سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش: صداقتي مع بلير «أضرته» واستمرار التهديد الإرهابي يبرر عمليات التنصت أكد أن رئيس الوزراء البريطاني رفض اقتراحاً بالانسحاب من التحالف المؤيد لغزو العراق
دافع الرئيس الأميركي جورج بوش ليل الاثنين الثلاثاء عن الوسائل المثيرة للجدل التي تستخدم في مكافحة الارهاب، مؤكدا انه «مهتم بالحريات المدنية» للأميركيين لكن تهديد «العدو» مستمر. وفي مواجهة تساؤلات قسم كبير من الرأي العام عبر عن قلقه من تجاوز الرئيس الأميركي صلاحياته، برر بوش عمليات التنصت على الاتصالات الهاتفية والالكترونية بدون تفويض من القضاء. ودعا بوش في كلمة امام طلاب ومدعوين آخرين في مانهاتن في ولاية كنساس (وسط)، الكونغس إلى تمديد القانون الوطني (باتريوت آكت) الذي تم تبنيه غداة اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ويمنح قوات الامن صلاحيات متزايدة ضد الارهاب. وقال الرئيس الأميركي في خطاب اقرب إلى المحاضرات الجامعية «اذا كان التهديد ما زال قائما (...) فان الادوات المهمة التي كانت صالحة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ما زالت كذلك في 2006. فالعدو لم يختف». ولم يتحدث بوش عن التهديدات الجديدة التي اطلقها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.ويواجه بوش معارضة متزايدة من قبل الديموقراطيين ومنظمات الدفاع عن الحريات المدنية لتفسير ادارته للصلاحيات الرئاسية واستخدام هذه الصلاحيات. وتشير استطلاعات الرأي إلى انقسام بين الأميركيين حول قضية التنصت مثلا التي سمح بها الرئيس بعد 2001 وتحتل العناوين الكبرى للوسائل الاعلام الأميركية منذ كشفها في كانون الاول/ديسمبر الماضي. واكد بوش في خطاب يهدف بشكل واضح إلى حلحلة الازمة في بداية هذه السنة الانتخابية وقبل ايام من بدء جلسات استماع في الكونغرس حول قضية التنصت «انني مهتم بالحريات المدنية».واضاف انه استمع إلى نصائح محامين واكد مجددا انه ابلغ اعضاء الكونغرس. الا ان الديموقراطيين يقولون انهم حصلوا على حد ادنى من المعلومات. وتابع الرئيس الجمهوري الذي يفترض ان يزور اليوم الاربعاء الوكالة التي قامت بعمليات التنصت، ان الكونغرس منحه السلطات التي لا بد ان يتمتع بها، بتصويته على الصلاحيات اللازمة لمكافحة الارهاب. واضاف ان رؤساء سابقين ايضا استخدموا صلاحيات من هذا النوع، في اشارة إلى الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون. وقلل بوش من اهمية عمليات التنصت مؤكدا انها لا تستهدف سوى الاتصالات بين الولاياتالمتحدة والخارج وليس الاتصالات داخل البلاد، موضحا ان احد طرفي الاتصال يفترض ان يكون مشبوها بعلاقة مع تنظيم القاعدة.وقال ان «احدى وسائل حماية الشعب الأميركي هي معرفة نوايا العدو»، مشيرا إلى ان «جدارا» كان قائما في الماضي بين اجهزة الاستخبارات الأميركية وهذا ما سمح بنجاح اعتداءات 2001 .ولم يكرر بوش ان برنامج عمله في هذا المجال محدود، وهو تأكيد كانت الصحف الأميركية شككت به. وقال ان القانون الوطني ايضا يخضع لمراقبة مستمرة.ولم يوافق الكونغرس في كانون الاول/ديسمبر على تمديد القانون الوطني لأبعد من الثالث من شباط/فبراير، الوقت اللازم لمناقشة قيود يمكن ان تفرض عليه. وقال الرئيس الأميركي الذي يريد من البرلمانيين تمديده ان «التهديدات ضد الولاياتالمتحدة لم تنته». ودافع بوش عن الالتزام الأميركي في العراق الذي قال انه احدى ساحات «الحرب على الارهاب». واكد ان احتمال تخفيض عديد القوات في العراق «تمليه الظروف على الارض» وليس الاعتبارات السياسية. ٭ إلى ذلك، اعلن الرئيس جورج بوش انه اقترح على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 2003 الانسحاب من التحالف المؤيد لشن الحرب على العراق اذا ما رأى ذلك ضروريا لتفادي سقوط حكومته. وذكر بوش بفترة المفاوضات الدولية قبل غزو العراق ودافع عن بلير بقوة واصفا اياه بانه «شخصية تتمتع بشجاعة كبيرة». وقال الرئيس الأميركي «كان قلقا على حكومته فقلت له يوما (...): «لا اريد ان تسقط حكومتكم. اذا كنت قلقا لا تتردد وانسحب من التحالف لانقاذ الحكومة» فقال لي :(لقد قطعت تعهدا باسم بريطانيا الدولة العظمى ولن اغير رأيي)». واوضح ان «ما قاله لي بصورة عامة هو ان «السياسة لا تهمني ما يهمني هو ان اقوم بما يجب القيام به» لهذا السبب انني معجب بتوني بلير لانه يقوم بما يجب وبما هو صالح». ونفى الرئيس الأميركي الاتهامات التي يوجهها خصوم بلير السياسيين اليه بانه لا يعرف سوى ان يقول «نعم». وذكر عددا من «نقاط الخلاف» مثل بروتوكول كيوتو حول خفض انبعاثات غازات الدفيئة او المحكمة الجنائية الدولية. واشار إلى انه يجري اتصالات هاتفية اسبوعيا مع بلير ووصف العلاقات بينهما بانها «تاريخية». واضاف «آسف لتسبب العلاقات التي يقيمها بلير معي بمشاكل سياسية داخلية». ٭ من جهة أخرى، قال بوش «من دواعي أسفي أن صداقتي معه قد جرت عليه مشاكل في الداخل .. وكما تعرفون فإنني أحيانا أسبب بعض الحساسية للناس خارج الولاياتالمتحدة». وكان بوش يشير بذلك إلى شعبيته المنخفضة حول العالم وخاصة بسبب الغزو الأميركي للعراق والذي سانده بلير بشدة. وأعرب بوش عن رفضه للانتقاد الموجه إلى بلير بأنه «إمعة» لواشنطن وقال إن بلير «رجل ذو فكر مستقل».