غادر وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قطاع غزة صباح امس اثر لقاءات ليل الاثنين - الثلثاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة اسماعيل هنية من دون التوصل الى اتفاق بشأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبرنامجها السياسي. راجع ص 4 و 5 وحمل نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس عباس حركة"حماس"مسؤولية"فشل المبادرة القطرية"، واعتبر ان امام الرئيس خيارات عدة منها حكومة طوارئ او انتخابات مبكرة. وعقد الشيخ حمد لقاءً ثانياً مع الرئيس عباس بعد اجتماع كان عقده مع هنية ثم غادر غزة عن طريق مصر متوجها الى الدوحة. وبعد اللقاء الثاني مع الرئيس الفلسطيني، قال الوزير القطري:"هناك نقطتان لم يتم التوصل الى حل بشأنهما ونأمل ان نتوصل في المستقبل القريب الى حلهما". واضاف ان"النقطة الاساسية في الخلاف هي كيف يكون الاعتراف متبادلاً بين اسرائيل والحكومة الفلسطينية وكيف نصل الى صيغة تكون معها دولتان: فلسطينية واسرائيلية"، مشيراً الى ان"العقبة الان ليست مع الفلسطينيين انما مع الاطراف الدولية الاخرى التي يجب ان تعترف بالحكومة الفلسطينية". واشار الى ان النقطة الثانية التي لم يتم التوصل الى اتفاق بشأنها هي مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002 والتي تتضمن اعترافاً ضمنياً باسرائيل. واكد مصدر حكومي شارك في اللقاء الذي جمع هنية والشيخ حمد ان الوزير القطري كان متفائلاً جداً بعدما توصل إلى اتفاق مع رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل في دمشق، وجاء ليعرضه على الرئيس عباس وهنية قبل أن يتم توقيعه. وأكد المصدر ل"الحياة"أن المبادرة العربية لم تطرح على بساط البحث أثناء لقاء هنية مع الوزير القطري، كاشفاً ان النقاش دار حول كلمتين فقط اضيفتا أثناء اللقاء مع الرئيس عباس ومستشاريه على الاتفاق الذي حمله الوزير من دمشق. وقال إن الخلاف والنقاش في مجمل اللقاء الذي دام نحو ساعتين تركزا على كلمتي"الارهاب"و"الدولتين". وأوضح أن الوزير القطري سعى أثناء اللقاء مع هنية إلى إضافة كلمتي"نبذ الارهاب"في المبادرة المتوافق عليها مع حركة"حماس". واقترحت الحكومة، كمخرج مقبول لديها، أن تضاف إلى جانب كلمة"الارهاب"عبارة"مع التفريق بين الارهاب والمقاومة"، الأمر الذي رفضه الشيخ حمد الذي أجرى والرئيس عباس أثناء اللقاء بينهما سلسلة اتصالات مع جهات دولية أميركية وأوروبية. أما في خصوص كلمة"الدولتين"، فقال المصدر إن النص المتوافق عليه مع"حماس"ينص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، وأراد الوزير القطري بعد لقائه عباس اضافة عبارة"وصولاً إلى حل الدولتين"، كما ورد في خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الأمر الذي رفضه هنية. وأكد المصدر أن هاتين النقطتين هما اللتان لم توافق الحكومة عليهما، خصوصاً أنها ترفض إدانة النضال والمقاومة الفلسطينية، ووصمهما بالإرهاب من جانب الولاياتالمتحدة وغيرها، كما ترفض قطعاً الاعتراف بالدولة العبرية وابلغت هذا الامر الى الشيخ حمد. وعلل الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد عدم قبول الحركة للمبادرة القطرية بعدم قدرة حكومته على تبني برنامج يتناقض مع ما اسماه الثوابت الوطنية. وقال:"لقد أَبلغَنا الوزير القطري ان مثل هذا البرنامج سيؤدي الى رفع الحصار، وقلنا له نحن نريد رفع الحصار لكننا لا نستطيع تبني برنامج يتناقض مع الثوابت". وأضاف حمد في مؤتمر صحافي عقده في مقر وكالة"رامتان"الفلسطينية المستقلة للأنباء:"لسنا على استعداد لاعطاء إسرائيل شرعية مجانية"، في إشارة إلى أحد المطالب الدولية من الحكومة وحركة"حماس"الاعتراف بالدولة العبرية. وشدد على أن الوزير القطري"كان معنياً بتسويق حكومة الوحدة"أمام المجتمع الدولي. وأشار إلى أنه تمت مناقشة"بعض المصطلحات التي يمكن أن تجعل الحكومة مقبولة دولياً، ونسعى لأن تكون مفتوحة أمام العالم، لكن ليس على حساب القرارات والشرعية الفلسطينية". وكانت مصادر فلسطينية في دمشق اوضحت ان"حماس"قدمت الى الشيخ حمد ورقة من جانبها حصلت بعد مشاورات بين مشعل ورئيس الحكومة اسماعيل هنية في بداية الاسبوع الجاري، تتضمن"تغييراً ملموساً"في موقف الحركة يشمل الاعتراف بالاتفاقات الموقعة وتفويض الرئيس محمود عباس ابو مازن التفاوض مع اسرائيل لمدة سنتين وعدم ذكر كلمة"المقاومة"في هذه الورقة. وقالت:"ان القطريين اعتبروا ان هذه الورقة تتضمن تقدماً ايجابياً، ما شجع الوزير حمد على مواصلة جهوده قبل ان تفشل بعد لقائه الرئيس عباس".