سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آخرها اعلان شارون أمام يهود اميركا عزمه على ربط "معاليه ادوميم" بالقدس من دون تقسيم الضفة . السلطة تتعهد مواجهة خطط الاستيطان وسط تصاعد الانتقادات الداخلية لأدائها
تعهدت السلطة الفلسطينية مقاومة مشروع ربط مستوطنة "معاليه ادوميم" بالقدسالمحتلة في اطار المخطط الاستيطاني "اي 1"، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية لاداء الحكومة في مواجهة مخططات اسرائيل التي قطعت شوطا طويلا في تهويد المدينة المقدسة جغرافياً وسياسياً وديموغرافياً. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون اعلن امام زعماء اليهود الاميركيين مساء اول من امس ان "معاليه ادوميم المدينة الاجمل في المنطقة الاجمل ستربط بالقدس"، مضيفا ان لديه "اجوبة على قضايا ربط السامرة شمال الضفة بيهودا جنوبها ولا اعتقد انه ستكون هناك مشكلة"، في اشارة على ما يبدو الى نية اسرائيل اقامة شبكة من الانفاق والجسور لمنع تقسيم الضفة. وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية ان شارون حصل مجددا على موافقة اميركية بضم المستوطنات الكبرى شمال الضفة، بما فيها "معاليه ادوميم"، الى حدود الدولة العبرية، مشيرة الى "رسالة الضمانات" التي تلقاها شارون خلال زيارته للبيت الابيض في نيسان من العام الماضي والتي كتب فيها الرئيس جورج بوش انه "من غير المنطقي العودة الى حدود هدنة العام 1949 ، مشيرا الى المستوطنات "ذات الكثافة السكانية الاسرائيلية العالية". وكان السفير الاميركي لدى تل ابيب دانييل كيرتس الذي انهى مهام عمله رسميا الجمعة الماضي، استبق تصريحات شارون واعلن في مقابلة مسجلة بثت اول من امس ان "الرئيس بوش سيدعم مطلب اسرائيل الاحتفاظ بالمستوطنات الكبيرة تحت سيطرتها في اطار اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين". ورغم اعلان كبار المسؤولين الاسرائيليين "ارجاء" تنفيذ الجزء المتعلق ببناء وحدات استيطانية في اطار مخطط "اي واحد" والتي تشمل 3500 وحدة، غير ان السلطات الاسرائيلية باشرت بناء المقر العام للشرطة الاسرائيلية في المنطقة ذاتها بعد ايام قليلة من مصادرة 1800 دونم من الاراضي الفلسطينية لصالح بناء مقاطع من الجدار الذي يطوق المدينة المقدسة بحسب الترسيم الاسرائيلي لحدودها والذي يقتطع ضواحي فلسطينية ذات كثافة سكانية عالية لتصبح خارج هذه الحدود ويعزل اخرى ما بين جدارين، فيما يضم الى داخله المستوطنات. وعلى الارض، لم تفاجئ "تعهدات" شارون في نيويورك الفلسطينيين اذ ان عملية "الفصل الميكانيكي" بين ضواحي القدس بعضها بعضاً بدأت فعلا، خصوصا في المناطق الشرقية والجنوبية العيزرية وابو ديس والسواحرة الشرقية وتحديدا في المنطقة التي اقيمت عليها مستوطنة "معاليه ادوميم". وبات على المقدسيين الذين يريدون التنقل من ضاحية الى اخرى او بلدة الى اخرى في هذه المنطقة، المرور عبر حواجز عسكرية حمل واحد منها مقام على المدخل المشترك بين ابو ديس "ومعاليه ادوميم" اسم المستوطنة ذاتها. وعلق رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع للصحافيين: "نتعهد مقاومة ذلك مخطط شارون والنضال من اجل انهاء الاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية، مضيفا: "لا نقبل مشاريع الكانتونات الاسرائيلية، وهناك سلطة واحدة ووطن واحد، وكل هذه الدعوات لحكومة في غزة او حكومة سلمية المقصود منها تفتيت الوطن الفلسطيني ولا يجوز الانتباه لها". وانتقد النائب المقدسي حاتم عبد القادر اداء السلطة السياسي والديبلوماسي والاعلامي والميداني في مواجهة خطط الاستيطان في القدس، وقال ل"الحياة" ان القدس "فعلا في خطر، والعالمين العربي والاسلامي اصبحا امام امتحان: هل القدس مجرد شعارات او هوية وتاريخ ودين ... السلطة الفلسطينية لا تبذل جهودا كافية حتى على الصعيد الديبلوماسي في ضوء حمى التطبيع مع اسرائيل وقبل ان تنتقل انفلونزا الطيور الباكستانية الى مناطق اخرى". واوضح عبد القادر ان خطة شارون "لعزل وتهويد القدس المتمثلة بالجدار الذي يطوق المدينة تشمل ثلاثة أهداف: عزل القدس عن باقي المناطق الفلسطينية، وعزل قلب المدينة عن ضواحيها، وعزل الضواحي عن بعضها بعضاً بحيث تحولت هذه الضواحي الى غيتوهات لا يمكن التنقل في ما يبنها الا عبر حواجز عسكرية او عوائق اخرى مثل الجدار". ويشمل "الجدار الاسرائيلي" الذي يطوق المدينة المقدسة احدى عشرة "بوابة" تضع سلطات الاحتلال الاسرائيلي "لمساتها الاخيرة" عليها قبل بدء تشغيلها "رسميا".