طالب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي اسرائيل بعدم تحويل قطاع غزة الى سجن في الهواء الطلق لأن ذلك سيشكل أرضاً خصبة ل"حماس"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم في القدس. وقال ان أمن اسرائيل مرتبط بتطور غزة الاقتصادي واندماج اقتصادها في بيئتها الاقليمية وأنه لا يجوز أن يبقى القطاع من دون معابر خروج ودخول. وذكر ان فرنسا والاتحاد الأوروبي اقترحا ارسال موظفي جمارك لمراقبة المعابر، وأعاد التذكير بموقف فرنسا من الجدار الفاصل الاسرائيلي، مشيراً الى انه يسبب مشاكل انسانية واجتماعية واقتصادية ضخمة في القدس. ودعا الجانب الاسرائيلي الى ان يعمل على إنجاح الانسحاب من غزة بادراكه انه قبل انشاء دولة ينبغي ان تسيطر دولة القانون وأن دولة القانون غير ممكنة ان لم يكن لدى الشعب الفلسطيني شرطة ومستشفيات ومدارس، كما دعا الجانب الفلسطيني للإحجام عن تهديد أمن اسرائيل. ورأى انه ينبغي اعطاء السلطة الفلسطينية الوسائل لتتمكن من فرض هيبتها وذلك عبر تمكينها من تعزيز أجهزتها الأمنية. الى ذلك، ورداً على ما قاله وزير الخارجية الاسرائيلي شالوم عن لبنان ومطالبته فرنسا بالمزيد من الجهود لاستكمال تطبيق القرار 1559 أشار دوست بلازي الى ان تجريد"حزب الله"من السلاح هو هدف فرنسا، لكن هذا يندرج في اطار مسار اندماج سياسي ويجب ان يتم بعد وفاق داخلي لبناني. وأضاف ان حكومة فؤاد السنيورة تحتاج الى بعض الوقت ولا يمكن ان تتخذ اجراءات راديكالية في الظرف الراهن، لأن مثل تلك الاجراءات سيشكل تهديداً لسياسة التغيير والاصلاح، خصوصاً أن الوضع حساس بينما يواصل القاضي الألماني ديتليف ميليس تحقيقاته. وذكر ان الأولوية لفرنسا الآن تقضي بمساعدة لبنان على اصلاح مؤسساته الادارية وأن قوة حفظ السلام في جنوبلبنان لا يمكن أن تغير مهمتها لتعمل على نزع سلاح حزب الله. وكرر شالوم من جانبه قوله ان السلطة الفلسطينية"لا تقوم بالجهود المطلوبة"على صعيد الأمن وان"الكرة في ملعبها"وأن الجدار الفاصل هدفه الحفاظ على الحياة. وكان دوست بلازي تطرق خلال عشاء مع ممثلين عن المجتمع المدني الإسرائيلي الى عدد من الأمور التي تتعلق بالوضع الفلسطيني وتطرح تساؤلات وعدم يقين. وقال إن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ليست في وضع داخلي ضعيف، وليس واضحاً ما إذا كان الانسحاب من غزة لمصلحة السلطة أم أنه سيعزز"حماس"التي تعد بطل المقاومة ضد الاحتلال. وأضاف ان مستقبل غزة يبدو كئيباً ومن غير المعروف بأي معجزة سيتحول القطاع الى منطقة منتعشة حتى إذا سمحت إسرائيل ببعض الانفتاح على الخارج، وان انشاء الدولة الفلسطينية سيتحول الى أمنية إذا استمر الاستيطان، واستمر بناء الجدار الفاصل، خصوصاً في القدس. وذكر أن إسرائيل ستدخل السنة المقبلة في حملة انتخابية، وأن الاستطلاعات تشير الى أن رئيس الحكومة ارييل شارون يواجه مصاعب في وجه منافسه من داخل حزبه، رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو. وتساءل دوست بلازي:"في ظل هذه الأجواء هل يمكن لشارون الإقدام على انسحابات أخرى في الضفة الغربية، وهل لديه مثل هذا المشروع؟ أم أن الرغبة في كسب ناخبي اليمين الإسرائيلي ستجعله يشدد لهجته؟ أم أنه سيقدم على خبطة كبيرة بالتعاون مع حزب العمل؟"، مضيفاً ان هذا كله يدعو الى الحذر. وأكد أن الأسرة الدولية تتمنى من جانبها أن تكون هناك انسحابات أخرى وعودة الى المفاوضات. وفي وقت لاحق، عقد دوست بلازي لقاء مع شارون أكد خلاله ضرورة انجاح الانسحاب من غزة عبر تشجيع الحد من البطالة التي تبلغ نسبتها نحو ستين في المئة بين سكان القطاع. وقال إنه طالما بقيت غزة مغلقة وبمثابة سجن في الهواء الطلق، فإن هذا سيمثل خطراً كبيراً. وتناول دوست بلازي مع شارون موضوعي إيرانولبنان، فطالب رئيس الحكومة الإسرائيلي بتنفيذ القرار 1559، فأجاب الوزير الفرنسي بما سبق أن قاله نظيره الإسرائيلي حول هذا الموضوع.