فيما تتجه الأنظار غداً الى دمشق التي يزورها للمرة الأولى رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس للاستماع الى افادة الشهود من ضباط سوريين من ذوي القربى والرتب العالية ومسؤول مدني، تسارعت امس التحقيقات على جبهة اللجنة التي استدعت للمرة الثانية على التوالي في غضون اسبوع النائب السابق ناصر قنديل وعدداً آخر من الشهود الذين لم تعرف هويتهم، اضافة الى قائد لواء الحرس الجمهوري العميد الموقوف مصطفى حمدان. وفي معلومات"الحياة"ان قنديل الممنوع من السفر تلقى اول من امس، رسالة من لجنة التحقيق طلبت منه الحضور الى مقرها في المونتيفردي كشاهد للاستماع مجدداً الى افادته. ولبى قنديل الدعوة وحضر ظهراً من دون أي مواكبة امنية من فرقة الفهود او المحققين الدوليين. وتردد ان حضور قنديل تزامن هذه المرة مع استدعاء العميد حمدان من مقر توقيفه لدى قيادة الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني والذي حضر برفقة وكيله المحامي ناجي البستاني. وكان تردد ايضاً ان المحققين الدوليين استمعوا مطولاً اول من امس الى المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد في حضور وكيله اكرم عازوري. وإذ رفضت مصادر مواكبة لسير التحقيقات الجارية الإفصاح عن اسباب استدعاء السيد وحمدان وللمرة الأولى بعد إصدار المحقق العدلي في جريمة الاغتيال القاضي الياس عيد مذكرات توقيف بحقهما اضافة الى المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج ومدير المخابرات السابق في الجيش اللبناني العميد ريمون عازار، اكدت مصادر اخرى في المقابل ان اللجنة تستمع يومياً الى عدد لا بأس به من الشهود الذين يحضرون الى المونتيفردي من دون اعلام او ابلاغ الجانب اللبناني بدعوتهم للاستماع الى افاداتهم. وكشفت هذه المصادر عن ان المحققين الدوليين يشرفون على اجراء مقابلات بين عدد من الشهود والضباط الأربعة بغية الوقوف على مدى تطابق الأقوال، خصوصاً لجهة المعلومات والأدلة المتعلقة بالجريمة. الى ذلك، اكدت المصادر ذاتها زيارة اعضاء في لجنة التحقيق اول من امس القصر الجمهوري في شكل مفاجئ واجتماعهم بقائد الحرس الجمهوري بالوكالة العميد خليل المسن وضباط ورتباء في الحرس. وقالت المصادر ان مهمة الأعضاء تجاوزت الاستماع الى شرح تفصيلي من العميد المسن عن آلية عمل لواء الحرس الى الاستماع لإفادات عدد من الضباط والرتباء الذين التقوهم في مكتب قائد الحرس. ولم تستبعد المصادر احتمال دعوة ضباط ورتباء الى المونتيفردي للاستماع الى اقوالهم وتدوينها لمطابقتها مع ما لديهم من افادات ومعلومات. من جهة ثانية، اكدت المصادر ان حملات الدهم التي قامت بها وحدات من"الفهود"برفقة اعضاء من لجنة التحقيق لعدد من الأحياء الواقعة خارج بيروت ادت الى ضبط سيارة من طراز"اوبل"كانت مركونة في احد المرائب وقالت ان التحقيقات جارية للتأكد من مدى مطابقتها للأوصاف العائدة لسيارة من الطراز نفسه كان تردد انها شوهدت في منطقة السان جورج خلال الفترة التي حدث فيها الانفجار. في هذا الوقت، يدرس القاضي عيد، الأوراق الواردة إليه من لجنة التحقيق الدولية، بعدما التقى امس احد اعضائها يرافقه ضابط الارتباط بين القضاء وبين اللجنة العميد جوزف الحجل. على صعيد آخر، علم أن لجنة حقوق الإنسان في لبنان برئاسة وائل خير، التقت امس النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بهدف طلب الإذن منه للاطلاع على اوضاع الضباط الأربعة، غير ان القاضي ميرزا رفض طلب اللجنة. وكانت اللجنة التقت المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور، واعترضت على شرعنة سجن المديرية العامة لقوى الأمن، واقترحت تجهيز غرف في سجن رومية لتوقيف الضباط الأربعة فيها. لكن الناطور اعتبر ذلك من صلاحية وزارة الداخلية.