طالب رئيس اساقفة العراق البطريرك عمانوئيل دلي المرجعية الشيعية العليا في النجف بالتدخل لوقف الاعتداءات والانتهاكات والضغوط التي تمارسها جماعات مسلحة على المسيحيين في وسط العراق وشماله، وقال ل"الحياة"ان"كل المرجعيات الدينية الاسلامية ترفض هذه الاعتداءات وتندد بالضغوط التي يمارسها البعض ضد المسيحيين"، مشيراً الى وجود جماعات مسلحة بدأت تفرض ارتداء الحجاب والملابس الاسلامية ونوع قصة الشعر على المسيحيات القاطنات في بغداد والموصل وغيرها. ولفت البطريرك دلي الى ان شعارات كثيرة رفعتها هذه الجماعات أبرزها"الحجاب او التيزاب"مادة حارقة و"لا مسيحية في العراق بعد اليوم"و"لا تشتروا بيوت المسيحيين، فغداً ستأخذونها مجاناً". وأوضح ان مسيحيي العراق يعيشون مع المسلمين منذ قرون طويلة وتربطهم علاقات ود واخوة متينة، وما تعرض له عموم العراقيين لم يستثن المسلم أو المسيحي او الصابئي، وكلهم كانوا عرضة للاذى على حد سواء. واكد دلي ان موجة العنف في الموصل لم تتوقف عند المسيحيين، بل طاولت المسلمين وغيرهم، وان كل المراجع الدينية السنية والشيعية، تجمع على رفض هذه السلوكيات وتنفي وجود رابط بينها وبين الدين الاسلامي. واشار الى ان عدد المسيحيين في العراق يتجاوز ال750 الف شخص، وان 10 في المئة منهم هاجروا الى دول اخرى بسبب الفوضى والانفلات الامني. واكد دلي ان المرجعيات المسيحية طالبت المرجعيات الدينية الاسلامية، بطرفيها السني والشيعي، بحض مقلديها ومريديها على وقف موجة العنف ضد المسيحيين وتذكيرهم بالاخوة المسيحية - الاسلامية من خلال خطب الجمعة في المساجد والحسينيات وتوعيتهم بالانعكاسات السلبية لمثل هذه الممارسات ودورها في اشعال فتنة طائفية بين الديانتين.