حرب انتخابية ضارية تشهدها الأراضي الفلسطينية بين حوالي 11 قائمة حزبية تتنافس لحصد أكبر عدد من المقاعد ال66 المخصصة للقوائم، ومئات المرشحين الحزبيين والمستقلين لشغل 66 مقعداً مخصصاً للدوائر ال11 في الضفة الغربية، بما فيها القدسالمحتلة، والخمسة في قطاع غزة. وتحتل الصور واللافتات القماشية والملصقات والشعارات على الجدران مكانة بارزة من بين وسائل الاتصال مع الناخبين والدعاية الانتخابية المؤثرة. ومع أن كل الفصائل القوائم والمرشحين الحزبيين والمستقلين يستخدمون هذه الوسائل وغيرها، كل حسب تمويله وموازنته المخصصة للدعاية الانتخابية، إلا ان بعض هذه القوائم والمرشحين المستقلين ابتدع اسلوب استخدام الرموز الوطنية والقومية للفت انظار الناخبين والحصول على تأييدهم، خصوصاً القوائم التي تجد نفسها في مأزق مثل حركة"فتح"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". فحركة"فتح"التي طالما اعتمدت على القائد الرمز الراحل ياسر عرفات، اكتشفت انه بما يحتله من مكانة في قلوب الفلسطينيين، لا يكفي لتوفير فرص النجاح في الانتخابات التشريعية. فأضافت قيادياً تحول رمزاً في السنوات الأخيرة، الا وهو أمين سر الحركة في الضفة الغربية الأسير النائب مروان البرغوثي. ومحاكاة لما كانت تفعل مع الرئيس عرفات، اقتبست مقولات لافتة للبرغوثي، وحولتها الى شعارات مكتوبة على لافتات من القماش علقتها على أعمدة الكهرباء والانارة في الشوارع الغزية. والصقت كميات كبيرة من ملصق كبير يظهر فيه البرغوثي يرفع يديه المقيدتين بسلاسل السجن الاسرائيلي عالياً وهو يضع الواحدة في الأخرى، فيما ابتسامة رقيقة تزين ملامحه. وتسعى"فتح"، التي يرأس البرغوثي قائمتها الانتخابية، الى استثمار الشعبية الكبيرة التي حققها القائد الشاب إبان سنوات الانتفاضة الثلاث الأولى من خلال تصريحاته على شاشات الفضائيات، ومن ثم المؤبدات الخمسة التي قضت محكمة اسرائيلية عليه بأن يقضيها في السجن. واطلقت"الجبهة الشعبية"اسم أمينها العام الشهيد أبو علي مصطفى على قائمتها الانتخابية، فيما احتل رأس القائمة أمينها العام الحالي احمد سعدات المعتقل في سجن للسلطة الفلسطينية في مدينة اريحا تحت رقابة أميركية وبريطانية. وتسعى الجبهة التي عانت من تراجع شعبيتها في الأعوام الأخيرة وتخلت عن موقع الفصيل الثاني بعد"فتح"لمصلحة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس الى تحسين فرصها في هذه الانتخابات، إذ لا تعطيها استطلاعات الرأي أكثر من 5 في المئة من عدد المقترعين. وتعتمد الجبهة، الى برنامج انتخابي سياسي اقتصادي اجتماعي، على رمزية أبو علي مصطفى وظروف اغتياله بصواريخ اسرائيلية عام 2001، وعلى سمعة سعدات وظروف اعتقاله، خصوصاً انه امضى جل عمره اما مطارداً من سلطات الاحتلال او في سجونها وسجون السلطة الفلسطينية في اعقاب قيامها العام 1994. ولجأت"حماس"ايضاً الى الاسلوب نفسه على رغم أنها ليست بحاجة كبيرة الى تعزيز مكانتها. إذ اطلقت حملتها الانتخابية في أول أيام فترة الدعاية الانتخابية في الثالث من الشهر الجاري من امام منزل مؤسسها وزعيمها الروحي الشيخ الشهيد أحمد ياسين. ورأى شقيقه بدر ياسين المرشح المستقل عن دائرة مدينة غزة ان يستثمر اسم الشيخ ياسين ومكانته، املاً بالحصول على مقعد من بين المقاعد الثمانية المخصصة للمدينة. والصق مؤيدو ياسين المرشح آلاف الصور التي يظهر فيها وعلى يمينه صورة شقيقه، وعلى يساره صورة عرفات، وهو الذي يعتبر نفسه من المعجبين بالرئيس الراحل. وفي خضم منافسة قوية جداً في دائرة مدينة غزة، تقدم الكاتب حسن الكاشف لخوض الانتخابات كمرشح مستقل في هذه الدائرة. واللافت في برنامج الكاشف الذي عاش طويلاً في العراق وعمل فيه مراسلاً لاذاعة"مونت كارلو"ابان الحرب العراقية - الايرانية، انه ضمّن برنامجه عدداً من الصور، بينها صورة تجمعه مع الرئيس المخلوع صدام حسين عام 1983 وأخرى مع عرفات في بيروت عام 1979. ويأمل الكاشف بأن يجلب له صدام الحظ ويفوز بمقعد في دائرة غزة، خصوصاً ان الرئيس العراقي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في الاراضي الفلسطينية وتعاطفاً واسعاً.