إلى ساحة للاقتتال بين الجماعات المسلحة والقوات الأميركية عرض الجامعة لضغوط كبيرة من طرفي النزاع، وقد خسرت هذه الجامعة بفعل هذه الاوضاع الكثير من طلبتها وأساتذتها، على يد القناصة الأميركيين أو خلال المواجهات، كما أن القوات الأميركية أغلقت معظم الطرق المؤدية إلى الجامعة، وكثيراً ما يتم قطع الطرق المؤدية اليها بحيث يعجز الطلبة حتى ايام الامتحانات عن الوصول اليها، فضلا عن اقتحامها كما حدث بالنسبة الى كلية الطب اكثر من مرة. والاستيلاء على عدد من الكليات، خصوصاً كلية الزراعة". وأكد أن"الجماعات المتشددة وتحديدا تنظيم"القاعدة"تزايدت تدخلاته في شؤون الجامعة وبات يفرض رقابة على الحياة فيها ومنع الاختلاط بين الطلبة. وظهرت في الجامعة منشورات تحذر الطلبة والأساتذة من الدوام في السنة الدراسية الحالية ما يدل على وجود نية لدى هذه الجماعات لتدمير الجامعة". ويؤكد الدكتور خ. ر من جامعة الانبار أن تهديدات وزعت قبل مطلع العام الدراسي على شكل ملصقات ولافتات تحذر الطلبة والأساتذة من الدوام في الجامعة.