وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى باريس امس في زيارة وصفتها اوساط اسرائيلية ب"التاريخية"ويلتقي خلالها الرئيس جاك شيراك على أمل"فتح صفحة جديدة في العلاقات"قد تشمل اعطاء فرنسا دوراً أكثر فاعلية في تسوية الصراع في الشرق الأوسط. وكانت العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية شهدت تحسناً في الفترة الأخيرة بعد التوتر الذي اعتراها في الماضي بسبب ما وصفته اسرائيل"السياسة الفرنسية المنحازة للعرب"، و"تنامي ظاهرة اللاسامية في فرنسا"، حتى ان شارون كان يُعتبر حتى العام الماضي"شخصية غير مرغوب فيها"في فرنسا. وعشية الزيارة، تجنب المسؤولون الفرنسيون اعطاءها حجما اكبر من حقيقتها، وحسب وكالة"اسوشييتد برس"، فإن وزير الخارجية فيليب دوست - بلازي تجنب الاجابة عن سؤال عن حالة العلاقات بين البلدين، مشيراً الى ان فرنسا تدعم خطة شارون للانسحاب من غزة. وكرر الموقف الفرنسي الرسمي بأن"خطة الانفصال يجب ان تترافق مع استمرار العملية السياسية واحترام خريطة الطريق"، داعياً الى"التفكر بعمق"في شأن الجدار الفاصل الذي تبنيه في الضفة الغربية والذي قال انه"يجب ان يحترم"كل الفلسطينيين. وعن"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، قال الوزير الفرنسي ان من يريد السلام والأمن ينبغي ألا يقصي احداً، مشيراً الى ان هذه الحركة التي بامكانها ان تقوم ب"عمليات ارهابية"هي حزب سياسي بعد النجاح الذي احرزته في الانتخابات البلدية الفلسطينية. واعتبر ان افضل حل هو الحل الاوروبي الذي يتمثل بالمساعدة في تنفيذ خطة مبعوث اللجنة الرباعية الدولية جيمس وولفنسن الهادفة الى خلق ظروف اقتصادية لدولة فلسطينية قابلة للحياة. وكشف انه سيزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية مطلع ايلول سبتمبر المقبل، لافتاً الى انه من مصلحة اميركا ان تتيح للأوروبيين التحرك في هذه المنطقة. واستبق شارون زيارته لفرنسا وقال في مقابلة مع صحيفة"لوموند"الفرنسية انه يريد ان يتشاور مع شيراك في قضايا تشمل ايران وسورية و"حزب الله"، معتبراً انه يقدر معرفة الرئيس الفرنسي بالمنطقة. وفي اسرائيل، كللت المحافل السياسية الزيارة بالنجاح حتى قبل ان تبدأ واعتبرتها"تاريخية"تهدف الى"فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين". وذكرت صحيفة"يديعوت احرونوت"ان باريس عززت تعاونها الاستخباري مع اسرائيل العام الماضي في عدد من القضايا في مقدمها الملف النووي الايراني والأزمة في لبنان. وعزا مصدر ديبلوماسي اسرائيلي التغيير في الموقف الفرنسي الى بدء اسرائيل في تطبيق خطة الانسحاب من غزة، مشيراً الى ان فرنسا ليست راضية عن"دور المتفرج"الذي تريده اسرائيل لأوروبا في هذا الصراع. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن قريب من شارون قوله ان الاخير يؤيد ان يكون لفرنسا دور اكثر فاعلية في تسوية الصراع في الشرق الاوسط شرط ان يكون موقفها "أكثر توازناً".