قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان حكومته تعهدت للادارة الاميركية"تعليق"مشروعها الاستيطاني الجديد المعروف ب"اي -1"للربط بين مدينة القدسالشرقية ومستوطنة"معاليه ادوميم، كبرى المستوطنات في الضفة الغربية، مؤكدا في الوقت ذاته ان "لا جدل في اننا سننفذ المشروع ... في الوقت المناسب". وجاءت تصريحات اولمرت في سياق مقابلة اجرتها معه صحيفة"جيروساليم بوست"الاسرائيلية الصادرة باللغة الانجليزية على ما يبدو في اطار"المعركة الانتخابية"التي افتتحها منافس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على زعامة حزب"ليكود"الحاكم وزير المال السابق بنيامين نتانياهو تمهيدا لاستعادة منصب رئيس الوزراء الذي انتزعه منه شارون في الانتخابات الاخيرة. وأكد اولمرت ان"اميركا تعلم من دون ادنى شك ان اسرائيل ستبقي سيطرتها على معاليه ادوميم في اي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين"، مجددا الحديث عن ان"معاليه ادوميم جزء لا يتجزأ من اسرائيل"وان حكومته لن تقدم"تنازلات"في هذا الشأن". واشارت مصادر اسرائيلية في مكتب شارون الى ان"الامر قد يستغرق عامين من الاجراءات"قبل البدء في بناء المستوطنة الجديدة التي ستقام على مساحة نحو 10 كيلومترات بين"معاليه ادوميم"شرق الضفة والقدس. وكانت الحكومة الاسرائيلية برئاسة شارون اقرت بناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة المذكورة في اطار المشروع"اي -1"الاستيطاني بداية العام الحالي، واصدرت اوامر اخيرا بالشروع في بناء المقر العام للشرطة الاسرائيلية في الضفة في هذه المنطقة، فيما صادرت 1800 دونم من الفلسطينيين ستخصص لبناء مقاطع من الجدار الاسرائيلي العازل لربط المستوطنة بمسار الجدار المعروف ب"غلاف القدس". وباستكمال بناء الجدار حول المستوطنة التي وفقاً للمصادر الاسرائيلية الرسمية ستوسع مساحتها بشكل تضمن فيه اسرائيل الاستيلاء على 76 كيلومترا بعمق 14 كيلومترا داخل الضفة من الجهة الشرقية، تكون اسرائيل انجزت الجزء الاكبر من هدفها وضع اليد على الاراضي الفلسطينية وضمها الى اسرائيل، فيما تبقى مسألة البناء المستقبلية رهناً ب"التوقيت المناسب"، كما اشار نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن اولمرت قوله ان"من الواضح في نقطة ما في المستقبل ان اسرائيل ستنبي تواصلا جغرافيا بين القدس ومعاليه ادوميم، حتى انه لا جدل حول اننا سننفذ المشروع". واوضح:"لن نفعل شيئا من دون علم الاميركيين". وتذكّر اسرائيل على الدوام ب"ورقة الضمانات"التي تعهد خلالها الرئيس جورج بوش العمل على ابقاء المستوطنات الكبيرة في الضفة، بما فيها"معاليه ادوميم"، تحت السيطرة الاسرائيلية في اي تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين.