أظهرت المشاركة العالية في المرحلة الثالثة لانتخابات الهئيات المحلية والبلديات الفلسطينية والتي وصلت نسبتها في الساعات الاولى من بعد ظهر امس الى اكثر من 65 في المئة من أصحاب حق الاقتراع، اهتمام الفلسطينيين بهذه الانتخابات التي طغى على عدد كبير من المواقع التي اجريت فيها الطابع السياسي اكثر من المحلي والاجتماعي، وهو الامرغير المألوف في هذا النوع من الانتخابات. وبدا التنافس على اشده بين الحرفين اللذين يرمزان الى قائمتي"فلسطين الغد"التي رمز لها بالحرف ف، وتمثل قائمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وقائمة"الاصلاح والتغيير"التي شكل حرف ح رمزها الانتخابي، وهي تمثل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. وجرى التنافس في 82 دائرة انتخابية في الضفة الغربية الى جانب قوائم حزبية وعشائرية ومستقلين. وتنافس 2274 مرشحاً من بينهم 558 امرأة على 814 مقعداً في 104 مجلساً بلدياً ومحلياً حسمت نتائج 22 منها سلفاً بالتزكية بسبب وجود قائمة واحدة فيها. فيما اعلنت قائمة"الاصلاح والتغيير"لحركة"حماس"انها لن تشارك الا في 61 دائرة انتخابية بسبب"الظروف الامنية القاسية التي تتعرض لها الحركة"كما ورد على لسان الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري الذي اشار الى حملة الاعتقالات التي تعرض لها عدد كبير من مرشحيها لهذه الانتخابات. واشارت مصادر في حركة"فتح"الى انها فازت ب 16 دائرة انتخابية ب"التزكية"واربع اخرى من خلال تحالفها مع احزاب سياسية او بعض العائلات. واشادت اللجنة العليا للانتخابات المحلية بسير العملية الانتخابية، مشيرةً الى بعض العراقيل التي وضعتها سلطات الاحتلال باغلاقها بعض الطرق او بمضايقة مواطنين تقع بلداتهم خارج جدار الفصل الاسرائيلي على البوابات كما حصل في بلدة عزون - عتمة بالقرب من طولكرم. وكان من المقرر اصلاً ان تجري الانتخابات في 132 دائرة انتخابية الا انه تقرر ان تجري في 104 فقط حيث تم إرجاء الانتخابات في دوائر غزة وجنين ودائرتين في منطقة نابلس بسبب الانسحاب الاسرائيلي الذي نفذ الشهر الماضي. وفي بلدة بيتونيا القريبة من رام الله لوحظ اقبال شديد من الناخبين على صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم من ضمن ثلاثة قوائم انتخابية رئيسة تمثل"فتح"و"حماس"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"اذ اصرت"ح"على المشاركة في الانتخابات بقائمة كاملة قوامها 13 مرشحاً مقابل مثلهم ل ف رغم اعتقال اثنين من مرشحيها. ولمحت لجنة الانتخابات التابعة لحركة"حماس"الى تدخلات من جانب بعض الاجهزة الامنية في سير عملية الاقتراع"، فيما اصدرت الحركة نفسها بياناً تضمن لهجة شديدة رداً على اطلاق النار على احد مرشحيها في قرية روجيب قضاء نابلس مساء الاربعاء عشية فتح صناديق الاقتراع. وذكر البيان ان مرشحها اصيب بعيار ناري في رجله.