استمع أمس المحققون الدوليون في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مجدداً الى افادة المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد في حضور وكيله المحامي أكرم عازوري، بعدما كان اقتيد صباحاً وسط اجراءات أمنية من سجنه في رومية الى المونتيفيردي. وكان المحققون الدوليون استمعوا أول من أمس الى إفادة رئيس فرع الأمن العسكري في الجيش اللبناني العقيد محمد فهمي واستفسروا منه عن عمل الجهاز الذي يترأسه وعلاقته بالاجهزة الأمنية الاخرى في الجيش اضافة الى علاقته بالضباط الأربعة الموقوفين. وتزامن الاستماع اليه كشاهد في ملف جريمة اغتيال الحريري مع إحضار عدد من سائقي الضباط الأربعة ومرافقيهم حيث خضعوا الى اسئلة تتعلق بطبيعة الوظائف والمهام التي كانوا يقومون بها. على صعيد آخر، سجل أمس وكلاء الدفاع عن ثلاثة من الضباط الموقوفين هم: اللواء علي الحاج والعميدين ريمون عازار ومصطفى حمدان اعتراضهم الشديد على عدم السماح لهم بمقابلة موكليهم وجهاً لوجه من دون وجود عوائق في مكان توقيفهم في سجن رومية، بعدما كانوا استحصلوا من النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا على اذونات تسمح لهم بمواجهتهم. وكان امتناع ادارة السجن عن السماح للمحامين: عصام كرم وكيل اللواء الحاج والوزير السابق ناجي البستاني وكيل حمدان وعازار بمقابلة موكليهم في غرفة غير تلك التي احضروهم اليها أي من وراء القضبان ادى الى حصول مشكلة كادت تتفاعل لولا مبادرة كرم والبستاني الى اثارة هذه القضية مع ميرزا الذي أمر بناء لترخيص جديد بالسماح لهما بمقابلة موكليهم من دون عوائق تفصل بينهم. كما أدى تدخل ميرزا وبناء لطلب وكلاء الدفاع الى إيجاد حل للمشكلة الناجمة عن رفض الحاج وعازار وحمدان تناول وجبات العشاء التي تقدمها لهم ادارة السجن ويقوم باعدادها طباخ خاص على مرأى من عناصر من الشرطة القضائية ودائرة المعلومات في مديرية قوى الأمن وذلك بذريعة انها تحضر في وقت مبكر أي قبل ساعات من موعد تناولها العشاء وبالتالي يجدون صعوبة في تناوله لانها باردة. وبحسب المعلومات المتوافرة ل"الحياة"فإن ادارة السجن سارعت الى اتخاذ تدبير يقضي بتقديم وجبات العشاء ساخنة. على صعيد آخر، يقوم فريق من المحققين الدوليين بالتعاون مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بمتابعة التفاصيل المتعلقة بوفاة الناطور السابق للبناية التي كانت داهمتها لجنة التحقيق في حي معوض في الضاحية الجنوبية من بيروت في ضوء المعلومات المؤكدة بأن ضباطاً سوريين كانوا يشغلونها في وقت من الاوقات. وفي التفاصيل ان الناطور المتوفى كان خدم في البناية التي تقع فيها الشقة، وانه فارق الحياة في ظروف غامضة بعد مدة قصيرة من اغتيال الرئيس الحريري. وكان أشيع انه تعرّض بصورة مفاجئة الى عارض صحي ادى الى تدهور صحته، وقد تردد انه تناول وجبة طعام مسمومة. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة"ان الناطور فارق الحياة قبل ان يتمكن قسم الطوارئ في أحد مستشفيات ضواحي بيروت من اسعافه بعدما نقله اليه جيرانه. ونقلت الجثة لاحقاً الى مصر. وفيما يحاول فريق التحقيق الدولي جلاء الحقيقة لتحديد أسباب وفاة الناطور حل مكانه ناطور آخر من الجنسية المصرية كان استدعي الى المونتيفيردي للادلاء بشهادته. وبحسب المعلومات فإن لجنة التحقيق استمعت الى مدير المستشفى الذي نقل اليه الناطور، كما استمعت مرتين الى صاحب الشقة التي أقام فيها الضباط السوريون بطلب من زميلهم مسؤول الاستخبارات السورية في محلة الحمراء في الشطر الغربي من بيروت العميد جامع جامع. كما استمعت الى شخص يملك صالوناً للحلاقة في معوض كان يتردد إليه الضباط لقص شعرهم.