توج لاعب وسط الأهلي ومنتخب مصر محمد بركات أحسن لاعب كرة قدم في أفريقيا للعام 2005 في الاستفتاء السنوي الذي تجريه شبكة الإذاعة البريطانية BBC، وهو استفتاء يشارك فيه المستمعون عبر الهاتف والرسائل الخلوية، إضافة إلى موقع الشبكة على الإنترنت، ولا يسمح لأي فرد بالمشاركة بأكثر من صوت، لضمان الجدية والعدالة، ووصل عدد المشاركين في الاستفتاء للعام 2005 رقماً قياسياً في تاريخ الإذاعة، إذ تجاوز 15 ألف شخص، معظمهم من القارة السمراء. وتفوق محمد بركات في الاستفتاء الجماهيري على الهداف الكاميروني الأول لبرشلونة والدوري الإسباني صمويل إيتو الذي جاء ثانياً، وتبعهما النيجيري اوبافيمي مارتينيز، على رغم عدم حصوله على أي جائزة أو لقب مع ناديه أنترميلان الايطالي أو عدم تأهل نيجيريا إلى كأس العالم، والعجيب أن الثلاثة الأوائل لن يشاركوا في المونديال المقبل في ألمانيا بعد خروج مصر والكاميرون ونيجيريا من التصفيات. واحتل النيجيري المخضرم وحامل اللقب عامي 2003 و2004 جاي جاي أوكوتشا المركز الرابع، وتبعه الغاني لاعب وسط تشلسي الانكليزي مايكل ايسيني، بينما خلت قائمة النجوم الخمسة الأوائل من الهداف العاجي الشهير ومهاجم تشلسي ديديه دروغبا، وهو ما يبرره أن الإذاعة البريطانية لا تحظى بعدد وافر من المستمعين في ساحل العاج التي تتحدث اللغة الفرنسية وعدم اهتمام المستمعين البريطانيين بالاستفتاء الأفريقي. ويحصل محمد بركات - وهو أول لاعب مصري في التاريخ يحرز صدارة نجوم BBC - على الجائزة في حفلة في القاهرة مساء 16 كانون الثاني يناير الجاري، ويشهده كل المسؤولين في الاتحادين الأفريقي والمصري، ويعطي للفراعنة دفعة كبيرة قبل انطلاق"الأمم الأفريقية"في 20 يناير بلقاء بين مصر وليبيا. وبركات هو ثاني مصري يتوج بلقب الأحسن في أفريقيا، وسبقه لاعب وهداف الأهلي في السبعينات والثمانينات ونائب رئيس النادي الحالي محمود الخطيب، وتوج بالكرة الذهبية لأحسن لاعب في أفريقيا في مجلة فرانس فوتبول للعام 1983. وأبدى الخطيب سعادته الضخمة لفوز بركات بالجائزة وصرح لپ"الحياة":"بكل تأكيد يستحق بركات لقبه، وهو فخر له وللأهلي وللكرة المصرية بعد الدور الرائع الذي قام به لقيادة ناديه للفوز بدوري الأبطال بجدارة غير مسبوقة، وهو سجل في كل أدوار البطولة في حدث غير مسبوق أيضاً، وكان البطل الأول لنصف النهائي ضد الزمالك بأهدافه الثلاثة في مباراتي الذهاب والإياب، وغلف البطولة بآخر الأهداف وهو أجملها على الإطلاق في النجم الساحلي التونسي". وأضاف الخطيب:"بركات وصل إلى مرحلة النضوج، وبات لاعباً مكتملاً بدليل إجادته اللعب في كل الخطوط بين الدفاع والهجوم، على رغم أنه لاعب وسط أساساً، وهو صانع الأهداف من الطراز الأول، ويمكنه تحويل دفة أي مباراة إلى مصلحة فريقه، باستغلال سرعته ورشاقته وقدرته على المراوغة والاندفاع واستغلال المساحات الخالية مع رؤية واسعة وشاملة للملعب