سجلت كرة القدم في أوروبا وأميركا اللاتينية نجاحاً منقطع النظير في اللعبة ذات الشعبية الأهم في رياضات العالم كافة، ولمعت أسماء قوية في كرة القدم نقشت أسماءها بماء من ذهب في التاريخ الرياضي، وبرزت أسماء كروية على مستوى فني عال في تلك المرحلة، وما زال مسلسل البروز يتواصل، ولعل بيليه ومارادونا وفان باستن رونالدو وزين الدين زيدان وبيكهام ورنالدينهو وكاكا وايتو وغيرهم أسماء كانت وما زالت حديث الشارع الرياضي. ووجد النقاد كرة آسيا والشرق الأوسط بوجه عام والكرة العربية على وجه الخصوص من دون المستوى المأمول وبعد تمحيص ودراسات مستفيضة أكد خبراء كرة القدم أن معظم هذه الأندية ليست لديها مقومات الاهتمام الناضج بمواهب البراعم والشبان العرب، وإن كانت هناك اجتهادات متفاوتة بين الأندية، ولعل أندية المغرب العربي، المغرب وتونس تحديداً هي أكثر تميزاً عن غيرها في الاهتمام بمدارس الشبان وتفريخ النجوم. وبدأت معظم الأندية أكثر تفعيلاً في هذا الجانب، وهي تبحث السبل المثلى لإرساء الأكاديميات في أروقتها، بعد أن حرقت ملايين الدولارات على محترفين أصحاب مستويات متدنية، وبالتالي كان الفكر استثماراً بأسلوب حضاري جيد، ودار في الأفق أن ناديي الشباب والنصر السعوديين يعكفان على درس إرساء أكاديمية لكل منهما تهتم بالبراعم والشبان في ناديهما. بعد أن سبقهما النادي الأهلي السعودي في هذا المضمار بل النادي الوحيد في الشرق الأوسط الذي فعل برنامج الأكاديمية في شكل لافت للنظر، وهي امتداد لأكاديمية أجاكسي أمستردام الهولندي التي يعدها النقاد الأكاديمية الأبرز والأفضل على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تصقل المواهب وتزج بهم الأكاديمية للنادي وبقية أندية السعودية وتعاقدات خارجية في مراحل أخرى متقدمة في طرق مثالية للاستثمار الحقيقي الذي يضمن ضخ الموارد المادية البالغة للنادي. ورفع النقاد في دول العالم كافة قبعاتهم متوجة بالشكر والعرفان إلى صاحب النظرة المستقبلية الثاقبة وصاحب الفضل الأكبر لعضو شرف الأهلي ورئيس أمناء الأكاديمية الأمير خالد بن عبدالله. خصوصاً أن معرض سوكر الدولي الذي اختتم فعالياته أخيراً في العاصمة الإماراتية دبي كرّم الأمير خالد الذي وضع على عاتقه أمانة التفكير والتخطيط وإنجاز المشروع، وبالتالي بلور الحلم إلى حقيقة. ويقف الأمير خالد على رأس منظومة عمل متكاملة، تسعى ليل نهار في تقديم رسالة تربوية رياضية حضارية ثقافية عالية. ويعد أولياء أمور اللاعبين البراعم والشبان أن أكاديمية الأهلي المتنفس الحقيقي لاحتواء طاقات ومواهب أبنائهم في ظل الاهتمام الجيد النشء دراسياً وكروياً. ومن جهود رئيس أمناء الأكاديمية وتحفيزهم عندما أقيمت حفلة تكريم البراعم المتفوقين خلال الفترة الماضية فنياً وتربوياً والانضباطية التي تميزوا بها منذ انضمامهم للأكاديمية، إذ بعد ترديد النشيد الوطني الجماعي من منسوبي الأكاديمية هنأ المدير العام للأكاديمية الدكتور مفتي إبراهيم البراعم المتفوقين والحاصلين على جائزة نجوم الشهر بحسب المراحل السنية، وحثهم على المثابرة والاجتهاد وأزجى الدكتور مفتي الشكر لكل أعضاء فريق عمل الأكاديمية الذين بذلوا وما زالوا يبذلون جهوداً كبيرة، لإيصال الأكاديمية إلى الأفضل والمحافظة على تميزها الرياضي والتربوي، ثم قدم الأمير خالد بن عبدالله الهدايا التشجيعية للبراعم الثمانية المتفوقين وهم : محمد علي الحكمي، وبندر علي المالكي، وأحمد عبدالرحمن الرفاعي، ومحمد يوسف الخلف، وسعيد هشام باداود، وريان خالد الحربي، وعبدالله منسي السلمي، وفيصل حازم القرني. وقد جاء اختيارهم وفق معايير وضوابط فنية وتربوية من الأجهزة الفنية والإدارية، ثم عاد الأمير يسدي النصح النافع للبراعم وحثهم على بذل مساعي أكبر خلال الفترة المقبلة والاجتهاد في تحصيلهم الدراسي مع استثمار الإمكانات المتوافرة لهم في الأكاديمية حتى يتمكنوا من الوصول إلى مبتغاهم. وتنوعت الأكاديميات في طرحها وأساليبها تدعي أنها تهتم بصقل المواهب وخرج علينا في الأيام الماضية في قطر أكاديمية أسباير وعلى شاشات الفضائيات أكاديمية بيبسي لكرة القدم وبرنامج فضائي من قبله عرض على شاشة المستقبل جمع عدد جيد من لاعبي كرة القدم في البلدان العربية من خلال تجمعهم في أكاديمية كرة القدم العربية سوكا ستارز تحت إشراف كادر طبي ورياضي وإداري متكامل، قدم الشهرة الواسعة لأبطال الأكاديمية العربية. ونجح ثلاثة مواهب في حجز مقاعدهم في النادي العالمي نيوكاسل يونايتد وهم عبدالرحمن البخاري من السعودية والمصري محمد الجباس، ويتقدمهم الجزائري صدوق الحاج، محققين إنجازاً عجز عنه نجوم الكرة العربية.