للمرة الاولى منذ 29 عاما، تجرى اليوم (الخميس) انتخابات لاختيار مجالس بلدية لعدد من المدن الفلسطينية الكبيرة ضمن المرحلة الرابعة - وليست الاخيرة- لانتخابات المجالس المحلية الفلسطينية، فيما جرى تأجيل 65 مجلسا آخر الى مرحلة خامسة لم يحدد موعدها، لكنه تقرر ان تعقب الانتخابات التشريعية في كانون الثاني (يناير) 2006. وسيتوجه اليوم 148 ألف ناخب وناخبة الى صناديق الاقتراع لاختيار 40 هيئة محلية وبلدية معظمها في الضفة الغربية، فيما تم انتخاب هيئتين اخريين في وقت سابق عن طريق التزكية في قريتي المغير بجنين، وبرقة بنابلس. ومن ابرز المدن التي ستجري فيها الانتخابات هذه المرة رام الله والبيرة ونابلس وجنين، فيما تم تاجيل الخليل بقرار من مجلس الوزراء الفلسطيني، اضافة الى غزة وطولكرم وبلدات كبرى في منطقة الخليل مثل دورا ويطا. اما رفح والتي سبق وان اجريت فيها انتخابات ووقعت خلافات اثرها بين حركتي (فتح) و(حماس) فقد تم تاجيلها هي الاخرى حتى اجل غير معلوم وستكون ضمن المرحلة الخامسة التي لم تكن مقررة في السابق. وقال بشار الديك المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المحلية في اتصال ان عدد المرشحين يبلغ 1341 مرشحا بينهم 226 امراة مسجلين ضمن 176 قائمة انتخابية تمثل كافة التيارات السياسية والمستقلين، فيما سيتم التنافس على 414 مقعدا في الهيئات الاربعين. اما المجالس المشمولة في الانتخابات في القطاع اليوم فهي بلديات القرارة والفخارية وام النصر. واشار الديك الى ان الجانب الاسرائيلي تعهد للطرف الفلسطيني عن طريق وزارة الشؤون المدنية بعدم التدخل في سير الانتخابات في المرحلة الرابعة وتوفير المناخ المناسب لذلك من خلال عدم تنفيذ حملات عسكرية في المناطق المشمولة لمدة 48 ساعة ابتداءً من السابعة من صباح أمس وحتى السابعة من صباح غد الجمعة. وتشتد المنافسة في الانتخابات بين حركتي (فتح) و(حماس)، حيث علم ان (حماس) تخوض الانتخابات ب 31 قائمة مسجلة باسمها مقابل 29 قائمة لحركة (فتح). كما تاتي كمؤشر على قوة الحركتين عشية الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل. وقال الديك ان الفصائل تخوض الانتخابات في قوائم رسمية كل منها تحمل رمزا (حرفا معينا)، وكذلك في قوائم غير رسمية تحمل رموزا اخرى ، لكنها ابلغت لجنة الانتخابات انها تابعة لهذا الفصيل او ذاك. ولفت ايضا الى خوض الانتخابات من قبل مستقلين وهم اشخاص يشاركون بشكل فردي وان كانوا محسوبين على جهات معينة. وبخصوص بلدية الخليل التي جرى تأجيلها فقد اعلن مجلس الوزراء الفلسطيني في حينه ان سبب التاجيل يعود لاشكالات مع الجانب الاسرائيلي الذي لم يتعهد بضمان سير الانتخابات في المدينة المقسمة الى منطقتين H1 تحت السيطرة الامنية الفلسطينية حسب اتفاقات اوسلو وH2 تحت السيطرة الاسرائيلية وتضم البلدة القديمة حيث تتواجد بؤر استعمارية يهودية. غير ان مصادر مطلعة ذكرت ان من ضمن اسباب التاجيل هو الخشية من سيطرة حركة (حماس) على المجلس البلدي، ما حدا بحماس في حينه الى مطالبة السلطة بالغاء قرار التاجيل. وكذلك الامر بالنسبة لعدد من المجالس الاخرى التي جرى تاجيلها. وحول الانتخابات في نابلس والتي تم تاخيرها الى مراحل نهائية، قال الديك ان اللجنة كانت على وشك تاجيل الانتخابات فيها أول من امس، في ضوء ما حصل من اقتحام للجنة الانتخابات المركزية، حيث ثمة خشية من تكرار المشاهد ذاتها. وتابع: يضاف الى ذلك الاقتحامات والاعتداءات الاسرائيلية المتلاحقة حيث سقط بالامس فقط شهيد وعشرات الجرحى في المدينة. ومع ذلك لم يتم التاجيل وجرى تجهيز مراكز الاقتراع اليوم.