ولزملائه". وتحدث محمد بركات لپ"الحياة"موجهاً شكره الجزيل إلى الجماهير المصرية والعربية التي ساندته في الاستفتاء الكبير، وكذلك الإذاعة البريطانية BBC التي تولي اهتماماً خاصاً بكرة القدم ونجومها في أفريقيا. وأضاف بركات:"لا شك أن تلك الجائزة تمثل ختاماً وتتويجاً لعام هو الأروع على الإطلاق في تاريخي، ولكنها تعود بالدرجة الأولى إلى زملائي في الفريق وإلى كل فرد في كتيبة النجاح في الأهلي". وأكرر دائماً أن المربع الذهبي للنجاح في الأهلي يعود إلى الأركان الأساسية اللاعبون - الإدارة - المدرب - الجمهور، ونحن لدينا حالياً في الأهلي أحسن اللاعبين في أي ناد في مصر أو أفريقيا، ولدينا إدارة واعية وجادة وتوفر لنا كل الطلبات والإمكانات، وتحل المشكلات قبل حدوثها، ولا تتدخل على الإطلاق في العمل الفني، ومعنا مدير فني على أعلى مستوى عالمي، وهو البرتغالي مانويل جوزيه الذي يقود الفريق من نصر إلى نصر باقتدار، وخلف الأهلي جمهور هو الأكبر والأكثر دعماً لأي ناد في المنطقة العربية. وكل هؤلاء هم أصحاب الفضل في الجائزة التي حصلت عليها. وأضاف بركات:"بصراحة لم أتوقع فوزي باللقب عندما علمت أن الكاميروني صمويل إيتو بين المرشحين، وكنت متأكداً من فوزه بالجائزة بعد إنجازاته الكبيرة مع نادي برشلونة بطل إسبانيا، ولكنني سعدت بوجودي في قائمة أحسن اللاعبين في أفريقيا عن العام، وتزيد قيمة الفرحة الآن، لأنها لم تكن متوقعة، ولأن اللقب جاء على حساب مجموعة من أفضل نجوم الكرة في العالم، وليس في أفريقيا فقط". وقال بركات:"أعترف بصراحة بأن وجودي في الأهلي دعم موقفي في الفوز بالجائزة بسبب الشعبية الجارفة للنادي وانتصاراته الكبيرة وألقابه الوفيرة، ولا أخفي سراً أن انضمامي للأهلي كان حلمي الأول منذ كنت ناشئاً، ولم أوفق في الانضمام إليه لأسباب تتعلق بإصابة ثقيلة لاحقتني في السنوات الأولى، ولعبت للسكة ثم الإسماعيلي، الذي كانت سيرتي فيه جيدة، وفزنا ببطولتي الدوري والكأس، وتوجت بلقب أحسن لاعب في مصر، واحترفت في أهلي جدة السعودي ثم العربي القطري، ولعبت بجوار الأرجنتيني باتيستوتا، والألماني إيفنبرغ في، ولكنني لم أجد نفسي في الاحتراف في السعودية وقطر، ولم أتردد لحظة عندما طلبني الأهلي ووجدت الحلم أمامي بعد انتظار طويل". وأضاف بركات:"لعبت عشرات المباريات الجيدة في العام 2005، وكان أفضلها على الإطلاق ضد الزمالك في إياب نصف نهائي دوري الأبطال في القاهرة وسجلت هدفي المباراة، ولكن أجمل الأهداف على الإطلاق كان في اتحاد العاصمة في الجزائر في ثمن النهائي لدوري الإبطال وفزنا بهذا الهدف، وكذلك الهدف الثالث في النجم الساحلي في القاهرة". وأنهى بركات حواره قائلاً:"زميلي محمد أبو تريكة هو أحسن لاعب مصري في العام 2005، وعلى الصعيد القارّي اختار صمويل إيتو، وعلى الصعيد العالمي لا بديل ولا منافس، ولا يوجد لاعب على مستوى أو حتى يقترب من البرازيلي رونالدينيو.