على رغم جهود التهدئة التي سعى إليها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بين اطراف الحملات الإعلامية خلال اجتماعه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزيارته لرئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط مساء الأربعاء الماضي، فإن هذه التهدئة لم تصمد أكثر من 24 ساعة. فرداً على تصريحات أدلى بها وزير الاتصالات مروان حمادة قال فيها ان اعتكاف الوزراء الشيعة"مرتبط بدمشق لصد عملية التوسع في التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحاكمة الدولية"، قال وزير الزراعة طلال الساحلي أمل:"اننا لا ننكر علاقتنا بسورية وما قدمته للمقاومة والتحرير ونحن مصرون على الوصول الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وفي الوقت نفسه لسنا موظفين عند احد ولا نأتمر بأمر احد كما يفعل البعض". وقال:"كفى غمزاً من قنوات الوطنيين كلما اقتربنا من انجاز الحلول للأزمة القائمة لأن اللبنانيين يعلمون من اين تصدر الأصوات الشاذة". وعلمت"الحياة"من مصادر الثنائية الشيعية ان قيادتيها قررتا الرد على أي تصريحات تتناولها. وكان رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط ادلى بحديث لصحيفة"ليبراسيون"الفرنسية قال فيه ان"الوزراء الشيعة يقاطعون جلسات الحكومة بناء لطلب سورية لأن النقطة الوحيدة التي تسيء الى النظام السوري هي المحكمة الدولية". وصدر امس بيان عن قيادتي حركة"امل"و"حزب الله"اكد ان الضغوط والبيانات والنصائح الإلزامية الأجنبية تنشط كلما استشعرت دول الوصاية أي محاولة تفاهم بين اللبنانيين بهدف قطع الطريق على أي مبادرة حوارية او تقارب لتؤكد اولوية مشروعها الفوضوي". وشددتا على"ان الانصياع والارتهان لإدارة التدخل الخارجي لن تورث اللبنانيين إلا المزيد من الأزمات، فاللبنانيون محكومون بالتوافق بعيداً من الاتكاء على الأجنبي". وأشارت القيادتان الى انه"لا فرص حياة في لبنان المقاوم للبنان اميركي يتنكر لهويته وتاريخه، وأن المقاومة لا يمكن التفريط بها في أي حال او المساومة عليها بأي ثمن". واختتم البيان بالقول:"ان تمسك لبنان بعروبته وهويته ضرورة، واعتبار هذه الضرورة تهمة، من شأنه دفع لبنان بعيداً من مساره الطبيعي". ودعا النائب علي خريس أمل الى"قبول المبادرات العربية المصرية والسعودية لأن ذلك يساعد على إدخال لبنان الى غرفة العناية وحمل الأطراف اللبنانيين على بدء الحوار". ووصف تحرك رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في هذه المرحلة بالإيجابي"خصوصاً زيارته مصر ولقائه الرئيس حسني مبارك، كما ان المبادرة السعودية تصب في خانة اصلاح ذات البين ونشر الخير بين اللبنانيين".