أعدم إسلاميون صوماليون، أمس الجمعة، قاتلاً مداناً وأطلقوا الرصاص عليه من مسافة قصيرة في أحدث تطبيق لأحكام الشريعة. وهذا الإعدام العلني هو الثاني منذ استيلاء الإسلاميين على مقديشو في حزيران يونيو الماضي. وراقب مئات الأشخاص عملية الإعدام في اكاديمية الشرطة سابقاً في جنوب العاصمة، فيما اصطف ستة جنود ملثمين يرتدون زي القتال أمام الرجل وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص من بنادق آلية من طراز"ايه ك -47". ووقف اقاربه وأقارب الرجل الذي قُتل منذ نحو ثلاثة أشهر وهم يلزمون الصمت. ودانت محكمة شرعية مهاد عبدي اوغاس 25 عاماً بقتل محمد سياد اوكورو"بدم بارد"في تموز يوليو الماضي. وجرى إعدام شخص آخر في المكان نفسه بعد ادانته بارتكاب جريمة قتل. وتولى جنود من حركة"المحاكم الإسلامية"التي فرضت الشريعة في الأراضي الواقعة في جنوبالصومال ووسطه والتي استولى عليها الإسلاميون منذ حزيران الماضي، تقييد عبدي اوغاس أولاً عند عمود ثم وضعوا عصابة على عينيه. وقال مراسل"رويترز"الذي شاهد عملية إطلاق الرصاص، إن عشرات المقاتلين الإسلاميين وقفوا حراساً فيما تدلت رأس الرجل الذي أخذ ينزف بجانبه بعدما أطلق فريق الإعدام الرصاص. وقال مسؤول اسلامي ساعد في تنظيم عملية إطلاق الرصاص وطلب عدم كشف هويته ل"رويترز":"قتله ستة جنود أطلقوا 16 رصاصة عليه. الرصاصات أصابته في الرأس والقلب والأطراف". وأضاف:"واعترف الرجل بأنه قتل رجل أعمال". وقال المسؤول إنه حُكم بالسجن المؤبد على شريك للرجل الذي أُعدم لأنه أمسك برجل الأعمال إلى أن أطلق صديقه الرصاص عليه. وجلب الإسلاميون الذين تولوا السيطرة على مقديشو من زعماء الحرب المدعومين من الولاياتالمتحدة في حزيران، بعض النظام الى العاصمة التي يغيب عنها القانون من خلال تطبيق الشريعة. ويقول منتقدو"المحاكم"إن الإسلاميين يخططون لاقامة حكم على نمط حركة"طالبان"في أفغانستان. وفر آلاف الصوماليين الى كينيا المجاورة بعدما قال كثيرون منهم إنهم وجدوا أن تطبيق الشريعة بصرامة أمر قاس. وينفي الإسلاميون أي شبه بينهم وبين"طالبان"، كما ينفون اتهامات بأنهم يستضيفون متطرفين من تنظيم"القاعدة"، ويقولون انهم يريدون ببساطة تشجيع عادات وثقافات الإسلام في بلدهم الذي يبلغ عدد السكان فيه عشرة ملايين نسمة جميعهم من المسلمين. ونفى الشيخ شريف شيخ أحمد، الزعيم الإسلامي البارز، أمس ان مقاتليه هددوا موظفي الأممالمتحدة، وهو الأمر الذي دفع المنظمة الدولية الى سحب موظفيها الدوليين وعددهم 46 من جنوبالصومال ووسطه واقليم"بونتلاند"الشمالي الذي يتمتع بحكم ذاتي.