سلط منح جائزة نوبل للسلام مناصفة الى"رمز مكافحة الفقر"المصرفي البنغالي محمد يونس ومصرفه المتخصص باقراض الفقراء"غرامين بنك"، الضوء على أهمية معالجة الرابط بين الفقر والامن العالمي واعطى دفعة أمل بأن هذه المعالجة قد تساعد في ازالة احد اسباب الارهاب الذي يترعرع في ظل الفقر والحرمان. وقال اولي دنبولت مجويس، رئيس لجنة نوبل النروجية، في بيان اوضح فيه اسباب اختيار الفائز لهذه السنة، من بين 191 مرشحاً، ان"تحقيق السلام الدائم لن يكون ممكناً من دون منح مجموعات كبيرة من السكان وسائل التخلص من الفقر". مشيراً الى"ان القروض الصغيرة للفقراء احدى هذه الوسائل". ومحمد يونس 66 عاماً الملقب ب"مصرفي الفقراء"، ويفضل اسم"مقرض الامل"، مؤسس"غرامين بنك"، اول مصرف في العالم يمنح قروضاً صغيرة لاشخاص في غاية الفقر. وقال يونس بعد فوزه"انا سعيد جداً... انكم تدعمون حلماً بصوغ عالم خال من الفقر". واضاف ان"منحي الجائزة سيعطي شحنة مهمة من الطاقة للحركة بأسرها، ويمكنني ان اؤكد لكم ذلك لاننا نحن لا نزال في البداية". وفي اتصال هاتفي مع الاذاعة النروجية قال"ان منحي الجائزة يمثل مجرد بداية انه أمر لا يصدق... لا ازال غير قادر على تصديق انني حصلت على جائزة السلام". وأعلن يونس أنه سيتبرع بالجائزة، وقيمتها 1.4 مليون دولار، لأعمال خيرية. وكان يونس كتب في آذار مارس الماضي ان"الأنظمة المالية تخدم حالياً الأغنياء. إن أكثر من نصف سكان العالم لا يستفيدون من هذه الخدمات المالية وفي بعض البلدان تصل هذه النسبة إلى 90 في المئة. إن عدم المساواة الواضحة في النظام المالي يبررها الناس الذين يرون أنه لا يمكن ائتمان الفقراء، لقد حان الوقت لاختبار ما إذا كان النظام المالي العالمي جديراً باحترام الناس. لقد أظهرت برامج الإقراض الأصغر كيف يمكن تأسيس أنظمة مالية شاملة، ملبية حاجات الفقراء، مستدامة، وقادرة على مساعدة الناس على التغلب على الفقر عبر جهودهم الذاتية". يُشار الى ان"غرامين بنك"تأسس في قرية واحدة في بنغلادش العام 1976، كرد على المجاعة التي تفشت العام 1974، بإقراض 27 دولاراً ل52 شخصاً. وعلى مدى السنوات نما ليصبح مصرفاً كبيراً يخدم حوالي 6.5 مليون عميل، تمثل النساء 96 في المئة منهم. ويملك المصرف المقترضون أنفسهم، ويُقرض من مدخراته ما يقارب نصف بليون دولار سنوياً، بمتوسط حجم قرض يبلغ 120 دولاراً. ويقل بعض القروض عن 10 دولارات. ويقدم البنك قروضاً للإسكان، والى الطلاب الفقراء والى المتسولين لمساعدتهم على التخلي عن التسول. ويستفيد حوالي 42 ألف متسول من هذا البرنامج. والشرط الوحيد للإفادة من خدمات المصرف هو ان يقدم المستفيدون الطلب ضمن مجموعة لا تقل عن خمسة اشخاص وان يتكاتفوا من اجل دفع الاقساط. ولد محمد يونس في شيتاغونغ العام 1940 وهو ثالث ابناء اسرة رزقت ب14 طفلا توفي خمسة منهم بعد ولادتهم بسنوات قليلة. وهو مجاز من جامعة فندربيلت الاميركية. وبمنحهم جائزة نوبل للسلام ليونس ومصرفه، وسع الحكماء الخمسة اعضاء لجنة نوبل مجال اهتمام الجائزة. وأوضح رئيس اللجنة ان"لكل فرد على هذه الارض الامكانية والحق في حياة كريمة"، واضاف:"بغض النظر عن الثقافات والحضارات اظهر محمد يونس وغرامين بنك انه حتى الاشد فقرا يمكنهم العمل من اجل تطورهم". ووفق البيانات المالية الاخيرة للمصرف، فإن لديه ما يزيد على ألفي فرع واقرض حتى الآن نحو 2.5 بليون دولار ووصل معدل رد القروض الى 98 في المئة على رغم الكوارث الطبيعية التي تضرب بنغلادش.