دافع الرئيس الأميركي جورج بوش عن الوسائل المثيرة للجدل التي تستخدم في مكافحة الإرهاب، مؤكداً انه"مهتم بالحريات المدنية"، للأميركيين لكن تهديد"العدو"مستمر. وفي مواجهة تساؤلات قسم كبير من الرأي العام القلق من تجاوز الرئيس الأميركي صلاحياته، برّر بوش عمليات التنصت على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية من دون تفويض من القضاء، في وقت اعتبر الجنرال مايكل هايدن الضابط السابق في القوات الجوية المدير السابق لوكالة الأمن القومي، برنامج التنصت ضروري لأن الحرب على الإرهاب جعلت القوانين التي تحكم المراقبة الإلكترونية غير فعالة بعدما عفا عليها الزمن. وكان بوش يتحدث على مسرح جامعة منهاتن في ولاية كنساس، في إطار حملة أطلقها البيت الأبيض للدفاع عن برنامج التنصت الذي أطلقته وكالة الأمن القومي وأثار غضب الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء. وأضاف انه استمع إلى نصائح محامين، وأكد مجدداً أنه أبلغ أعضاء الكونغرس بالبرنامج، إلا أن الديموقراطيين يقولون انهم حصلوا على حد أدنى من المعلومات. وتابع الرئيس الجمهوري الذي يفترض أن يزور اليوم الوكالة التي قامت بعمليات التنصت، إن الكونغرس منحه السلطات التي لا بد أن يتمتع بها، بتصويته على الصلاحيات اللازمة لمكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن رؤساء سابقين استخدموا صلاحيات من هذا النوع، في إشارة إلى الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون. ولم يكرر بوش أن برنامج عمله في هذا المجال محدود، وهو تأكيد كانت الصحف الأميركية شككت به. وقال إن القانون الوطني أيضاً يخضع لمراقبة مستمرة. ودعا بوش الكونغرس إلى تمديد القانون الوطني باتريوت آكت الذي يمنح قوات الأمن صلاحيات متزايدة ضد الإرهاب. ورافق الرئيس إلى كنساس السناتور الجمهوري بات روبرتس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي الذي يرفض حتى الآن مطالب الديموقراطيين بالتحقيق في برنامج التنصت. وتعقد اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ جلسة استماع عن البرنامج في السادس من شباط فبراير المقبل، يدلي خلالها وزير العدل ألبرتو غونزاليس بشهادته. بلير وأعلن بوش انه اقترح على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 2003 الانسحاب من التحالف المؤيد لشن الحرب على العراق إذا رأى ذلك ضرورياً لتفادي سقوط حكومته. وذكّر بفترة المفاوضات الدولية قبل غزو العراق، ودافع عن بلير بقوة واصفاً إياه بأنه"شخصية تتمتع بشجاعة كبيرة". ونفى الرئيس الأميركي الاتهامات التي يوجهها خصوم بلير السياسيين إليه بأنه لا يعرف سوى أن يقول"نعم". وذكر عدداً من"نقاط الخلاف"مثل بروتوكول كيوتو حول خفض انبعاثات غازات الدفيئة أو المحكمة الجنائية الدولية. وأشار إلى انه يجري اتصالات هاتفية أسبوعياً مع بلير ووصف العلاقات بينهما بأنها"تاريخية". وأضاف:"آسف لتسبب العلاقات التي يقيمها بلير معي بمشكلات سياسية داخلية". هايدن في غضون ذلك، رأى الجنرال مايكل هايدن أن برنامج التنصت ليس واسع النطاق بالقدر الذي وصفه منتقدوه. وقال هايدن الذي يشغل حالياً منصب النائب الأول لمدير الاستخبارات القومية جون نيغروبونتي:"ليست هذه شبكة واسعة تشمل اتصالات الجميع". وأضاف في تصريحات في النادي القومي للصحافة:"هذه ملاحقة مكثفة للاتصالات الواردة إلى أميركا والصادرة منها لأي شخص نعتقد أن له صلة بتنظيم القاعدة". وقال هايدن إن وكالة الأمن القومي التي كان يترأسها عندما وافق بوش على البرنامج تطلب أذوناً بموجب قانون مراقبة أنشطة الاستخبارات الخارجية لبعض أنشطة التنصت التي يجريها في إطار حرب الإرهاب. لكنه ذكر أن القانون الذي صدر قبل 28 سنة لا يتناسب مع التهديدات الإرهابية في المرحلة التالية لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر.